في الوقت الذينقلت فيه مصادر صحافية عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت قولهم : إن الأخير يميل حالياً إلى الشروع في مسيرة سياسية مع سوريا ؛ وأنه اقتنع بان إجراء مفاوضات مع سوريا من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين من شأنه أن يغير الوضع الاستراتيجي في المنطقة بشكل جوهري ويساهم في عزل إيران وحل مشكلة حزب الله"؛ في ذات الوقت دعا اليوم الاثنين "4/6"وزير المواصلات الإسرائيلي " شاؤول موفاز " " إلى إقامة قناة سرية للاتصال مع سوريا للوقوف على مدى جدية دمشق في إجراء مفاوضات سلمية مع إسرائيل".

وقال موفاز الذي كان يشغل وزير الحرب السابق في مقابلة إذاعية:"إنه يترتب على إسرائيل باعتبارها دولة تتحدث بصورة جلية عن ضرورة إحلال السلام النظر إلى قضية التفاوض مع سوريا بالسبل السياسية إضافة إلى استقاء المعلومات الاستخباراتية".

وأضاف وزير المواصلات الإسرائيلي " الأجواء في الفترة ما بعد حرب لبنان الثانية أصبحت مشحونة الأمر الذي يجد تعبيراً له في الاستعدادات التي تتخذها القوات المسلحة السورية لزيادة تأهبها إضافة إلى النشاطات التي يقوم بها حزب الله لتجديد عتاده".

وفي وقت سابق كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مشغول بالبحث عن طرف ثالث يستخدمه لإجراء الاتصالات مع القيادة السورية؛ فيما بيّن المراسل السياسي للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن هذا الطرف هو تركيا.

وأشار المراسل الإسرائيلي إلى أن تركيا ستقوم بهذا الدور حتى يقول أولمرت لاحقاً إنه بذل جهده من أجل فتح أبواب للحوار مع سوريا, في ظل الحديث أن الصيف المقبل, قد يشهد اندلاع مواجهات بين إسرائيل وسوريا.

وسبق أن نقلت صحيفة معاريف العبرية عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي ، قولها : "إن رئيس الوزراء ، أيهود أولمرت يميل حالياً إلى الشروع في مسيرة سياسية مع سوريا"؛ ونقلت الصحيفة العبرية : "أن أولمرت قام بدراسة هذا الموضوع بصورة معمقة واقتنع بان إجراء مفاوضات مع سوريا من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين من شأنه أن يغير الوضع الاستراتيجي في المنطقة بشكل جوهري ويساهم في عزل إيران وحل مشكلة حزب الله".

وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد ذكرت أن الإدارة الأمريكية سمحت لإسرائيل بإجراء مفاوضات مع سوريا.. وقالت الصحيفة العبرية: إن إدارة بوش بعثت برسالة إلى إسرائيل مفادها أن (إسرائيل من حقها البحث في مستقبل هضبة الجولان، التسويات الأمنية والسلام مع سوريا، ولكن عليها أن تحرص بأن لا حق لها في التفاوض، ولا حتى بشكل غير مباشر، على مواقف الولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط أو في مستقبل لبنان).

 وقالت الصحيفة العبرية : إن إدارة بوش بعثت برسالة إلى إسرائيل مفادها أن " إسرائيل من حقها البحث في مستقبل هضبة الجولان، التسويات الأمنية والسلام مع سوريا، ولكن عليها أن تحرص بأن لا حق لها في التفاوض، ولا حتى بشكل غير مباشر، على مواقف الولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط أو في مستقبل لبنان".

وحسب الرسالة الأمريكية الجديدة بهذا الخصوص : فإن ثلاث "أوراق" مركزية تقف في بؤرة المحادثات الممكنة مع سوريا:

أولا : مستقبل هضبة الجولان: سوريا وإسرائيل يمكنهما ان تبحثا في هذا الموضوع.

ثاينا : لبنان: لإسرائيل قيل أن هذا الموضوع لا يمكن أن يكون على طاولة المباحثات.

ثالثا : موقف واشنطن: جرى الإيضاح لإسرائيل بأن ليس من شأنها أن تعد السوريين في كيفية سلوك الولايات المتحدة في المسائل المختلفة في الشرق الأوسط .. هذا موضوع في المجال المتفرد للإدارة الأمريكية.

وأشارت هآرتس العبرية إلى أن المندوبين الأمريكيين لم يوضحوا موقفهم بالنسبة لوجود قيادات منظمات فلسطينية في دمشق ودور سوريا في تهريب السلاح لحزب الله ومن هناك إلى المناطق الفلسطينية، إضافة إلى تجاهلهم لموضوع إيران وعلاقاتها العسكرية مع سوريا" ..

 وأوضحت الصحيفة العبرية أن الانعطافة في موقف الأمريكيين تمت في أعقاب مؤتمر القمة العربية في الرياض قبل نحو شهرين، والذي بحث مبادرة السلام العربية، ومؤتمر شرم الشيخ قبل نحو ثلاثة أسابيع، الذي بحث في مستقبل العراق وشارك فيه جيرانه.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل واصلت وضع شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مع سورية، بضمنها وقف الدعم السوري للمقاومة الفلسطينية ولحزب الله اللبناني ووقف إمداد الجماعات المسلحة في العراق.

وكان الرئيس السوري " بشار الأسد" قد صرح مؤخرا في كلمة ألقاها أمام مجلس الشعب، بأن إسرائيل غير مهيأة على المستوى الرسمي والشعبي للسلام العادل والشامل الذي يحتاج إلى قيادات قوية تستطيع اتخاذ قرارات حاسمة.

وفي نبأ لاحق قالت صحيفة هآرتس العيرية : إن الجيش الإسرائيلي لا ينوي القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة هذا الصيف مفضلا الإبقاء على تكتيكاته الحالية .

وأضافت الصحيفة العبرية أن تركيز الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية في ضوء ضبابية الموقف السوري وتضارب التقديرات حول النوايا السورية على جبهة الجولان سيمنع الجيش الإسرائيلي من القيام بعملية واسعة في قطاع غزة قد تستنزف الكثير من إمكانياته العملياتية خاصة وانه سيلجأ إلى استخدام عدة ألوية من قوات المشاة في مثل هذه العملية هو بأمس الحاجة إليها في حال اندلعت الحرب على الحدود السورية.