وقال في بيان صحفي إن "الاعتذار الحقيقــي لا يكــون إلا بإنهاء الاحتــلال واستعادة دولــة الجـنوب ".

وكانت حكومة الوفاق الوطني أعلنت الأربعاء الماضي اعتذارها الرسمي للجنوب ومحافظة صعدة ومنطقة حرف سفيان في محافظة عمران والمناطق المتضررة خلال الفترة الماضية من حروب مع النظام السابق، تنفيذاً للنقاط العشرين التي أقرتها اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن والذي انطلق في 18 مارس الماضي ويستمر سنة أشهر.

وأضاف أن " الاعتذار فاقد لمقومات وأركان الاعتذار السياسي قانونياً، وأهمها عدم قبوله من شعب الجنوب وصدوره من جهة غير معترف بها وأنه جاء في مفرداته محاولا لتجسيد شرعية جديدة وتأسيس عهد جديد لاحتلال الجنوب من خلال النص في مضمون مايسمى اعتذار على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن."

وأشار إلى أن "الاعتذار يأتي في إطار ما يسمى بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تجاهلت تماماً أي إشارة لقضية شعب الجنوب وتطلعاته للحرية والاستقلال وجاءت فقط لمعالجة أزمة السلطة بين أطرافها اليمنية المتناحرة، وضمن مخطط إنجاح مؤتمر الحوار اليمني وبنود المبادرة الخليجية المزمنة تحت سقف مايسمى بالوحدة اليمنية ".

ولفت البيض إلى أن "رفض شعب الجنوب لما يسمى بالاعتذار يأتي رفضا لما يسمى بالحوار اليمني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية"، مضيفا أن "حرب عام 1994 قد أضرت بالجنوب ضرراً بالغا كدولة وشعب وهوية وأصبح الجنوب محتلاً بسبب هذه الحرب الظالمة ". وكانت قد اندلعت حرب أهلية بين شمال وجنوب اليمن عام 1994 بعد أربعة أعوام من اندماجهما في دولة واحدة.

بدوره أعلن حيدر أبو بكر العطاس، عن رفضه اعتذار الحكومة، قائلا في تصريحات صحفية إن "بيان اعتذار حكومة صنعاء للجنوب يعد بيانا استهتاريا وابتزازيا، ويأتي بعد طول مخاض كما قصدت به حكومة الوفاق تعريفا بطبيعة المخرجات المكرسة للظلم لما يسمى مؤتمر الحوار الوطني وتمهيدا لها ". وتساءل العطاس "ألم تشن الحرب أيها السادة ، مع سبق الإصرار ، على دولة الجنوب التي دخلت الوحدة طواعية مع دولة الشمال ومن حقها أن تخرج منها طواعية كما دخلت عندما رأت أن الوحدة لم تلبى مصالح شعبها بل افقدته مكاسب عديدة في الصحة والتعليم والأمن والمعيشة وغيرها؟ !".

وأردف "نناشد الأشقاء والأصدقاء وقفة صدق مع الضمير والإنسانية، وهم يتصفحوا بنود بيان اعتذار حكومة الوفاق، نريد منهم وقفة مع آمال شعوبنا وتطلعاتها بالأمن والاستقرار والنماء وشرط تحقيقها ". يشار إلى أن بيان اعتذار الحكومة اليمنية الذي بثه التلفزيون اليمني الرسمي الأربعاء أكد أن الاعتذار كان مطلوبا بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بواسطة المبادرة الخليجية، التي مهدت الطريق لتنحي صالح عام 2011 وتسليم السلطة لنائبه عبدربه منصور.