آخر اليهود في منطقة صعدة يهربون خوفا من تهديدات الحوثيين

الخميس 03 مايو 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس ـ ا.ف.ب
عدد القراءات 3063

غادرت آخر تسع عائلات يهودية في محافظة صعدة في شمال غرب اليمن منازلها بسبب تهديدات المتمردين الزيديين الذي يخوضون معارك دامية مع القوات الحكومية.

وغادرت العائلات اليهودية التسع وعدد افراها 45 شخصا، بسرعة قرية آل سالم بعدما طلب اعضاء في تمرد الحوثيين من اليهود مغادرة محافظة صعدة في غضون عشرة ايام بحسب افراد من هذه العائلات.

ولا يتجاوز العدد الاجمالي لليهود في اليمن ثلاثمئة شخص بعد ان هاجر القسم الاكبر منهم على مر السنين.

وكان عبد الملك الحوثي، احد قادة التمرد، اكد في فبراير الماضي ان تهديدات وجهت بالفعل الى اليهود لاجبارهم على المغادرة.

وقال عبد الملك الحوثي لقناة الجزيرة القطرية ان سكان المنطقة يشتكون من اليهود "لتدخلهم في الشؤون الاقليمية ولفسادهم الاخلاقي".

ورغبة منها بتهدئة المخاوف الدولية ازاء التهديدات التي وجهت الى اليهود في اليمن، اقدمت السلطات على تقديم المسكن لهذه العائلات قبل نقلها الى صنعاء هربا من المعارك الضارية التي تدور بين المتمردين والقوات الحكومية.

وفي العاصمة، اسكنت السلطات العائلات اليهودية في احد افخم الفنادق وساعدتهم على احياء عيد الفصح. وقد غطت وسائل الاعلام الرسمية هذا العيد للمرة الاولى.

وقال احد ابناء الطائفة اليهودية النازحين من صعدة لوكالة الانباء اليمنية "بعد ان اضطررنا للنزوح من منازلنا في صعدة اولتنا الدولة الرعاية والاهتمام ومكنتنا من ممارسة طقوسنا الدينية بكل حرية".

واضاف ان "الدولة وفرت لنا متطلبات الاحتفال والمتمثلة في توفير الذبيحة والملابس وغيرها في اطار احتفالنا بالعيد".

وعند قيام دولة اسرائيل في 1948، كان ستون الف يهودي يعيشون في اليمن، وقد هاجر حوالى 48 الفا منهم الى الدولة العبرية عبر جسر جوي في السنوات الثلاث التي تلت.

وتفاوضت الوكالة اليهودية مع السلطات اليمنية بشأن رحيلهم في اطار هذه العملية التي عرفت باسم "بساط الريح".

ولم يكف عدد اليهود في اليمن عن التراجع على مدى السنين الى ان اصبح حوالى الف شخص مطلع التسعينات فرض عليهم حظر للسفر.

الا ان عددا منهم هاجروا ما ان رفع الحظر في 1993.

وحتى اليوم، ما زال الشباب منهم يفضلون خيار الهجرة على نفقة الجمعيات اليهودية العالمية التي تتكفل بمصاريف تعليمهم في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة وبريطانيا.

باراك الناعطي وأخوه يحيى بمنزلهما في ريدة في 12 أبريل الماضي

وقلائل هم الذين ما يزالون يرفضون الهجرة، مثل سعيد الناعطي (43 عاما) الذي يعيش في خارف بالقرب من مدينة ريدة الواقعة على مسافة سبعين كيلومترا الى الشمال من صنعاء.

وقال الناعطي لفرانس برس "نحن نرفض الهجرة من اليمن لاننا نشعر ان الوضع هنا افضل لنا، لاننا كيمنيين لنا عاداتنا وتقاليدنا المحافظة".

واضاف "نشعر هنا اننا متساوون في الحقوق والواجبات مع المواطنين المسلمين، ولا فارق بيننا".

ولليهود في اليمن حاليا كنيسان ومدرستان خاصتان في ريدة وخارف اسستهما جمعيات يهودية اميركية.

وتؤمن المدرستان التعليم لابناء الطائفة اليهودية باللغات العبرية والعربية والانكليزية اضافة الى دروس الدين اليهودي.

وفي عام 1930، كان للطائفة اليهودية في صنعاء فقط 39 كنيسا فيما كانت المدينة تحتضن 48 مسـجدا، وذلـك بحسـب مؤرخين محليين.