جنبلاط يتهم الأسد بما يجري ويتوقع المزيد من التفجيرات"فتح الإسلام"تعلن عن هدنة أحادية مع الجيش لثلاثة أيام بمخيم نهر البارد

الثلاثاء 22 مايو 2007 الساعة 04 مساءً / مأرب برس ـ وكالات
عدد القراءات 2727

أعلنت مجموعة "فتح الإسلام" الأصولية عن وقف لإطلاق النار من جانبها يدخل حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء 22-5-2007، ابتداء من الساعة 14,30 بتوقيت بيروت (11,30 ت غ) لانهاء الاشتباكات الدائرة منذ ثلاثة أيام مع الجيش اللبناني في محيط مخيم نهر البارد (شمال لبنان), كما اكد المتحدث باسم المجموعة ابو سليم طه.

وقال طه "نحن الآن اخذنا المبادرة بالإعلان عن وقف اطلاق النار ابتداء من الساعة 14,30 بالتوقيت المحلي ونطالب الجيش الالتزام به". واضاف "نريد وقف اطلاق النار لمنع ترويع المدنيين واجلاء الجرحى ولايقاف معركة جررنا اليها".

وأوضح المتحدث باسم المجموعة المتهمة باعمال إرهابية انه لن يرد على الفور في حال عدم التزام الجيش اللبناني بوقف اطلاق النار بدون ان يحدد مهلة زمنية معينة.

وقال "اذا اصر الجيش على اطلاق النار في البداية سنصبر لاثبات حسن النية ولكننا سنرد لاحقا اذا استمر".

تبني ثم نفي

وكان توقف الاشتباكات بين الطرفين سمح لشاحنات الإغاثة الدولية بالدخول إلى المخيم، غير أن التعليقات والتصريحات حول ما يحدث في لبنان مازالت تتوالى لاسيما

بعد اعلان "فتح الإسلام" تبنيه التفجيرات منطقتي الأشرفية وفردان في بيروت. وتزامنت تلك التفجيرات مع تهديدات التنظيم الأصولي بنقل المعركة إلى خارج طرابلس

في حال استمرت اشتباكات مخيم النهر البارد، غير أن طه نفى أن يكون لجماعته أي صلة بتفجيرات العاصمة اللبنانية.

وفي أبرز التطورات الميدانية تواترت انباء عن إصابة الرجل الثاني "أبو مدين" في تنظيم "فتح الإسلام" كما افاد مراسل قناة "العربية" الثلاثاء 22-5-2007 عن تدمير المبنى الرئيسي للتنظيم الأصولي في مخيم نهر البارد، فيما أعلن الجيش اللبناني عن إصابة 3 من جنوده في اشتباكات اليوم.

يشار إلى أن العاصمة اللبنانية شهدت انفجارين في منطقة الأشرفية ذات الأغلبية المسيحية وانفجارا آخر وقع في منطقة فردان المعروفة بأغلبيتها المسلمة، واعتبر المراقبون أن تفجير فردان يمثل تطورا نوعيا باعتباره المرة الاولى التي يضرب فيها مسلسل التفجيرات منطقة ذات غالبية اسلامية بعدما كانت التفجيرات السابقة استهدفت مناطق مسيحية.

وقال المتحدث باسم المجموعة إن جماعته المسلحة ليس لها أي علاقة بانفجاري بيروت اللذين اعلن بيان نسب لها في وقت سابق مسؤوليتها عنهما. وقال طه في اشارة الى التفجيرين اللذين هز احدهما منطقة مسيحية في بيروت يوم الاحد وأسفر عن مقتل امرأة ووقع الآخر في منطقة سنية بالعاصمة أمس "لا صلة لنا بالهجمات في الاشرفية وفي فردان".

وكان بيان للجماعة قال "قامت مجموعة من إخوانكم المجاهدين الابطال خلال اليومين الماضيين ومع استمرار القتال ضد الجيش اللبناني في محيط مخيم نهر البارد بنصب وتفجير عبوتين ناسفتين في قلب بيروت". وأضاف "لقد حذرنا الجيش اللبناني وها نحن قد اوفينا بعهدنا وامطرنا الجيش اللبناني ومازلنا بحجارة من سجيل واشعلنا وسوف نشعل من جديد قلب بيروت ايذانا بالنصر المبين".

وتابع البيان "اننا نعود لنحذر كل من تحركه ايادي الرجس الخارجية الغربية للتعرض لمجاهدينا او لابناء السنة في لبنان بأننا لن نتوانى عن قطع يده بل ورأسه والله على

ما نقول شهيد".

  أوضاع إنسانية

ووجّه سكان المخيم نداءات استغاثة لوقف القتال قائلين ان جثث القتلى مسجاة في الشوارع كما يتعذر نقل الجرحى. وقال جمال ليلى (40 عاما): "مررنا بحروب كثيرة

ولكن لم نشاهد قصفا بهذه الطريقة. احياء دمرت بأكملها. الجثث تأكلها القطط. هذا ليس معقولا. الاطفال بلا حليب.. بلا ماء.. بلا خبز". واضاف وهو يبكي "من اجل عشرة او عشرين او ثلاثين واحدا يذبح مخيم بأكمله".

وقالت عائشة ليلى، التي كانت تتحدث في اتصال هاتفي، انه لا يوجد حليب لطفلها الذي يبلغ من العمر خمسة شهور وان اولادها الثلاثة الاخرين يختبئون في الزاويا بينما

القذائف تسقط على المنازل القريبة. وتساءلت: "لماذا نقصف.. ماذا فعلنا.. قد يكونون موجودين هؤلاء فتح الاسلام ولكن نحن لا نعرفهم ولا نعرف مكان وجودهم".

وقالت هدى سمرا المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا): "نحن معنيون جدا بالوضع الانساني الذي يتدهور لحظة بلحظة". وأضافت "نحاول منذ يوم امس ان ندخل المواد الغذائية الاساسية واللوازم الطبية الى المخيم. لدينا شاحنات محملة بالمياه والخبز واللوازم الطبية والحليب للاطفال".

وقالت سمرا ان الاصابات في المخيم مرتفعة لكن لا تتوافر ارقام دقيقة مع استمرار القتال. وتابعت "الناس نفد ما لديها من امدادات المياه والخبز ولا يوجد كهرباء وانقطت

الاتصالات الهاتفية وليست لدينا الا اتصالات قليلة مع زملائنا داخل المخيم".

  جنبلاط يتهم سوريا

من جانبه شن رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان النائب وليد جنبلاط هجوما عنيفا على الرئيس السوري متهما إياه بالوقوف وراء ما يحدث في اشتباكات مخيم نهر البارد، وقال جنبلاط في مؤتمر صحفي إن الأسد وبعد فشله في تنفيذ مخططاته في العراق من خلال تفجيرات تستهدف العراقيين بكافة طوائفهم نقل الأمر إلى لبنان مذكرا بتصريحات للأسد ووزير الخارجية السوري وليد المعلم من التحذير من أن لبنان قد يصبح مركزا آخر لتنظيم القاعدة. وتوقع جنبلاط المزيد من الهجمات التفجيرية في لبنان، وأضاف "اليوم في هذه الازمة الكبيرة طبعا اتوقع مع الاسف ان تزداد التفجيرات".

وقال جنبلاط "لا بد من الوصول الى طريقة لفك اسر اهالي نهر البارد. وذلك يرتبط بتعاون المنظمات الفلسطينية مع الجيش والدولة ليس فقط في الادانة الشفهية انما

بالادانة العملية عبر التحرك داخل المخيمات". واضاف ان "التوصل الى صيغة تجنب المدنيين الفلسطينيين الاذى يتطلب جهدا سياسيا وامنيا مشتركا لاستئصال

الارهاب", متوجها تحديدا الى السلطة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس.

واتهم جنبلاط سوريا بالوقوف وراء فتح الاسلام. وقال ان "مخيم نهر البارد اسير فتح الاسلام وهي عصابة ارهابية صدرت الينا من سوريا", مذكرا بان قائدها السوري

شاكر العبسي محكوما عليه بالاعدام في الاردن. وقال "العبسي سجن في سوريا ثم اطلق سراحه وصدر الينا".