خلافات هادي وصالح وتداعياتها على اليمن

الثلاثاء 03 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - الجزيرة نت
عدد القراءات 5206
أكد محللون سياسيون أن الخلاف الجديد بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وسلفه المخلوع علي عبد الله صالح يأتي في سياق جملة من المتغيرات محليا ودوليا يحاول كل طرف استثمارها لصالحه بحسب نقاط القوة المتاحة له، مما قد تكون له تداعيات سلبية على مسار العملية الانتقالية التي تقترب من نهايتها.
وتصاعدت وتيرة الخلافات علنا مؤخرا بين الرجلين بعد أن كشف الرئيس هادي -في كلمة له أمام ضباط الشرطة الخميس الماضي- أن صالح وقع اتفاقية أمنية إبان حكمه تسمح للطائرات الأميركية بشن غارات جوية على عناصر القاعدة باليمن, ردا على انتقاد صالح لـ"انتهاك السيادة" اليمنية، في إشارة لغارة جوية استهدفت مسلحين بمسقط رأسه بمنطقة سنحان أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, إذ أكد صالح -الذي لا يزال رئيسا لحزب المؤتمر الحاكم سابقا- في مقابلة تلفزيونية لأول مرة رفضه تمديد رئاسة الرئيس هادي الذي يسعى جاهدا لإزاحته من قيادة الحزب والحلول مكانه، لاسيما أنه الأمين العام وتخوله اللائحة الداخلية تولي زعامة الحزب.
ومع كل خلاف بين الطرفين, تشهد البلاد حوادث أمنية من قبيل وقوع اغتيالات لقادة في الجيش والأمن، أو تفجيرات تستهدف مصالح حيوية في قطاع النفط والغاز, وجميعها تثير مخاوف من إعاقة عجلة التغيير لإخراج اليمن إلى بر الأمان.
عوامل مختلفة
ويعتقد رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد أن الرئيس المخلوع يحاول استغلال أي حدث -سواء في الداخل أو الخارج- للظهور بغية إيصال رسالة للشعب مفادها أن خليفته في قيادة البلاد "عاجز" عن الإمساك بزمام الأمور.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب في مصر شجع صالح -الذي أزاحته ثورة شعبية عام 2011- على استغلال ذلك والتحالف مع جماعات العنف للقيام بحوادث أمنية لإظهار فشل النظام الحالي أمام الشعب, كما أنه شجعه على التحضير للانتخابات البرلمانية في فبراير/شباط القادم لنيل أغلبية، مع وعود بدعم مادي من دول خليجية ضد الإسلاميين.
وفي المقابل, أوضح محمد أن الرئيس هادي اتجه نحو رعاة المبادرة الخليجية لإبلاغهم بخطورة تحركات صالح، وعلاقته بحوادث استهداف أنابيب النفط وخطوط نقل الكهرباء التي ينفذها محسوبون عليه وتؤثر على العملية الانتقالية.
وتوقع أن يتدخل رعاة المبادرة لمعاقبة صالح إذا استمر في التأثير على التسوية، لاسيما مع توحد الموقف في مجلس الأمن إزاء حماية العملية الانتقالية من أي انتكاسة أو تهديد يؤثر على مسارها.
تهديد التسوية
ومن جهته, يرى رئيس المنتدى العربي للدراسات نبيل البكيري أن أي اختلال في مسار العملية السياسية في أي من طرفي المعادلة التوافقية السياسية سيمثل عائقاً أمام العملية الانتقالية الجارية في اليمن بموجب المبادرة الخليجية.
وعن رؤيته للحل الذي يمنع تكرار الخلاف بين الطرفين, قال البكيري -في حديث للجزيرة نت- إنه "لا بد من التطبيق التام لمسألة الحصانة التي أعطيت لصالح بموجب مغادرته المشهد السياسي تماماً".
أما الكاتب الصحفي فيصل علي فأكد أن الخلاف بين صالح وهادي ليس جديدا، وإنما هو نتاج مواقف وحوادث كثيرة وقعت خلال الفترة الماضية.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن إعادة هيكلة الجيش وإخراج الموالين لصالح خارج اللعبة زاد الخلاف بينهما, فضلا عن أن قضية الطائرات بلا طيار رفعت درجة الخلاف بشكل علني أمام الرأي العام.
وأضاف علي أن صالح كان يتوقع أنه سيكون رئيسا لهادي بعد انتخابه رئيسا بصفته رئيسا لحزب المؤتمر "وهو ما لم يحدث, الأمر الذي أدى إلى توسيع هوة الخلاف وإضعاف المؤتمر وتحوله إلى كيان مشتت تتنازعه القيادة".

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة