ارتفاع حصيلة الضحايا بين فتح وحماس إلى 8 قتلى بينهم صحفيان، وأكثر من 20جريحا برغم الاتفاق على وقف التصعيد

الأربعاء 16 مايو 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس/فلسطين/رندة عود الطيب
عدد القراءات 2913

أعلن وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي في مؤتمر صحفي ظهر اليوم الاثنين"14/5" بقديم استقالتة و التوقف عن أداء مهامه في الوزارة بشكل نهائي ولا رجعه فيه ,مؤكدا قبول رئيس الوزراء الفلسطيني, إسماعيل هنية استقالته .. ونفى القواسمي أن يكون للأحداث الدموية التي تجري على الأرض في غزة علاقة بقراره ..

وكان وزير الداخلية قدم استقالته قبل ثلاثة أسابيع بداعي عدم تمكنه من القيام بمهامه وقد جرى الحديث مطولا بين الرئاسة ورئاسة الوزراء حول القضية التي لم تحسم,وسيعقد وزير الداخلية ظهر اليوم مؤتمر صحفي بهذا الخصوص .

وعاد التوتر من جديد في الساحة الفلسطينية رغم الاتفاق الذي تم بين حركتي فتح وحماس في ساعة متأخرة من ليلة الأحد الماضية وجاء ذلك الاتفاق خلال اجتماع عقد بين وفدين من الحركتين برعاية الوفد الأمني المصري في مقر إقامته في مدينة غزة , حيث نص الاتفاق على سحب كافة المسلحين من الشوارع و وقف المظاهر المسلحة ورفع الغطاء التنظيمي عن متسببي حوادث الفلتان و تقديمهم للعدالة, وإطلاق سراح المختطفين, كما تم الاتفاق على تفعيل المكتب المشترك، وقيامه بمراقبة ومتابعة تنفيذ الاتفاق على الأرض وذلك ابتداء من الواحدة فجراً.

في حين دعا كلا من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس ، ورئيس الحكومة إسماعيل هنية على ضرورة تطويق الأحداث الأمنية المتدهورة في غزة ,اثر الأحداث المؤسفة التي أدت إلى مقتل ثمانية فلسطينيين بينهم صحفيين.

وجرى اتصال هاتفي بين هنية وعباس؛ وقال د . غازي حمد الناطق باسم رئيس الوزراء: إن الطرفين أكدا على وجوب ضبط النفس وتطويق الأحداث المؤسفة التي راح ضحيتها عدد من المواطنين بين قتيل وجريح.

كما وجرى اتصالان هاتفيان مع سمو الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي ورئيس الوفد الأمني المصري المقيم في غزة اللواء برهان حماد، حيث أكد الجميع على وجوب وقف النزيف وحقن الدماء، والاحتكام إلى لغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا.

هذا وارتفعت حصيلة قتلي الاشتباكات الداخلية في قطاع غزة إلى ثمانية بعد الإعلان عن وفاة الصحفي ( محمد عبده ) , ومرافقا الناطق باسم حركة فتح "ماهر مقداد"علاء شبير، ومحمود العبسي , وارتفعت حصيلة الإصابات إلي أكثر من عشرين في حوادث إطلاق نار في مناطق متفرقة من قطاع غزة ، فيما تم اختطاف العشرات من نشطاء حركتي فتح وحماس وأفراد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية بينهم ضباط كبار برتبة عقيد .

و على خلفية الأحداث الدموية أعلنت كبرى الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة عن تعليق الدراسة يوم أمس الاثنين اثر الأحداث المؤسفة التي شهدها قطاع غزة، وعلقت الجامعة الإسلامية و الأقصى والأزهر في مدينة غزة، الدراسة في كافة فروعها, وفي تطور لافت أجبر المصلون إلى الاضطرار لصلاة الخوف وجمع صلاتي العشاء بالمغرب، في ظل الخوف والرعب في شوارع مدينة غزة.

 وعلقت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن الأحداث بتحميل حركة فتح المسئولية الكاملة عن حالة التصعيد، داعية الرئيس محمود عباس للتدخل الفوري:"لوقف هذه المهزلة ولجم هذه الفئة التي تريد جر الشارع الفلسطيني إلى محرقة ستطال الجميع" على حد وصف البيان؛ وأكدت حماس أن صبرها:" لن يكون شكا مفتوحا، وإنما له حدود لن تطول ".

من ناحيته أخرى حملت كتلة فتح البرلمانية مسئولة التدهور لحركة حماس ولوزير الداخلية هاني القواسمي ؛ وطالبت كتلة فتح البرلمانية وزير الداخلية إما بالكشف عن القتلة المجرمين وإما بتقديم استقالته فورا .. فيما قال المتحدث باسم فتح في غزة ، ماهر مقداد : إن حماس أعطت الفرصة لفرق القتل بالعمل دون عوائق.

وقال الناطق باسم حركة فتح في غزة : عبد الحكيم عوض ، إن وفدي حركتي فتح وحماس اتفقا ليلة الأحد خلال اجتماع بمدينة غزة برعاية الوفد الأمني المصري على الوقف الفوري لكافة مظاهر الاقتتال في قطاع غزة وسحب المسلحين من الشوارع وإزالة الحواجز العسكرية والنزول عن الأبراج والإفراج الفوري عن المختطفين ومقتنياتهم من سلاح وعتاد.

وأكد عوض أن البدء الفعلي لتنفيذ هذا الاتفاق سيسري الساعة الواحدة من فجر أمس أنه تم الاتفاق أيضا على تشكيل لجنة تحقيق من النيابة العامة وأن يقدم كل من لديه أدلة للنيابة العامة ويتم تحويل المتهمين للنيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم مؤكدا أن كل شيء سيخضع لتحقيق.

من ناحيته ، أكد أيمن طه عضو المكتب المشترك عن حركة حماس "أن الاتفاق سيسري مفعوله منذ الساعة الثانية عشرة والنصف بعد من منتصف ليلة الأحد , حيث ستراقب تنفيذ بنود الاتفاق , الذي أقر برفع الغطاء التنظيمي عن المتورطين في حوادث الانفلات الأمني التي تسببت فيها عناصر من حركة فتح.

هذ ويشهد قطاع غزة يوم أمس الأحد اخطر تصعيد من نوعه بين نشطاء حركتي فتح وحماس هو الأول منذ توقيع اتفاق مكة قبل أكثر من ثلاثة شهور بين الحركتين ، حيث قُتل في حادثين منفصلين أربعة فلسطينيين وأصيب اثنا عشر آخرين بجراح بينهم ثلاثة وصفت جراحهم بالحرجة خلال اشتباكات مسلحة اندلعت قبل ظهر وعصر أمس بين مسلحين تابعين لحركتي فتح وحماس شمال قطاع غزة وغربي مدينة غزة.