مساعد وزير الخارجية القطري : وساطة الدوحة تأتي في إطار سياسة إرساء قواعد الاستقرار الإقليمي والعالمي

الأربعاء 20 يونيو-حزيران 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس ـ إسلام أون
عدد القراءات 4343

تترقب العاصمة القطرية وصول عائلة الحوثي للإقامة الدائمة فيها بعد أن أثمرت مساعي الدوحة عن التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية وزعماء التمرد الشيعي بقيادة عبد الملك الحوثي، يقضي بوقف جميع الأعمال المسلحة، وترحيل هؤلاء الزعماء إلى قطر.

وقال مصدر دبلوماسي بالعاصمة القطرية لـ"إسلام أون لاين.نت": إن الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ يتضمن بندا ينص على "رحيل عبد الملك الحوثي، ويحيى الحوثي، وعبد الكريم الحوثي، وعبد الله عيضة الرزامي، إلى الدوحة دون ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي معاد لصنعاء، وعدم مغادرتهم قطر إلا بموافقة الحكومة اليمنية".

وعن نجاح المبادرة القطرية، قال محمد بن عبد الله الرميحي مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون المتابعة: "إن وساطة الدوحة تجيء في إطار سياسة إرساء قواعد الاستقرار الإقليمي والعالمي".

وشدد في تصريحه على أن "قطر تستند في إطلاق مبادرات الوساطة إلى النية الخالصة، وعدم التحيز لطرف ضد آخر".

وللحفاظ على وقف إطلاق النار فقد تم تشكيل لجنة من مختلف القوى السياسية اليمنية تتابع تنفيذ الاتفاق، ولم يتم تسجيل أي خرق حتى الآن.

مرحلة جديدة

وأعرب العديد من أبناء الجالية اليمنية في قطر عن تقديرهم لنجاح الوساطة القطرية في إنهاء أزمة التمرد في منطقة صعدة.

وأكد عوض السعدي -أحد أقطاب الجالية- أهمية هذا الاتفاق، وفاعلية الدور الذي بذلته القيادة القطرية لوقف نزيف الدم الذي استمر زهاء 4 سنوات، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية هائلة، فضلا عن تداعياته الاجتماعية والنفسية.

وعبر أحمد عبد الله السعيد –تاجر- عن ثقته في عودة الاستقرار الكامل لصعدة واليمن بأكمله، مؤكدا أن تحقيق التنمية الشاملة في البلاد مرهون بتوافر الاستقرار في مختلف المحافظات.

وأعرب عن أمله في انتقال الحكومة والحوثيين بعد هذا الاتفاق إلى مرحلة جديدة من التسامح والوفاق والشروع في البناء وتعويض المتضررين من نتائج المواجهات العسكرية.

إعادة إعمار

وينص الاتفاق كذلك على "وقف العمليات العسكرية، وإنهاء حالة التمرد، وإطلاق سراح المعتقلين مع الالتزام ببنود قرار العفو، وتسليم الأسلحة المتوسطة مع ذخائرها، واحترام حرية التعبير، وحق إنشاء حزب سياسي".

كما يشمل "وقف كافة الحملات الإعلامية والأعمال التحريضية، وأن تقوم الحكومة اليمنية بإعادة إعمار المدن والمناطق التي طالها الدمار والتخريب".

ويوم السبت الماضي أعلن الحوثيون إنهاء تمردهم، والتزامهم بالنظام الجمهوري والدستور والقانون. وقال عبد الملك الحوثي: "استجابة لدعوة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح (لإنهاء التمرد) فإننا نؤكد وقف إطلاق النار لمنع إراقة مزيد من الدماء".

وجاء قرار الحوثيين بعد إعلان القوات الحكومية الخميس الماضي استعدادها لوقف العمليات العسكرية ضدهم إذا "أنهى زعيمهم عبد الملك بدر الدين الحوثي وأتباعه التمرد والتخريب والتزموا بالنظام الجمهوري والدستور والقوانين النافذة في البلاد، بالإضافة إلى تسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة والنزول من الجبال والتحصينات التي يتترسون فيها، والعودة إلى قراهم ومناطقهم للعيش كمواطنين صالحين".

ملاذ للمعارض

استضافة قطر المرتقبة للحوثي تعد امتدادا لتجارب سابقة مع معارضين سياسيين من دول عربية وأجنبية، حيث تعتبر الدوحة ملاذا للكثيرين منهم، إذ يقيم بها حاليا الرئيس الموريتانى المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وساجدة خير الله زوجة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والشيخ عباس مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة بالجزائر.

وسبق أن لجأ إليها لفترة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وعدد آخر من قيادات الحركة الفلسطينية، خاصة بعد توتر العلاقة بين الحركة والأردن على خلفية اتهام عمان لحماس بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات على أراضيها، وهو ما نفته الحركة.

ودارت معظم المعارك بين أنصار الحوثي والقوات الحكومية في المناطق المحيطة بصعدة شمال غرب اليمن المتاخمة للسعودية، وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة، وأوقعت المعارك منذ بدايتها عام 2004 آلاف القتلى.

ويقول الحوثيون إن هذه المنطقة مهملة، بينما تردد السلطات الحكومية أن هؤلاء يسعون لإقامة "نظام حكم ديني"، ويدعون للعنف ضد الولايات المتحدة وإسرائيل. ومن بين 19 مليون نسمة يشكل السنة معظم سكان اليمن، فيما يمثل الشيعة نحو 15