ضرب مثلا على نجاح اليمن بتخلي الرئيس عن منصب رئيس القضاء الأعلى وتعيين أحد القضاة تطبيقا لمبدأ الفصل بين السلطات

السبت 16 يونيو-حزيران 2007 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس ـ الشرق الأوسط
عدد القراءات 3957

اكد وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي أمس ان بلاده انتقلت من مرحلة «فشل الدولة» الى طريق «التقدم والنجاح». وكان القربي في لندن خلال اليومين الماضيين لاجراء لقاءات مع مسؤولين واعلاميين بريطانيين لعرض سلسلة من الاصلاحات التي طبقتها الحكومة اليمنية في الاونة الاخيرة ولطلب المزيد من المساعدات المادية لبلاده.

وقال القربي في كلمة القاها في معهد «تشاثام هاوس» أمس: «اليمن انتقل من الفشل الى النجاح ولكن ما زال الطريق طويلاً امامنا». واضاف ان سن القوانين الجديدة فيما يخص مكافحة الفساد والحرية الاعلامية والانتخابات المحلية ساعد على نقل اليمن من حالة «الفشل» الى «النجاح». ولفت الى انه بينما كان الرئيس علي عبد الله صالح هو رئيس مجلس القضاء في السابق، عين قاض لهذا المنصب أخيرا بسبب قانون جديد نصه البرلمان ليطبق مبدأ فصل السلطات.

وقال وزير الخارجية ان لبلاده دوراً مهماً في مساندة جهود مكافحة الارهاب، مضيفاً: «لا يمكن لدولة ان تدعي ان ليس لديها خلايا ارهابية نائمة». ولكنه أوضح انه «يجب النظر الى الارهاب بأنه مشكلة دولية، وليس محدودا بدولة او اقليم». وأضاف: «للأسف، بعض الدول تريد تبادل المعلومات فقط فيما يحمي اراضيها وليس لحماية اراضي الدول الاخرى، فعلى سبيل المثال يريدون حماية الامن الاميركي أو البريطاني، ولكن ليس الامن اليمني، وهذا خطأ». وعلى الرغم من انه اعتبر ان مستوى التعاون «افضل الآن من السابق»، الا انه اعتبر ان «هناك دائماً حاجة لتحسين هذا التعاون». وتابع: «لن نحصل على كل ما اردناه في مواجهة الارهاب، فلا يمكن وصف العلاج من دون معرفة الاسباب، وعلينا معرفة اسباب الارهاب ومعالجته». وأضاف:«الارهاب نتيجة لفشل الدول في ادارة القضايا الدولية».

وحث القربي المجتمع الدولي للانتباه الى انجازات بلاده في السنوات الاخيرة ودعمها من اجل احراز المزيد من التقدم. وقال: «نحن بحاجة الى تطوير دولة عصرية، وان نقلل من تدخل السياسة بعمل الدولة». واضاف: «يجب مساعدة اليمن لمكافحة الارهاب من خلال التعليم وتقديم الخدمات الصحية وصرف الملايين على التنمية وليس فقط الطرق العسكرية». ولفت الى ان المساعدات الدولية لليمن تصل الى 13 دولارا للفرد، وذلك نصف المبلغ المتاح للدول النامية. وأضاف ان مشاكل اليمن الاقتصادية تؤثر على البلاد، بالاضافة الى انخفاض مصادر النفط في اليمن بنسبة 4 في المائة سنوياً، مما يزيد من حاجتها للدعم الاقتصادي. وعن الحوثيين وتمردهم في صعدة، قال القربي ان منطقتهم محاصرة وسيقدم لهم عفو «اذا قبلوا ان يكونوا مواطنين يمنيين وان يحترموا قوانين البلاد ودستورها». واضاف ان هناك منظمات حكومية ودولية، مثل لجنة الصليب الاحمر الدولي، تعمل في صعدة لمساعدة المدنيين والنازحين.

ووجه عدد من ممثلي المعارضة اليمنية وناشطي حقوق الانسان اسئلة عدة للقربي، بينها الحاجة الى حرية صحافية اوسع. واجاب القربي قائلاً: «نعم هناك حاجة لتغيير قوانين الصحافة، وقد طلب الرئيس من الحكومة تغيير القوانين فيما يخص الحرية الصحافية، والبرلمان يدرسها الآن».

وطالب القربي المعارضين الى زيارة اليمن والتعرف على واقع الحال فيها، قائلاً لأحد الحضور: «زر اليمن وسأضمن حمايتك شخصياً».