أدرج المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري, صاحب الموسوعة الشهيرة "اليهود واليهودية والصهيونية" ضمن قائمة الشخصيات المحظور ظهورها في قنوات التلفزيون الرسمي أو استضافتها في برامج إذاعية، بناءً على تعليمات مشددة وجهت إلى مسئولي وقيادات ماسبيرو.

وصدر بذلك قرار تم إبلاغه شفهيًا إلى رؤساء القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية, لينضم بذلك إلى جانب العديد من الشخصيات المحرومة من الظهور الإعلامي على التلفزيون الرسمي، بسبب مواقفها المناهضة لسياسات الحكومة.

وكانت قناة النيل للأخبار استضافت الدكتور المسيري في أكثر من حلقة خص صت للحديث عن موسوعته الشهيرة، التي بذل فيها جهدًا امتد لسنوات طويلة، وحظيت باهتمام كبير، كونها الأكثر عمقًا في تناول تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

ونفى المسيري لـ "المصريون" علمه باتخاذ هذا القرار, وأكد أنه منذ فترة طويلة وحتى قبل توليه منصب المنسق العام لحركة "كفاية" كان هناك إحجام من جانب المسئولين عن استضافته في برامج الإعلام الرسمي, الذي لا يراه أحد, حسب تعبيره.

وقال بلهجة ممزوجة بالمرارة والسخرية من تجاهل الرموز الفكرية المعارضة للنظام في وسائل الإعلام والصحف الحكومية، إن الصحف الرسمية المسماة بالقومية نفسها لم تعد تنشر لي منذ فترة طويلة.

وأضاف أن صحيفة "الأهرام", لم تنشر لى مقالة فكرية واحدة منذ سنوات طويلة, باستثناء ما نشرته من قبل عن "الفيديو كليب", وإن كان مسئولوها لن يمانعوا إذا كتبت في مثل هذه القضايا.

في حين أكد أنه لم يسبق له الكتابة بجريدة "الأخبار, ولم ينشر له سوى مقالة واحدة في "روزا اليوسف", وقال إن حلقة واحدة من برنامج "العاشرة مساء" الذي تقدمه قناة "دريم" الفضائية الخاصة, تعدل جميع ما يعرضه التلفزيون المصري على قنوات المختلفة, على حد قوله.

وكان الإعلام الرسمي اعتاد توجيه قائمة بأسماء ضيوف برامجه من وقت لآخر, حيث تتغير تبعا للأحداث المطروحة على الساحة, وخاصة في أوقات الانتخابات البرلمانية والرئاسية أو تعديل الدستور, فيما ينخفض هامش الحرية في غيرها.

ويسمح التلفزيون في المقابل لشخصيات معارضة اسمًا في الظهور عبر برامجه، وخاصة عندما يتعلق الأمر بقضية يسعى إلى الترويج لها، وبصفة خاصة الشخصيات صاحبة الأفكار اليسارية التي يعرف عنها عداءها التاريخي للإسلاميين.