آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

الجالية اليمنية في مدينة شيفيلد .. قصة نضال ونجاح

السبت 24 أغسطس-آب 2013 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - علي السورقي
عدد القراءات 14735

الهجرة الخارجية (الاغتراب) .. الإنتقال من الوطن الأصلي الأم إلى موطن الإغتراب ويُعرف بالوطن البديل بحثاً عن العيش في مستوى معيشي أفضل يستطيع الفرد التكيف به مع الحياة ومواجهة ظروفها الصعبة في الوطن الأم .

وتُعد الهجرة صفة ملازمة لمراحل تكوين الإنسان اليمني منذُ العصور القديمة لعدة أسباب منها؛ الكوارث الطبيعية , الصراعات والحروب , سوء إدارة الأنظمة وديكتاتوريها مع المجتمع , البحث عن فرص عمل تلبي إحتياجات الفرد المعيشية والعلمية والثقافية والفكرية وغير ذلك من الأسباب الموضوعية . والإنسان اليمني مثال متميز في هذا الجانب وتصنف هجرة الحديثة والمعاصرة في الأتي؛ البحث عن عمل لتحسين مستواه المعيشي , التجارة والإستثمار في بلدان شرق أسيا وأوربا الغربية والإمريكيتين حيث يحصل على الإمتيازات في حرية العمل والقوانين المنظمة وأهمها الجانب الأمني يلي ذلك هجرة الأدمغة " العقول " والتي تحصل على مميزات في بلدان المهجر وإمكانيات تقنية حديثة تواكب التطور العمل والبحثي وفرص العمل المتكافئة بالإضافة إلى إرتفاع الرواتب والحوافز المادية والمعنوية , الهجرة العلمية " طلاب الدراسات الجامعية والعليا " الهجرة الإجبارية والتي تتمثل بطالبي اللجوء السياسي من جميع المكونات الإجتماعية والمهنية والتي يتم ملاحقتها من قبل النظام نتاج التصادم السياسي والفكري وحرية الرأى.

 تُعد الجالية اليمنية في بريطانيا من اقدم الجاليات العربية حضور وتفاعل مع المجتمع البريطانيا حيث يعود تأريخ الهجرة اليمنية إلى بريطانيا إلى الحرب العالمية الثانية 1939م وتتلازم مع بداية الاحتلال البريطاني للجزء الجنوبي من اليمن المحافظات الجنوبية منذُ ما يقارب مائة وسبع وثلاثون عام وبذا تصنف من الهجرات الحديثة بالتصنيف التأريخ الزمني تتركز إقامة الجالية اليمنية في المملكة المتحدة " بريطــانيا " في المدن البريطانية التالية مدينة برمنجام التجارية " " Bermngham ", مدينة ليفربول Liverpool على شاطئ المحيط الأطلسي والتي تشير الدراسات إلى أنها اول محطة للمهاجر اليمني , وبين ليفربول ومدينة كاردف " Cardiff "عاصمة مقاطعة ويلز تنقل الإنسان اليمني المهاجر بين البحار وهدير الموج وخدمة السفن كعمال ومساعدي بحارة وعلى شاطئ مدينة ليفربول المطل على شاطئ الأطلسي يقف نصب تذكاري للجنود والبحارة البريطانيين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية تخليداً لإسهامهم حيث يقف إلى جانب إسم جون وديفيد وتوني اسم صالح وعبدالله ومحسن من اليمنيين، بالإضافة إلى تعايش اليمنيين مع دخان المصانع وحراك التجارة وفي مدينة كاردف قام اليمنيون ببناء اول مسجد للجاليات العربية , مدينة مانشستر " Manchester " , مدينة شيفيلد الصناعية قديماً مصانع الحديد والصلب , ويتركز اليمنيون بنسبة بسيطة في العاصمة البريطانية لندن " London "عاصمة الضباب تشير بعض الدراسات والتقارير إلى أن وجود المغترب اليمني في بريطانيا يتراوح بين 80000 - 95000 الف مغترب معظمهم حاصلين على الجنسية البريطانية من الوطن البديل معيشياً وإقتصادياً وعلمياً بريطانيا .. إنها حكاية إنسان فارق وطن جسداً وعاش فيه روح وإنتماء وهوية لازمة حياته ومكوناته.

يعمل اليمنيون في بريطانيا بمختلف المهن ولهم حضور وقصص نجاح وإبداعات وتجارب نتوقف هنا بالمغترب اليمني في مدينة " Sheffield "شيفيليد البريطانية، قبل التوقف في محطتنا نتناول وقفة تميز لأحد الشباب اليمني المبدع والطموح في مدنية لندن كنموذج..

مختار القادري

مختار عمر محمد عبده القادري يبلغ من العمر 22 عام ولد في اليمن وعاش فيها طفولته الاولى هاجر مع أسرته إلى بريطانيا في سن الرابعة إستقر به الحال في مدينة الضباب لندن .. إلتحق بالتعليم الإساسي والثانوي حاز على مجموع أهله لدراسة المحاماة في جامعة برونيل البريطانية ، حاز على العديد من الجوائز من السلطات المحلية على مستوى المدرسة والجامعة والحي الذي يقطنه ومن اهم الجوائز جائزة السلام من عمدة لندن للعام 2011 وذلك تكريماً لجهوده المميزة في مساعدة الشباب العاطل عن العمل وغير المنتظمين في الدراسة بسبب المشاكل الأسرية او المجتمعية المختلفة.

من اهم انجازاته تأسيس جمعية " A2I " الشبابية التي تعني بشؤون الشباب والتي اصبحت من اهم وانجح الجمعيات الخيرية في مدينة لندن لشاب يمني .. ولها اكثر من مقر في عدة أحياء بالمدينة وقد استقطبت إهتمام الكثير من الاعلاميين ومسؤولي السلطة المحلية وينظر لها بأنها سوف تحدث تغيير ونقلة نوعية بين اوساط الشباب وبالذات الذين لايجدون لهم مكان بالمجتمع واصبحوا يعيشون على هامشه وذلك بسبب ترك المدرسة مبكرا نتيجة ظروف ومشاكل الأسرة أو المجمتع مما دفعهم إلى عالم البطالة او المخذرات اوا لجريمة.. كذلك تأهيل وتدريب الشباب العاطل عن العمل ومساعدتهم فيالحصول على وظائف تؤمن لهم دخل ثابت وحياة مستقرة .. مختار شاب طموح وصاحب كرازميا خاصة لفت إنتباه كل من التقاه وتعامل معه تم إستضافته في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحف الرئيسية كـ " الجارديان " والبرنامج الواقعي الناجح "نوتينج هيل".

شيفيلد

مدينة شيفيلد " Sheffield of City " رابع أكبر مدن المملكة المتحدة تقع جنوب يوركشير " Yorkshire " إلى الشمال من العاصمة لندن ، سُميت بهذا الإسم لأنها تقع في ساحة فيلد " Field على نهر الأشيف " Sheaf River " يبلغ عدد سكان مدينة شيفيلد حوالي 620,000 نسمة تقريباً بحسب الإحصائيات الأخيرة ويتزايد العدد مع وصول المهاجرين بكثافة من دول أوربا الشرقية التي التحقت بالإتحاد الأوربي، تقع إلى الجنوب من العاصمة لندن وتبعد عنها ساعتين بالقطار , تتوسط المدن الهامة أهم المعالم في المدينة مركز المدينية " City Centre " ومجمع ميدوهال التجاري " Meadowhall " جامعة شيفيلد Sheffield Hallam University " وكثير من المعالم المتحف الوطني , ساحة الملكة للعروض , دور السينما , الملعب الرياضي , شيفيلد مدينة مصانع الحديد والصلب سابقاً والتجارة حالياً فيها يعيش المغترب اليمني مواطنة متساوية مع كل الجنسيات.

يُشكل المغترب اليمني في مدينة شيفيلد حضور إجتماعي وثقافي مميز من حيث تفاعله الحضاري وتواصله الثقافي وتبادله المدني في حراك إجتماعي وتجاري وعملي في مختلف المهن وله حضور تعليمي طلابي يأتي بالمرتبة الثانية بعد الجالية الباكستانية ، وتختزل مدينة شيفيلد البريطانية في ذاكرتها الإجتماعية والثقافية رصيداً لا بأس به حيث كان أبناء الجالية اليمنية من المساهمين الأوائل في العمل بمصانع الصلب والحديد والمساركة الفاعلة إلى جانب الجندي البريطاني في الدفاع عن بلده البديل أثناء الحرب العالمية الثانية من خلال العمل في السفن التجارية والحربية وتعد الجالية اليمنية ضمن الجاليات العربية ذات الإسهام الفاعل في الحياة الإجتماعية والمهنية والتنمية الإقتصادية في مدينة شيفيلد تأسست الجالية اليمنية في بداية الخمسيات كجمعية وتطور العمل فيها حتى نالت الصفة الرسمية من قبل السلطة المحلية في المدينة في اواخر الثمانيات وعُرفت بإسم جمعية الجالية اليمنية " Yemeni Community Centre ".

تُعد مدينة شيفيلد مركز تجمع اليمنيين المعارضين من السياسيين والصحفيين وأصحاب الفكر والرأي ،أبرز الشخصيات التي ساهمت في تحديث عمل الجالية من الناحية المؤسساتية والتعليمية والثقافية بصفة رئيس الجالية الدكتور عبدالجليل شائف الشعيبي والمحامي صالح النور ، وعبدالرحمن عسكر رئيس الجالية اليمنية الحالي، وعبدالرزاق السيد مسؤول الشؤون الصحية بالجالية.

تقوم جمعية الجالية اليمنية بمدينة شيفيلد البريطانية بتقديم بعض المساعدات للمغتربين من خلال موظفيها كالمحامين موظفي الناصح " Advice , Consulting " والصحة العامة لكبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة وتلعب دوراً مهماً في هذا الجانب بالتواصل مع السلطات المحلية ذات العلاقة المباشرة.

النظام الإداري للجالية يبدأ بجمعية الجالية اليمنية ومن خلالها يتم إختيار اعضاء الهيئة الإدارية وممارسة العملية الإنتخابية بطريقة ديمقراطية من قبل المغتربين بمختلف صفاتهم المهنية وتقوم الهيئة الإدارية بتعيين الكفاءات الإدارية للعمل المؤسسي من حيث التوافق الذي يخدم مصلحة أبناء الجالية . أهم المرافق المؤسسية في الجالية . جمعية الجالية اليمنية , المركز الإستشاري وهو من أهم المشاريع , مشروع الهمورك ,مشروع تعليم الكمبيوتر , مشروع محو الأمية للكبار بنوعيه , مشروع المدرسة العربية . تقوم الجالية بعدة أنشطة وإحياء المناسبات الوطنية المختلفة ويعمل رئيس الجالية اليمنية الأستاذ / عبدالرحمن عسكر بجهد متواصل للتطوير العمل المؤسسي والنشاط الثقافي في جميع المجالات.

المساجد والتجمعات السكنية للمغتربين اليمنيين

توجد في مدينة شيفيلد ثلاثة مساجد رئيسية تقام بها صلاة الجمعة أهمها مسجد الرحمن في حي بنجريف , مسجد الرسالة , مسجد قُبــــاء وهناك العديد من المساجد الأحرى . ويتركز سكن اليمنيين بهذه الأحياء واهمها حي بنجريف رود " Burngreave Road " وتوجد فيه معظم المحلات التجارية والمطاعم الشعبية ومقرات الجمعيات الأهلية ومجالس القات وغيرها وحين يقف الفرد في هذا الحي يشعر بأنه في أحد احياء مدينة صنعاء أو عدن يلي ذلك حي بيج هول " Page Hall Road " وحي فيرذ بارك " Firth Park Road  " .. المغترب اليمني في المملكة المتحدة بصفة عامة ومدينة شيفيلد بصفة خاصة تميز بالإندماج في المجتمع البريطاني وتعايش مع الجاليات الأخر من جنسيات مختلفة وظل محافظاً العادات والتقاليد على الهوية الوطنية والإنتماء للأمة العربية والعقيدة الإسلامية بسلوك حضاري ولم ترغمه الظروف والمجتمع لعملية الذوبان الكامل .. المغترب اليمني في مدينة شيفيلد يمارس بشكل طبيعي ويومي عاداته ويجسد ذلك من خلال الإحتفاء بالمناسبات الوطنية والدينية كالإحتفال بالاعياد " الفطر والأضحى " ويقوم بزيارة الأهل والجيران والمعايدات لدرجة تجسيد هذا الجانب على مستوى التواصل بالأهل في المدن المجاورة لمدينة شيفيلد ويكون الأسرة اليمنية المحافظة بكل معاني الكلمة بغض النظر عن الحالات السلبية الشاذة التي تعطي حتى نسبة 2% من المكون العام للمغترب.

المهاجرة الدكتورة / إبتسام الفرح تحدثت عن تجربتها وحضور المرأة في مدينة شيفيلد "عندما نقرر الرحيل وترك موطننا الاصلي ونهاجر فهذا معناه اننا نتمنى لأنفسنا فرصة حياتية افضل حاضر ومستقبل ينعم بإستقرار نستحقه، قد لا نختلف على مبدأ الهجرة لتحسين ظروفنا المعيشية والعلمية فهذا ما نعرفه عن العرب بشكل عام والمهاجرين اليمنيين بشكل خاص، فالرجل العربي لم يترك مكاناً على البسيطة إلا واختبره بحثا عن نفسه وعن فرصة لحياة أفضل، أما المرأة فقلما نشاهدها تتخذ هذا القرار لصعوبة الواقع الاجتماعي والثقافي الذي قد يتقبل هجرة المرأة كما الرجل، وقد تكون هذه العوامل المعيقة تتعلق بصعوبة أن تتخذ المرأة قراراً فردياً ضمن إطار اجتماعي او عائلي محافظ، من هنا كانت تجربتي تجربتي ليست فريدة وقد تكون متشابهة في احداثها ولكني اعتبر نفسي تجاوزت مرحلة الصعوبة والتحدى الاجتماعي وقيوده وصولاً الى التحدى الأهم وهو إثبات الذات ومحاولة الاستفادة من هذه التجربة الى درجاتها القصوى إن امكن ، هذه الاستفادة أختصرها من وجهه نظري بالعلم والثقافة والتعلم من تجارب الآخرين والمكان الذي قررنا ان يكون وطناً بديلاً".

وتستطرد ابتسام الفرح "للهجرة صعوبات كثيرة وما واجهته في تجربتي واجهها الكثير غيري في المملكة المتحدة أو غيرها من بلاد الاغتراب ومن وجه نظري فان أهم هذه الصعوبات والتحديات هي كيفية المحافظة على الهوية العربية والاسلامية في سلوكنا الشخصي والاجتماعي في المحيط الجديد الذي نحاول ان نكون جزء منه بدون التنازل عن هويتنا الأصلية , نعيش في مجتمع غربي منفتح ومتفتح لا حدود لحريته وممارساته، هنا اعتقد الصعوبة الأساس والتحدي الأهم بعيداً عن كل الاغراءات الاخرى بالاستقرار والعيش الكريم وتكوين الشخصية المستقلة والتحصيل العلمي والانخراط الثقافي والاجتماعي في هذه البيئة الجديدة , لا انكر بأني واجهت الكثير من هذه الصعوبات النفسية والاجتماعية والإندماج ولكن وكما اقول دائما " من توكل على الله فهو حسبة".

كيف نصل او نحقق هدفنا من هذه الهجرة ؟ يقال ان التخطيط الجيد قد يجنبنا الكثير من المعوقات وهذا ماحاولت القيام به هنا. حملت حقيبة مليئة بالاحلام والامنيات والأهداف التي اتمنى تحقيقها مستقبلاً لعدة اسباب اهمها اني احاول وحاولت أن اجعل من نفسي قدوة ايجابية لأسرتي واهلي واصدقائي ولمن سيحاول ان يكرر نفس تجربتي في المستقبل , وهنا اقول بأنه وبفضل الله والتوكل عليه تمكنت من الالتحاق بالتعليم من البداية على الرغم من اني قد حصلت على الشهادة الجامعية في العلوم السياسية من صنعاء ولكن وبسبب السياسات التعليمية المختلفة بين اليمن وبريطانيا فقد التحقت من جديد بالسلم التعليمي قبل الجامعي ومن ثم الجامعي ابتداءً من شهادة الدراسات النسوية الى الماجستير والدكتوراه في تنمية المجتمعات المحلية وتطوير التعليم. وهذا اعتبره من اهم الانجازات التى قد يتمكن المغترب البسيط ان يصل اليها بجهود ذاتية.

وتضيف "لا انكر اهتمامي بقضايا تمكين المرأة وانطلاقاً من إيماني بحقوق المرأة في العمل والمشاركة المتكافئة في بناء المجتمعات فاعتبر نفسي من الناشطات والمنخرطات في سلسلة ورش عمل وندوات ومؤتمرات تتعلق برفع الوعي لدى المرأة والمجتمع بالحقوق الاقتصادية والسياسية والتعليمية والإجتماعية للمرأة , ومن هذا المنطلق ايضاً تمكنت مع مجموعة من الزميلات من جنسيات مختلفة لتأسيس منظمة دييوا "منظمة تنمية وتمكين المرأة "مقرها شفيلد واقوم بدور مسئولة التدريب والتنمية في هذه المنظمة الناشئة بحسب خبرتي العملية والاكاديمية. اضافة الى مجهوداتي الشخصية والتطوعية بعمل الندوات للنساء الناطقات باللغة العربية عن اهمية التشبيك والتواصل لتبادل الخبرات في بلاد المهجر ولرفع الوعي عن اهمية مشاركة المرأة في التخطيط وصياغة واتخاذ القرار إضافة الى نشاطاتي على شبكة التواصل الاجتماعي. مؤخرا تم الموافقة على تقديمي لبرنامج إذاعي شهري على اذاعة شفيلد لايف بالعربي من اعدادي وتقديمي باسم "ولهن رأي" يهتم بنفس القضايا التوعوية والتشاركية، لا ازكي نفسي ولكني احمل الثقة التي تجعلني اعتبر نفسي واحدة من بين النساء المهاجرات اللواتي استطعن أن يحددن هدفهن المهني والعلمي في المهجر بجهود ذاتية ولا يخفى على الجميع بأن مدينة شفيلد تحوى الكثير من النماذج النسوية اليمنية المشرفة ممن استطعن ان يندمجن بشكل متكافئ مع باقى النساء من الجاليات المختلفة واستطعن ان يحقق مكانة متميزة , على سبيل المثال لا الحصر الاستاذة فايزة الشعيبي والتي تعتبر المنسق العام لنساء الجالية اليمنية والاستاذة مريم صابونة إعلامية متميزة في إذاعة شفيلد لايف المحلية والطبيبة والاكاديمية د. امنيات شائف والتي تعتبر من أكثر المتميزات في المجال الطبي والاكاديمي وهناك المحاميات والاقتصاديات والمعلمات والناشطات اجتماعياً. باختصار مدينة شفيلد تحتضن نخبة من نساء اليمن في المهجر نتشرف بهن جميعا ".

الفيزا للمغترب اليمني .. صك غفران للمواطنة

يُعاني المغترب اليمني في بريطانيا خاصة صعوبات تلاحقة من الداخل اليمني إلى وطن الإغتراب حيث يتهم اليمينون وزارة المغتربين والسفار ةاليمنية بلندن باللسلبية تجاه قضاياهم وفرض الفيزا لدخول اليمن.

محمد صالح العيسائي المنحدر من مديرية يافع محافظة لحج والذي يملك مكتب سفريات وسياحة اسسه والده وهو من قداما المهاجرين في العام 1963 م، يتحدث ان توقف طيران الخطوط الجوية اليمنية إلى بريطانيا كان له أثر سلبي على أبنا الجالية حيث الكثير من المغتربين من كبار السن والمتقاعدين عن العمل بعد أن وصلوا إلى سن التقاعد وأغلبهم يسافر مرتين في العام يواجهون صعوبة في السفر عبر خطوط الطيران الاخرى بسبب عدم إجادة اللُغة الإنجليزية ومواجهة صعوبة في التحدث إلى مسؤولي المطارات في محطات التوقف " الترانزيت " لهذا نجد الكثير يفضلون السفر دون أن يكون لديهم مرافق يجيد اللُغة إضافة إلى ذلك كانوا يجدون التعاون من شركة طيران اليمنية في موضوع الوزن الزائد بنسب متفاوتة على عكس الخطوط الأخرى.

  ويتحدث محمد عن موضوع الفيزا، مستغرباً كيف تفرض على اليمنيين الذين يحملون الجنسية الإنجليزية "كلام ليس بالموضوعي طالما والقانون يسمح لهم بحمل الجنسيتين ومن المفروض يتعامل معاملة اليمني بالاصل حيث في الجواز البريطاني موضح مكان الميلاد اليمن وهذا أمر أدى برأي إلى التلاعب من مسؤولي المطارات والسفارة وكان المفترض أن تمنح بطائق للمغتربين من قبل السفارة عبارة عن إثبات للهوية اليمنية وعلى ضوئها يحق لهم السفر من دون تأشيرة كما هو معمول لدى بعض الجاليات العربية ومنها على سبيل المثال السفارة السودانية التي تمنح أبناء الجالية بطاقات تساعدهم في العملية الإحصائية ومعرفة عناوين المغتربين وكافة المعلومات الخاصة بهم كعمل إضافة إل أنهم يستخدمونها في العمليات الإنتخابية في وطنهم". ويضيف "حقيقة.. المغتربون من أبناء الجالية اليمنية في بريطانيا لا يجدون التعاون الكافي والمطلوب أصلاً من السفارة اليمنية ووزارتي الخارجية والمغتربين في النظر بجدية إلى حل مشكلات أبناء الجالية اليمنية فعلاً وليس قولاً ، متمنيا في ختام حديثة من الجهات المختصة ذات العلاقة المباشرة بالمغترب أن تقوم بدورها وواجبها الوطني.

ياسر عبدالكريم الزوقري مغترب يمني من " قرية منزل الشرف مديرية الشعر - محافظة إب، قدم إلى مدينة شيفيلد في العام 2006 م، اقام محلاً تجارياً، حين تدخل المحل لشراء بعض الإغراض يقع نظرك على مواد اصنافاً وأدوات ومستلزمات يمنية بشكل ملفت وكأنك في أحد المحلات التجارية بمحافظة إب ،تجد العطور , البخور , الشيلان , العصائر , الفطائر , خُبز التنور اليمني لدرجة أن ياسر لديه دفتر تقييد على الحساب، أي أن المشتري يأخذ منه على الحساب حتى نهاية الأسبوع بل ولا يجد ياسر حرجاً بأن بإعطاء السُلفة المادية للبعض.

ياسر الشاب الذي لا تفارقه الإبتسامة والنكتة مع زبائنه من مختلف الجنسيات، تحدث لنا عن تجربته، يقول ياسر ؛ بدأت تجربيتي في الغُربة بدراسة اللُغة الإنجليزية والعمل بمطعم عربي, ثم كانت أول تجربة تجارية لي في محل صغير لبيع الحلويات بالشراكة مع إبن عمي وكان المحل بجوار مدرسة حيث كنت أتعامل مع الطلاب بصعوبة من حيث مشكلة اللُغة ومشاغباتهم ،يضيف مبتسماَ ، ولكني تحملت ذلك بصبر، وكانت المأساة حريق المحل نتيجة عطل في الثلاجة ولم يكن لدى المحل تأمين "إن شورن" عدت إلى الصفر، ثم عملت من جديد في محل أخر وتمكنت بتوفيق من الله ثم بالصبر والمثابرة من تأسيس هذا الدكان والذي تراه الآن، وقد تمكنت من شراء المبنى والذي يتكون من طابقين اعيش هنا مع أسرتي واولادي الصغار الذين يذهبون صباحاً للتعليم في المدرسة الحكومية ومساءً إلى المسجد لتعلم اللُغة العربية والقرآن الكريم ، نحصل على معظم المواد التجارية عبر موزعين يمنيين يأتون من مدينة برمنجهام.

قداما المغتربين في مدينة شيفيلد

قاسم ناصر حسين

الوالد قاسم ناصر حسين من قرية خلة محافظة الضالع إلتقيناه بحي بنجريف المكتظ بالمغتربين اليمنيين بجوار مسجد الرحمن وكان قد هيئ نفسه لصلاة الجُمعة تحدث إلينا : قدمت إلى بريطانيا في العام 1959م كنتُ شاباً فتياً كانت بداية عملي ومحطتي الأولى في درب الإغتراب في" شركة لندن المنيوم كمبني " بمدينة برمنجهام

كُنت أتقاضى راتب إسبوعي 7,50 جنيه إسترليني بما في ذلك السبت والذي يعتبر هنا عطلة إسبوعية كالأحد، كُنا نبدأ العمل الساعة السابعة صباحاً وحتى السادسة مساءً بعدها انتقلت إلى عمل آخر في ورشة الزجاج ثم " شركة سولتا سبرنج " وهكذا إستمرت الحياة بين دخان المصانع وبرودة الثلوج في الشوارع والشركات كانت الأعمال صعبة بل شاقة وظلينا نتنقل من عمل إلى آخر حتى العام 1990 م قدمت إلى مدينة شيفيلد وإستقررت فيها وبين كل عام وأخر أزور الوطن الأم اليمن لزيارة الأهل والأقارب وأخذ قسط من الراحة النفسية التي يوفرها لنا جو الوطن وطبيعته التي نتنفسها كالهواء ، كانت الحياة صعبة في السابق والآن أنا اعيش على المعاش في سن التقاعد نحلم بالعودة إلى وطن مستقر كي نقضي بقية من عمر يعلمه الله.

صالح قحطان الشعيبي

الوالد الحاج / صالح قحطان الشعيبي محافظة الضالع نموذج حي للمغترب اليمني في بريطانيا فبالرغم من سنوات الهجرة الطويلة إلا إنه يمثل الهوية بكل ما تعنية الكلمة من معنى يحثنا قائلا : قدمت إلى بريطانيا في العام 1970 م بدأت العمل في مصنع " أوكسلي شيفيلد فور " عملت خمس سنوات براتب 12 جنيه إسترليني في الإسبوع من السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً، ثم إنتقلت للعمل في مصنع الحديد والطلب وهو من الأعمال الشاقة التي تقرب العُمر , حصلت على الإقامة الدائمة في العام 1970م وبعدها سافرت البلاد تزوجت ثم عدت إلى شيفيلد وكانت الأجور قد إنخفضت وتقلت فتر الشغل من إسبوع إلى ثلاثة أيام، وهنا خيرونا بالعمل أو التقاعد فاخترت العمل رغم صعوبته , وكنا نريح على أنفسنا بالقول الحياة كفاح .. إنتقلت بعدها إلى العمل في شركة " بيتو يرون " لمدة سنة ، ثم إنتلقت إلى " شركة ديفيرول كمبني " لمدة سنة ونصف وهكذا كنا نتقل من عمل إلى عمل أخر.

 الآن أنا اعيش على المعاش مع الأسرة والأولاد وعددهم تسعة (ستة أولاد وثلاث بنات) بعض الأولاد يعملون والبعض في الدراسة،عانينا الكثير من المتاعب والصعوبات في السابق ولكنا الآن نعيش براحة، حقوقنا مضمونة في كل المجالات أهمها الصحة وما بين الفتوة والشيخوخة لاحقتنا سنوات الغربة ..!!

اليمنيون من المزارع إلى المصانع

كتاب للمؤلف البريطاني / كيفن سيارل أهذاه لجمعية الجالية اليمنية بمدينة شيفيلد والذي كان دور كبير في إصداره ، تم تدشين الكتاب في معهد هادفيلد بمدينة شيفيلد البريطانية بحضور أبرز شخصية يمنية الدكتور / محمود العزاني مدير المعهد وجمع من أبناء الجالية اليمنية . الكتاب يعتبر ذو أهمية بالغة فهو يؤرخ للوجود اليمني بصفة خاصة والعربي بصفة عامة في الجُزر البريطانية .

يتألف الكتاب من ستة فصول إستعرض المؤلف في الفصل الأول التعريف بالمصطلحات العربية والإسلامية الواردة على لسان المشاركين في المسح الميداني والذي أستعرض في مقدمته بدايات تأريخ الهجرات وكيف أن هذا النوع من الهجرة ساهم بشكل فاعل باعمل بمصانع الحديد والصلب والفحم الحجري . تطرق المؤلف كيفن في الفصل الأول من الكتاب إلى الظروف التي أجبرت العمالة إلى الهجرة الأولى وفي الفصل الثاني حول الظروف المعيشية حين وصولهم إلى مدينية شيفيلد ، الفصل الثالث عن معاملة البريطانيين للعمالة اليمنية من حيث الحقوق والواجبات والمساوات . الفصل الرابع حول الحياة الإجتماعية للمهاجريين اليمنيين وكيفية قضاء اوقاتهم خارج اوقات الدوام الرسمس وفي العُطل والإجازات وفي الفصل الخامس والسادس تحدث المؤلف عن إنحسار صاناعة الحديد والصلب في بريطانيا ومعقلها مدينة شيفيلد مع مجيئ حكومة السيدة / " مارغريت تاتشر " الدكتور / محمود العزني من أبرز الشخصيات اليمنية السياسية والإكاديمية في مدينة شيفيلد وله حضور متميز في المجال السياسي والأكاديمي البريطاني كمهاجر يمني شق طريق النجاح في بلاد المهجر وتحدى صعوبات الغربية.

*إعداد الكاتب الصحفي / علي السورقي

Asawrqi@hotmail.co.uk

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة يمنيون في المهجر