هادي لقادة الأحزاب : أنتم الزعماء وقضايا الوطن بين أيديكم والتاريخ لا يرحم ناكثي العهود والمترددين

الأحد 01 سبتمبر-أيلول 2013 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 10067

قال الرئيس عبد ربه منصور هادي " ان التاريخ لا يرحم من ينكث بالعهود والعقود ولا يرحم المتخاذلين والمترددين خصوصا عندما يكون ترددهم من موقع الاقتدار على فعل ما يصب في مصلحة البلد وأمنه واستقراره".

وأشار في اجتماع استثنائي ، اليوم، لرئاسة هيئة الحوار الوطني الشامل وقادة الأحزاب والمكونات السياسية بحضور المبعوث الأممي الى اليمن مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر, الى "أن الظرف الدقيق الذي يمر به اليمن لا يسمح بالتردد أو التخوف أو الحسابات الخاطئة بل يجب ان يكون المرء مقدام على قدر عزيمته الوطنية ويطرح ويبوح بكل شيء وبوضوح" .

وتناول هادي طبيعة المرحلة القادمة, مرحلة انجاز الحوار الوطني وصنع الدستور الجديد او التعديل والاستفتاء عليه من الشعب وانتخابات تشريعية ورئاسية وعلى الجميع تحمل المسئولية الوطنية بكل شجاعة واقتدار خصوصا وان الشعب والمنطقة والعالم كله ينظر الى اليمن باعتباره صانع للفرادة والاستثناء من بين الشعوب التي حل بها "الربيع العربي" .

واستعرض هادي الخطوات الايجابية والأشواط التي قطعت في طريق نجاح الحوار الوطني الشامل بصورة كاملة والإعداد والتهيئة للضمانات التي ستتم من أجل ان تكون مخرجات الحوار عقد اجتماعي جديد لمنظومة حكم جديدة تتواكب ومتطلبات القرن الواحد والعشرين .

وقال هادي " قطعنا أشواطا مهمة جدا وتاريخية وبكل الأبعاد الوطنية وبما يصب في مصلحة استقرار وأمن اليمن ,مؤكدا ان العجلة قد دارت وهي تمضي نحو الآفاق الوطنية المنشودة لصنع الغد الأفضل والتاريخ الجديد لليمن السعيد إنشاء الله وتتحسن الأوضاع سيئا فشيئا ", منوها الى ان الفرق اليوم كبير جدا في طريق تجاوز الكثير من التحديات والإشكاليات والمصاعب التي كانت ماثلة بالأمس .

وأشار الى أن جميع القوى السياسية التي كانت متخاصمة بالأمس تصنع اليوم النجاح وتجسد الإرادة الوطنية والحكمة اليمانية على طاولة الحوار الوطني الشامل وتجاوزت عقد الماضي وماسيه ومحنه .

وأكد هادي ان أي عمل كبير يبدآ بالإشكاليات والصعوبات حتى تتشكل الرؤية وتدور العجلة وينتهي أيضا بالصعوبات حتى تتبلور المفاهيم وتصاغ العقود والحلول بحكمة العقلاء والعلماء والمتخصصين والصادقين مع انفسهم ووطنهم .

وقال " ان النوايا الطيبة والصادقة قادرة على تجاوز كل التحديات والمحن علي أساس ان الجميع مسئول أمام الله وأمام الشعب وبصفة استثنائية في هذا الظرف الدقيق والحساس من تاريخ اليمن .

وقال هادي " طالما والعالم معنا وإخوتنا معنا وقد سمعنا من زعماء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي سمعنا منهم جميعا عبارات الاطراء والتشجيع والدعم وأكدوا أنهم جميعا مع خروج اليمن الى بر الأمان وآفاق الوئام والسلام والتطور والازدهار .

وخاطب الحضور بقوله ما دام العالم هكذا معنا لا بد أن نكون مع أنفسنا ونعتبر هذا الدعم فرصة تاريخية لم ينالها اليمن أوغيره من قبل وغير مسبوق على المستوى الدولي والإقليمي .

ونوه الى ان المشكلة الاقتصادية لدينا تمثل الهم الاول ولا ننسى هنا دعم المملكة العربية السعودية في أوج الأزمة، التي قدمت لليمن العون السخي والكبير من النفط ومشتقاته .

وشدد هادي علي ان الوقت يمضي بسرعة ونحن أمام خياراتنا الوطنية ولا بد من تغليب مصلحة الوطن العليا على ما عداها من المصالح الضيقة وان نكبر فوق الخلافات بعد ان انجزنا مشروعنا الوطني الكبير في منظومة حكم جديدة ترتكز علي الدولة المدنية الحديثه والعدالة والحرية والمساواة .

وأكد قامت على انقاض نظامين لدولتين شطريتين في 22 مايو عام 90م وهذا ما يعرفه العالم .

وقال " صحيح هناك أخطاء حصلت لكننا نبذل جهودا حثيثة من أجل معالجتها " .

واعتبر هادي إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن هي المتغير المهم والحاسم في طريق التحديث وتجسيد الوحدة الوطنية ، وأن ما تم انجازه من خطوات وقرارات وإجراءات ومتغيرات يمثل تحولا كبيرا وتجاوزا لتحديات جمة ونحن اليوم على مشارف نهاية انجاز المؤتمر الوطني الشامل بعد ان كان الوضع ممزقا ومشتتا ومنقسما على مختلف مستوياته وجوانبه .

وخاطب هادي قادة الأحزاب والمكونات السياسية وهيئة الرئاسة قائلاً " أنتم القادة وأنتم الزعماء للأحزاب والتكوينات السياسية والحوار، وبين أيديكم كل القضايا الوطنية التي تناقشونها بالنوايا الحسنة والسجايا الوطنية من أجل خروج بلدنا الي بر الأمان " .

وأعرب عن ثقته بأن الجميع عند مستوى المسئولية والتحديات ولدي الجميع إيمان مطلق بان اليمن بعون الله يصنع المستقبل من أجل تحقيق آمال وتطلعات الجماهير والأجيال الصاعدة .

ونبه هادي الي ان الجميع سينهمك خلال هذين الأسبوعين في إعداد وثيقة الحوار الوطني بصورة نهائية وسيكون ذلك انجازا وطنيا وتاريخيا لليمن بصورة غير مسبوقة .

بدوره أعرب المستشار السياسي للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر عن تقدير الأمم المتحدة لما يصنعه أبناء اليمن من أجل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وشبابهم، وقال أهنئكم جميعا علي هذا الانجاز الوطني العظيم .

وأكد بنعمر ان المجتمع الدولي ينظر الي اليمن بإعجاب شديد كونه يخرج من معضلته بالحوار الوطني الشامل

وقال اننا متأكدون أنكم قادرون علي تجاوز كل الاشكاليات والمعوقات .. منوها الى ان الجميع يدعم اليمن ويضمن مخرجات حواره الذي يعتبر أهم حوار وطني علي مستوى منطقه الشرق الأوسط .