الفتحاويون يخشون من مساعي حماس خلق انقلاب تنظيمي في حركة فتح عقب انقلابها العسكري في غزة

الأربعاء 20 يونيو-حزيران 2007 الساعة 09 مساءً / مأرب برس/فلسطين /رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 4779

شهدت الأراضي الفلسطينية اليوم الأربعاء الإعلان عن تأسيس حركة "فتح الياسر" بقيادة خالد أبو هلال، الذي كان يشغل منصب الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية التي كان قد أقالها يوم الخميس الماضي الرئيس ، محمود عباس .

وقال " أبو هلال " : إن حركته الوليدة تتخذ المقاومة استراتيجية لها، وتؤمن بفلسطين التاريخية ولا تقبل التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني، وأنها تهتم بالقيادات الوطنية الشابة ولا تسمح لأحد أن يمنحها الشرعية ، وأن الجهة التي تقرر مدى شرعيتنا هو الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية المقاومة".

وأشار أبو هلال في (( تصريح صحافي حصلت عليه مأرب برس )) : إلى أن الدافع وراء تشكيل الحركة هو وصول " القيادات الفتحاوية النظيفة " إلى قناعة أن قيادة فتح الحالية بزعامة " محمود عباس " قد قطعت الطريق على أي إمكانية لإصلاح الحركة، مضيفا: " عباس معروف بمواقفه المعادية للمقاومة والمهادنة مع الإسرائيليين وبات يعتمد بالمطلق على الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية في تصريف شئون الحركة وتحديد علاقاتها الدولية والإقليمية والمحلية، وهذا ما دفعنا إلى اتخاذ قرار الخروج من حركة "فتح" وتشكيل حركة "فتح الياسر" على منهج الشهيد الرمز " ياسر عرفات" مؤسس حركة فتح العتيدة وعلى قاعدة الجهاد والمقاومة".

في حين قال " أبو هلال " : أن علاقة حركته مع حماس على وجه الخصوص ستكون العلاقة الأكثر تميزا، مستطردا: " فنحن نعتبر أن استراتيجية حركة "حماس" هي الأكثر قربا لاستراتيجيتنا الوطنية مع وجود فوارق في الموقف السياسي وهذا لا يترك أثراً سلبياً على العلاقة".

هذا وكانت صحيفة معاريف العبرية قد نقلت تقديرات مسئولين أمنيين إسرائيليين بأن الأيام القريبة ستشهد انتقال أعداد كبيرة من نشطاء حركة فتح إلى صفوف حركة حماس في قطاع غزة.

ومن جانبه حذر النائب الفتحاوي، عيسى قراقع, من أن حماس تسعى إلى خلق انقلاب تنظيمي داخل حركة فتح عقب انقلابها العسكري , مؤكدا إنه من الضروري أن تبادر قيادة حركة فتح في تقييم ما حدث في غزة وإجراء تغييرات جذرية على كل المستويات حتى لا يتكرر ما جرى من أحداث خطيرة.

ويأتي الإعلان عن تأسيس حركة "فتح الياسر" بقيادة خالد أبو هلال، في وقت كلف فيه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس القائد العام لحركة فتح، الدكتور زكريا الأغا رئاسة اللجنة القيادية العليا لمتابعة جميع أعمال الحركة ونشاطاتها السياسية والتنظيمية والمالية في قطاع غزة.

وتتولى اللجنة القيادية العليا التي تم تعيينها متابعة العلاقات الوطنية ومع القوى والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالتنسيق والتشاور التام مع الرئيس عباس.

ومن ناحية أخرى أفادت مصادر فلسطينية مقربة من صانعي القرار داخل حركة فتح أن جماعة من نحو عشرين من أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح التقوا الأحد الماضي في مدينة رام الله حيث طالبوا بإقالة عضو المجلس الثوري في حركة فتح " العقيد محمد دحلان " كوسيلة لإعادة الروح إلى الشارع الفتحاوي.

ووفقا للمصادر في حركة فتح ،فقد شارك في اللقاء ( عثمان أبو غربية، وجبريل الرجوب، واحمد غنيم، ومحمد الحوراني، وسمير شحادة) وآخرون فيما أثار عدد من المسئولين الكبار في فتح الموجودين في غزة، مثل حسام عدوان، واحمد حلس ونهاد الريس طلب إقالة دحلان .

هذا وحمل احد المشاركين في اللقاء دحلان مسؤولية الفشل بل يتحدث رجاله عن انه تركهم مع قيادة المنظمة وذكر أن هدف اللقاء هو إقامة لجنة تحقيق حقيقية، تحقق في إخفاقنا العسكري في غزة وفي غياب مسئولين كبار من الحركة عن إدارة المعركة، وعن اختفاء أموال كثيرة أيضا من خزانة المنظمة".

وكان قد أصدر الرئيس الفلسطيني " الفتحاوي " محمود عباس مرسوما يتم بموجبه تشكيل لجنة تحقيق حول تقصير قيادات الأجهزة الأمنية خلال الاشتباكات الأخيرة التي شهدها قطاع غزة.

ومن غزة طالب عددٌ من كوادر حركة فتح خلال مؤتمر صحفي مساء الأحد، "17/6 " بتشكيل محكمة ثورية لمحاسبة دحلان (45عاماً) الموجود حالياً في رام الله.. فيما طالبت المجموعة بإجراء محاكمة ثورية لمن أسموهم الرموز التي تسببت بتدمير حركة فتح في غزة وعلى رأسهم محمد دحلان وإيقاع أقصى العقوبات في حقهم.

وفي ذات السياق كشفت صحيفة (هارتس) قد في عددها الصادر أمس الثلاثاء "19/6 " عن وثيقة سرية هامة بعثها نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى الشرق الاوسط، " إلفيرو دي سوتو " إلى الأمين العام " بان كي مون " تؤكد بأن الإدارة الأمريكية عملت منذ البداية وبالتواطؤ مع مقربي" الرئيس محمود عباس" على إسقاط الحكومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس التي تشكلت بعد الانتخابات التشريعية بأي ثمن حتى لو كان ذلك بثمن حرب أهلية دامية..

 وأردف ( سوتو ) في وثيقته ليدلل على تواطؤ ( محمود عباس) وجماعته مع المخطط الأمريكي قائلاً (إن المستشارين المقربين من عباس كشفوا لنا على نحو خاص عن أنهم صاغوا مبادرة لحل حكومة حماس.. لقد خططوا لفعل ذلك باستفتاء شعبي يُطلب فيه إلى الفلسطينيين أن يصادقوا على تأييد حل دولتين على أساس اتفاق اوسلو)..

وكما في عدة حالات في الماضي، آمن الأمريكيون الذين يصغون إلى ثلة صغيرة من الفلسطينيين، يقولون لهم ما يريدون سماعه، آمنوا أن ( محمود عباس- زعيم حركة فتح ) كان مستعدا لتحدي حماس.. ولم يعرفوا تقدير الرجل وميزان القوى الذي واجهته)، كما جاء في الوثيقة.