الملك السعودي يأمر أئمة الحرمين والمساجد بالدعاء للعمانيين وأهل الخليج والرئيس الصالح يضع إمكانيات اليمن تحت تصرف عمان

الجمعة 08 يونيو-حزيران 2007 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس ـ وكالات
عدد القراءات 6620

أجرى الرئيس الصالح اتصالا هاتفيا بأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان الشقيقة اطمأن فخامته خلاله على الأوضاع في سلطنة عمان بعد حادث إعصار جونو الذي ضرب عددا من المناطق في السلطنة.

وأكد الصالح وقوف اليمن إلى جانب في سلطنة عمان وتضامنها ووضع كافة إمكانات اليمن وطاقاتها تحت تصرف الأشقاء في سلطنة عمان في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد والاستعداد لتقديم كل ما تحتاجه إزاء مواجهة الأضرار الناجمة عن هذا الإعصار .

كما تسبب إعصار قونو الذى ضرب سلطنة عمان يوم الثلاثاء الماضي، في مقتل 20 شخصا، وفقدان 24 وتشريد نحو 20 ألفا آخرين تم إيواؤهم بمعرفة حكومة السلطنة، كما تسبب الإعصار الذي امتد إلى إيران أول من أمس في مقتل 3 أشخاص، وتشريد 40 ألفا آخرين تم إجلائهم من السواحل الإيرانية.

وقال مسؤول العلاقات العامة في شرطة عمان السلطانية العقيد عبدالله الحارثي إن 12 شخصا وجدوا متوفين "وهي أرقام مؤكدة" مشيرا إلى أنه تم إنقاذ وإيواء ما يزيد عن عشرين ألفا من المواط نين والمقيمين .

وأكد الحارثي على استمرار أعمال الإنقاذ للبحث عن مصابين وقتلى محتملين.

معتبرا أن أرقام الوفيات في "المستوى المعقول لإعصار بهذا التأثير"

وأضاف أنه عندما تصل مستويات المياه إلى مستويات معقولة ستتضح الصورة أكثر بالنسبة للخسائر البشرية.

وأشار إلى أن فرق الإنقاذ العام منتشرة منذ الصباح الباكر في كافة المناطق المنكوبة، وعدد كبير من الأشخاص تم إنقاذهم أمس، بعضهم كان على حافة الغرق.

وأكد الحارثي أن "عمليات الانقاذ لم تتوقف" وهي تتم بشتى الوسائل بما في ذلك المروحيات والقوارب.

و قد بث التلفزيون العماني صورا للوحول تملا شوارع مسقط بينما تتكدس سيارات فوق بعضها البعض بفعل قوة السيول التي اجتاحت العاصمة العمانية مع مرور الإعصار المداري بمحاذاة شواطئها أمس الأربعاء.

وبدت الأضرار المادية جسيمة في العاصمة.وبدات الامطار الغزيرة والرياح العنيفة المصاحبة لغونو منذ ساعات الصباح الأولى الأربعاء تعصف بالسواحل العمانية الشرقية والشمالية قبل أن تتجه نحو السواحل الجنوبية لإيران.

وفى إيران شهد مرفأ بندري جسك في محافظة هرمزغان (جنوب) مقتل 3 أشخاص، حين جرفت شاحنتهم في فيضان نهر إثر الإعصار، كما شهدت سبعة من الموانئ الجنوبية في إيران هبوب الإعصار الذي من المتوقع أن يستمر إلى يوم غد.

وقال مسؤول في قسم المواصلات في المدينة في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي على موقعه الإلكتروني بدون ذكر اسمه "قتل ثلاثة أشخاص حين فاض نهر في بندري جسك وقلب شاحنتهم".

ويتوقع عشرات آلاف الإيرانيين الذين هربوا من السواحل الجنوبية خوفا من الإعصار قونو، حلول موجة جديدة من الرياح العنيفة والأمطار الغزيرة.

وأفاد المسؤولون عن إجلاء أكثر من أربعين ألف إيراني من المناطق الساحلية في محافظتي هرمزغان وسيستان بلوشستان (جنوب)، فيما سادت حالة التأهب مستشفيات المحافظات الجنوبية.

وقال ياسر حزبوي مدير لجنة الكوارث الطبيعية في محافظة هرمزغان بحسب التلفزيون الإيراني "ننتظر أن تضرب المحافظة موجة ثانية (من الرياح والأمطار) في الساعات المقبلة وقد بدأ المطر بالهطول".

وأضاف"أخلينا المناطق الساحلية ولم يعد الوضع إلى طبيعته بعد، ما زلنا ننتظر حلول موجة ثانية من الرياح قد تكون أشد" من الأولى، مشيرا إلى أنه طلب من السكان البقاء بمنأى عن المناطق المعرضة.

وأفاد حاكم محافظة سيستان بلوشستان حبيب الله دمرضة أن أضرارا لحقت بعدد من المنازل القديمة في الوسط التاريخي لمرفأي شهبهار وكوناراك فيما قطعت خطوط هاتفية.

و على الرغم من تأثر سلطنة عمان وسواحل الإمارات الشرقية بإعصار قونو، إلا أن إدارة الأرصاد الجوية الإماراتية قالت إن مواصفات وشروط الإعصار تغيرت اعتباراً من الليلة الماضية حيث فقد الإعصار جانبا كبيرا من قوته وتحول إلى منخفض جوي فوق مياه خليج عمان وقبالة السواحل الشرقية لدولة الإمارات وعلى بعد حوالي 200 إلى 300 كيلومتر داخل المياه الإقليمية الإماراتية.

وقالت إدارة الأرصاد الجوية الإماراتية في بيان إن آثار المنخفض الجوي من رياح شمالية وشرقية في عمق المياه الإقليمية للساحل الشرقي والتي تتراوح سرعتها ما بين 70 و100 كلم/ساعة ستقل تدريجيا باتجاه الساحل الشرقي لتصل إلى 40 و50 كلم/ساعة على المناطق الساحلية الإماراتية.

وأضافت أنه نتيجة لسرعات الرياح التي مازالت شديدة والمصاحبة لهذا المنخفض فإن ارتفاع الأمواج في المنطقة المقابلة للسواحل الشرقية لدولة الإمارات سيظل أعلى من ثلاثة أمتار بالعمق ويتراوح بين متر واحد ومترين على السواحل مما قد يسبب الأضرار للمناطق المطلة على السواحل الشرقية للإمارات.

كما تؤدى الرياح النشطة على المناطق الداخلية إلى إثارة الرمال والأتربة والتي قد تؤثر على مدى الرؤية الأفقية على معظم المناطق.

و أفاد مسؤولون في إمارة الشارقة بالإمارات بأن إعصار قونو ألحق أضرارا بـ900 أسرة إماراتية وعربية وخسائر تقدر بمئات الآلاف من الدراهم.

وقال المسؤولون إن الأضرار تنحصر في خسائر مادية لكن لا توجد أية إصابات

بين السكان.

وأوضح المسؤولون أن الأضرار تمثلت في غرق عدد كبير من المنازل المطلة على الساحل الشرقي للإمارات مما أدى إلى إتلاف الأثاث المنزلي والأجهزةالكهربائية.كما غرق عدد كبير من السيارات وتأثر عدد كبير من المحال التجارية بمياه الأمواج التي زحفت لمسافات طويلة داخل مدينة كلباء. ونقلت قوات الأمن في الإمارات الأسر المضارة إلى معسكرات إغاثة وفنادق وشقق فندقية فيما أقامت سدودا ترابية أمام المنازل لوقف تسرب المياه إليها.ومازالت تأثيرات الإعصار تبدو واضحة في مدن الساحل الشرقي للإمارات التي تعاني منذ صباح أمس من رياح شديدة تصحبها سحب كثيفة وارتفاع في أمواج البحر مما أدى إلى استمرار زحف المياه تجاه المنازل في كلباء.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أمر أئمة الحرمين الشريفين وأئمة المساجد والمسلمين في المملكة باللجوء إلى الله في صلواتهم وخلواتهم للدعاء لإخوانهم في سلطنة عمان ودول الخليج الشقيقة بأن يفرج الله عنهم ما نزل بهم من بلاء وكربات وأن يرفع عنهم هذا البلاء ويحفظهم ويجنبهم المحن ما ظهر منها وما بطن وأن يشملهم وجميع المسلمين برحمته.

كما دعا خادم الحرمين الشريفين جميع المسلمين إلى الوقوف مع أشقائهم في السلطنة ودول المنطقة بالدعاء لهم وأن يرفع المولى العلي القدير عنهم ما يعانونه جراء هذا الإعصار وذلك انطلاقا من قول الحق تبارك وتعالى"إنما المؤمنون إخوة" وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر".