حماس تنفي صحة أنباء عن محاولة اغتيال عباس ، وتقول : " إن ما يحصل ليس صراعا بينها وبين "فتح" .. وأن معركتها مع " فئة مارقة " خرجت عن الصف الفلسطيني ..

السبت 19 مايو 2007 الساعة 08 مساءً / مأرب برس/ غزة / رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3665

أعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية بعد ظهر اليوم عن التوصل إلى اتفاق جديد بين حركتي فتح وحماس يقضي بوقف إطلاق النار وسحب المسلحين من شوارع غزة ومن الأبراج وإزالة الحواجز ابتداءً من الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي و حتى الساعة الرابعة بعد الظهر وتسليم كل المخطوفين من الجانبين".. وقال ،د.غازي حمد الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني : انه تم التوصل إلى هذا الاتفاق الجديد برعاية الفصائل والوفد الأمني المصري ؛ مشيرا إلى أن "كلا الطرفين أعطيا تعليماتهما بتنفيذ الاتفاق وان الساعات القادمة ستشهد تطبيقا عمليا للاتفاق" ..

وأوضح مصدر مطلّع في حركة الجهاد الإسلامي أن لجنة رباعية شكلّت من حركتي فتح وحماس والوفد المصري وحركة الجهاد لمراقبة وتتبع مجريات هذا الاتفاق, ، مشيراً أن كل من سيخرق هذا الاتفاق سيكون مسئولا أمام اللجنة عن خرقه حيث سيتم فضح الجهة التي تخرق الاتفاق عبر وسائل الإعلام.

ولم تمر سوى ساعات قليلة على الإعلان عن هذا الاتفا ق ، حتى دارت اشتباكات عنيفة بين عناصر تابعة لماهر مقداد ، الناطق باسم حركة فتح في غزة وبين عناصر من المخابرات الفلسطينية ، بعد إطلاق النار على سيارتين للمخابرات بالقرب من منزل مقداد، الأمر الذي أدى إلى وقوع العديد من الإصابات ، ونفى اسلام شهوان أي صلة للقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية بعملية إطلاق النار على موكب "خضر عباس والعميد محمد المصري "، وأكد" شهوان " الناطق باسم التنفيذية التي غالبية عناصرها من حركة حماس أن إطلاق النار صدر من قبل مرافقي ماهر مقداد .

وكان اتفاق لوقف إطلاق النار جرى التوصل إليه مساء الأربعاء الماضي بين بين حلاركتي فتح وحماس، إلا أن الاشتباكات التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى لا زالت متواصلة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحافي أن 52 قتيلا وأكثر من 220 جريحا حالة أكثر من 30 منهم خطيرة جدا هي حصيلة الأحداث الدامية التي وقعت في قطاع غزة منذ يوم الأحد الماضي بين عناصر من حركتي فتح وحماس .

ويوم أمس الجمعة " 18/5" دعا رئيس الوزراء اسماعيل هنية، عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وكل المسلحين من الفصائل إلى الالتزام بالتفاهمات والاتفاقات التي تم توقيعها وبالأوامر الصادرة من القيادة السياسية، والعودة إلى الثكنات والمقرات وإخلاء الشوارع ؛ وأكد هنية انه طالب " منذ يوم (الخميس) كل المسلحين والأجهزة الأمنية بالعودة إلى

مواقعهم وثكناتهم وبيوتهم وأيضا مساعدة الجميع على تنفيذ هذه الالتزامات بوقف

إطلاق النار .. وقال هنية في مؤتمر صحفي عقب صلاة الجمعة: إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يستوجب أن نتوقف أمام الأحداث الجارية، وقال : إن على الشعب الفلسطيني أن يتوحد في وجه العدوان وان يضع جانبا كل المعارك الجانية..واستنكر هنية الهجوم الإسرائيلي على غزة، معتبرا انه يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتمرير مشاريع التصفية للشعب الفلسطيني.. وأكد هنية أن العدوان على غزة ليس منفصلاً عن الأزمة السياسية الإسرائيلية، وهو هروب من الأزمة التي تعيشها الساحة الإسرائيلية على المستوى السياسي والعسكري والأمني بعد أن حمل تقرير إسرائيلي القيادة السياسية مسؤولية الفشل في حرب لبنان الأخيرة؛ وأكد هنية أن القيادات الفلسطينية لا تهاب التهديدات الإسرائيلية القاضية باستهداف القادة الفلسطينيين ..

هذا و أكدت حركة حماس أن معركتها ليست مع حركة فتح ، وإنما مع " فئة مارقة " خرجت عن الصف الوطني الفلسطيني والتي تحاول تطبيق أجندة الاحتلال على الشعب الفلسطيني.. جاءه هذه التصريحات على لسان " أمير أبو العمرين " المتحدث باسم حماس خلال مؤتمر صحفي عقده مع قيادة كتائب شهداء الأقصى ( المجلس العسكري الأعلى ) بحضور خالد أبو هلال ، المتحدث باسم وزارة الداخلية ..

من ناحيته قال ، سامي أبو زهري : إن هناك مؤامرة ضد حركة حماس والشعب الفلسطيني ؛ مؤكدا أن ما يحصل ليس صراعا بين تنظيمين فلسطينيين بل هو مخطط تشارك فيه أطرافا معروفة .

 بالمقابل أكد القيادي البارز في حركة فتح ، أحمد حلس ، من غزة أن حركة فتح لم تتخذ قرار تنظيمي بمواجهة حركة حماس ، وأنها سترفع الغطاء التنظيمي عن أي شخص يقوم بعمليات قتل ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، وأن الشعب يعرف بالضبط من يقتل أبناءه ؛ وقال القيادي حلس في تصريحات صحافية : إن حركته لم تكن طرفاً في الأحداث الداخلية المؤسفة مع حركة حماس .. وأوضح حلس أن من يقوم بعمليات القتل في الشارع الفلسطيني هم معروفون جيداً لأبناء هذا الشعب , والشعب الفلسطيني يعرف جيداً من يقتل أبناءه ..

إلى ذلك أكد ، د . صائب عريقات مسئول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أمس الجمعة أن الرئيس محمود عباس سيتوجه خلال الساعات القليلة المقبلة إلى قطاع غزة لوقف الاقتتال الداخلي .. وكان مصدر فلسطيني قد قال في وقت سابق : إن الرئيس عباس أرجأ زيارته الخميس إلى غزة بعد كشف محاولة لاغتياله عبر نفق ضخم تحت شارع صلاح الدين في غزة وفيه كمية كبيرة من المتفجرات من جانب كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأمر الذي نفته حماس وجناحها العسكري جملة وتفصيلا ..

ونفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق صحة الأنباء التي تحدثت عن أن كتائب القسام كانت لها خطة لاغتيال الرئيس محمود عباس، أثناء زيارته الملغاة لـ غزة، واعتبر مثل هذه التصريحات اتهامات باطلة لم تفكر فيها "حماس" ولا أجهزتها الأمنية في يوم الأيام.. وقلل أبو مرزوق، من أهمية هذه الاتهامات على خلفية أنها لم تصدر من أشخاص مسئولين في مكتب الرئاسة الفلسطيني ، أو مقربين من الرئيس عباس، وقال: "هؤلاء الذين أطلقوا مثل هذه الاتهامات هم يتحدثون بكلام غير مسئول، وهم بعيدون عن الرئاسة، وهم ليست لهم أي مصداقية لدى الشعب الفلسطيني، ويتحدثون باسم الرئاسة وما هم منها على الإطلاق .. وقال أبو مرزوق : بالعكس حماس مستعدة لبذل كل ما لديها من جهد لحمايته، فحماس تنظيم مسؤول لا يفكر في مثل هذا المسائل على الإطلاق .