الاحتلال الصهيوني يرتكب مجزرة في مجلس عائلة نائب حمساوي شرق غزة ..

الإثنين 21 مايو 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس / فلسطين / رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3141

ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني مساء اليوم مجزرة بربرية راح ضحيتها عشرة شهداء من عائلة واحدة وأكثر من عشرة مصابين بينهم العديد من الحالات الخطرة ، والشهداء هم أشقاء وأبناء أشقاء القيادي الحمساوي ، د . خليل الحية النائب عن كتلة حماس البرلمانية ، وقالت المصادر المحلية في غزة : إن طائرات الاحتلال الصهيوني قصفت مجلس عائلة الحية والملاصق لمنزل الدكتور خليل الحية عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة حماس والكائن في حي الشجاعية شرق غزة .. وعلى ما يبدو كانت محاولة اغتيال للقيادي الحمساوي ، وقالت "أم أسامة " زوجة القيادي خليل الحية : إن زوجها لم يكن في ديوان العائلة وانه لم تكن هناك قيادات لحركة حماس متواجدة في الديوان ، وقالت إن الشهداء هم شقيقين للدكتور خليل الحية ، وأبناء أشقاءه وجاره ، وأكدت مصادر في حركة حماس سلامة الدكتور الحية الذي لم يتواجد في ديوان العائلة .. وفي وقت لاحق ظهر د . خليل الحية لوسائل الاعلام في مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة .

ويأتي القصف الصهيوني بعد قرار المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون السياسية والامنية في إسرائيل خلال جلسته التي عُقدت اليوم " الأحد " للجيش الإسرائيلي تصعيد خطواته العسكرية واستهداف قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي ردا على استمرار إطلاق الصواريخ.

وكان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قد أقر في جلسته مساء اليوم إطلاق يد الجيش الإسرائيلي للمس بقادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي وملاحقتهم ورصد تحركاتهم واغتيالهم، ما يعيد إلى الأذهان سياسة الإغتيالات التي اعتمدتها إسرائيل لفترات طويلة؛ كما أقر المجلس السماح لأذرع الأمن الإسرائيلية المختلفة بتصعيد العمليات العسكرية التي تهدف إلى القضاء على إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية "القسام" بالقضاء على قواعد إطلاقها وتحطيم البنية التحتية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

هذا وكشف مصدر عسكري إسرائيلي، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تلقت أوامر بقتل 20 من عناصر المقاومة الفلسطينية في اليوم الأول للعدوان.. وقال مسئول عسكري إسرائيلي، أنه في أعقاب قرار الحكومة الإسرائيلية تصعيد العدوان على قطاع غزة ومنح الجيش الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات ضد المقاومة الفلسطينية، بذريعة الرد على إطلاق الصواريخ، وجهت تعليمات للجيش بقتل 20 من عناصر حماس في اليوم الأول للعدوان من أجل إشاعة "الصدمة والرعب " في صفوف المقاومة، ولكن بسبب حالة الطقس لم تنفذ كافة الهجمات التي صودق عليها.

بالمقابل أكدت حركة حماس على لسان سامي أبو زهري، الناطق باسمها في غزة أن التهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسراائيلي بتصعيد حربه ضد حركة حماس وقادتها، تعبّر عن حالة الفزع والهلع التي تنتاب الاحتلال، بسبب صواريخ المقاومة ، وقال أبو زهري في تصريح صحفي عممه المكتب الاعلامي لحركة حماس على الصحافيين : إن "هذه التهديدات لن تخيف حماس، ولن تنال من عزيمتها وصمودها في وجه عدوان الاحتلال، والرد على جرائمه ، موضحاً أن هذه التهديدات من الاحتلال وقادته "ليست الأولى من نوعها، كما أن عدوان الاحتلال على قطاع غزة وعلى المقاومة الفلسطينية خاصة حركة حماس مستمر ولم يتوقف"..

أما سرايا القدس ، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فقد حذرت العدو الصهيوني على لسان قائد ميداني بارز فيها من مغبة ارتكاب أية حماقة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، موضحا أن جناحه العسكري جهز عشرات الاستشهاديات للتصدي لأي اجتياح إسرائيلي محتمل لقطاع غزة؛ وقال القيادي في تصريحات صحفية له : إن تهديدات العدو الصهيوني بتنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة لن تجني ثمارها في تحقيق الأهداف المرجوة والتي يتذرع بها العدو ؛ مؤكدا على أن الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة بكافة أطيافها على أهبة الاستعداد التام لمواجهة أي عدوان صهيوني قد يطال قطاع غزة.

وكان وزير "التهديدات الإستراتيجية، الفاشي إفيغدور ليبرمان،قد دعا في حديث له إلى الإذاعة العبرية ، دعا الحكومة الإسرائيلية إلى إطلاق يد الجيش الاسرائيلي "لتحطيم حركة حماس الكامل".. وإلا فإن حزبه "يسرائيل بيتينو" سينسحب من الحكومة، "أو تحطيم حماس أو حل الحكومة..

وقال الوزير الفاشي : إنه لا يمكن الاكتفاء بالتنظير وإطلاق التهديدات "فقد حان وقت العمل والتنفيذ" ويجب إطلاق ذراع " جيش الدفاع الإسرائيلي " حتى القضاء تماما على منظمة حماس.

وفي وقت سابق أعلنت الإذاعة العبرية الرسمية أن وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس اخبر رئاسة هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي خلال مشاورات أمنية أجراها ليلة الجمعة بان إسرائيل ستواصل حربها ضد حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى حتى لو أوقفت حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل..

وقال بيرتس : إن أمام الجيش الإسرائيلي الآن فرصة سانحة لتصفية الحساب مع الفصائل الفلسطينية بعد إعطائها فرصة شهور من ضبط النفس والذي تأكدت إسرائيل من خلاله أن مشروع حماس في استمرار العمليات هو استراتيجي وان توقفها عن قصف جنوب إسرائيل خلال الفترة الماضية كان تكتيكيا فقط.

وأشارت معاريف العبرية إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستناقش في جلستها اليوم الأحد خمسة بدائل لحل مشكلة إطلاق صواريخ وعلى رأسها عملية برية واسعة النطاق، على اعتبار أنه بمثل هذه العملية فقط يمكن إسرائيل من حسم المواجهة ضد حماس ..

ووفقا لمصادر معاريف العبرية "ستبحث الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها اليوم اقتراحا بتصفية القيادة السياسية لحركة حماس، حيث أن هناك من يرى داخل المؤسسة الأمنية أن اغتيال قادة الحركة اثبت نفسه في الماضي، حيث يزعم هؤلاء أن تصفية قادة الحركة التي بلغت ذروتها بتصفية مؤسسها الشيخ احمد ياسين هو الذي دفع الحركة للموافقة على وقف إطلاق النار.

ومن بين الخيارات خمسة لحل مشكلة إطلاق صواريخ التي ستناقشها الحكومة الاسرائيلية اليوم الاكتفاء بتصفية جميع الضالعين في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وهذا ما ينفذ حالياً، لكن هناك من داخل الجيش من يشير إلى أنه لا يمكن الاكتفاء بهذا السلوك على اعتبار أن إسرائيل جربت في السابق هذا الخيار وحده ولم يؤد إلى وقف إطلاق الصواريخ.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت،قد قال في الكلمة الافتتاحية لجلسة الحكومة التي عقدت اليوم : إنه سيتم الشروع ببناء حوالي 200 غرفة آمنة شهريا، وأنه سيتم الإعلان عن سديروت والبلدات المحاذية لقطاع غزة التي تتعرض للقصف بصواريخ المقاومة كبلدات تقع على خط المواجهة، على غرار بعض البلدات في شمال اسرائيل.

وكان أولمرت ووزير الحرب ، عمير بيرتس قد اتفقا مساء أمس السبت على التعجيل بتحصين المباني في النقب الغربي ضد الصواريخ. وأوضح أولمرت أنه سيتم تعويض السكان عن خسائرهم. 

 هذا وتشير معطيات بلدية سديروت أن ما بين 6- 8 آلاف شخص غادروا المدينة في الأيام الأخيرة.

وقال الناطق بلسان البلدية : إنه حسب تسجيلات البلدية غادر المدينة حوالي 4000 شخص، وغادر آلاف بمبادرات شخصية أو منظمة دون أن يتسجلوا في مكاتب البلدية.

وأفادت تقارير الشرطة الإسرائيلية في شرطة اللواء الجنوبي، اليوم الأحد، أنّ المقاومة الفلسطينية أطلقت 125 صاروخًا في الأيام الخمسة الأخيرة، بينها 12 صاروخًا يوم السبت وخمس قذائف صاروخية صباح اليوم الأحد .. و نتيجة لمغادرة السكان المدينة وإخلائهم لمنازلهم لم يصب أحد بأضرار جسدية جراء سقوط الصواريخ هناك، رغم أنها ألحقت بعض الأضرار ببلدات قريبة من قطاع غزة.

هذا وفتحت بلدية سديروت اليوم الأحد مركز استعلام لمتابعة اجلاء سكان من المدينة وتلقي مراجعات سكان يريدون مغادرتها بهدف الترويح عن النفس.

من جانبه، طالب رئيس بلدية سديروت، ايلي مويال، الحكومة بالإعلان عن مدينة سديروت ومنطقة النقب الغربي بأسرها منطقة حرب، في ظل استمرار سقوط القذائف الصاروخية .. وفي أعقاب استمرار إطلاق القذائف قررت بلدية سديروت تعطلت الدراسة في شتى مدارس المدينة.

هذا ويشن الطيران الإسرائيلي منذ أيام هجمات جوية منذ التوصل إلى هدنة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في محاولة لوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب إسرائيل؛ واستشهد 23 فلسطينيا بينهم 19 عضوا من حماس في سلسلة غارات شنها الطيران الإسرائيلي منذ الأربعاء.