جندي قتل في افغانستان برصاص زميله فتحول إلى بطل مات ميتة الأبطال.. وجيسيكا لينش لم تطلق رصاصة واحدة وقيل انها قاتلت قتال (رامبو)

الخميس 26 إبريل-نيسان 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس ـ واشنطن – الوطن
عدد القراءات 5387

 شهد الكونغرس الأمريكي جلسة مثيرة، أدلت خلالها جيسيكا لينش المجندة السابقة التي أُسرت خلال خدمتها في العراق، وكيفن تيلمان، شقيق الجندي بات تيلمان الذي خدم وقتل في أفغانستان بنيران صديقة، ورفاق له من الجنود الأمريكيين، بشهاداتهم حول حقيقة ما جرى في أرض المعركة، مناقضين بذلك معلومات البنتاغون إزاء هذا الشأن.

وقال الجندي بريان أونيل - آخر جندي شاهد تيلمان قبل أن يقتل بنيران جندي أمريكي آخر، وليس بنيران معادية - للمشرعين الأمريكيين إن رؤسائه حذروه من عدم إفشاء سر كيفية مقتل زميله خاصة لأسرة القتيل.

وقال أونيل إنه كان يرغب في الإفصاح عن الحقيقة لكيفين، شقيق بات الذي كان في دورية عسكرية خلف دورية بات أثناء وقوع الحادث في عام 2004 في أفغانستان.

وأوضح أونيل في شهادته أنه شعر بالصدمة عندما أمرته قيادته بعدم إبلاغ أسرة تيلمان بالحقيقة التي كانوا يرغبون في معرفتها.

وقال أونيل إن المسؤول الذي أصدر الأوامر هو قائد كتيبته المقدم جيف بايلي.

وأضاف أمام النائب الديمقراطي هنري واكسمان رئيس لجنة الإشراف والرقابة الحكومية في مجلس النواب الأمريكي "كان واضحا لي بأنني سأكون في ورطة إذا تحدثت مع كيفين" وأبلغته أن الحادث كان نتيجة نيران صديقة.

يُشار إلى أن قيادة الجيش الأمريكي كانت أصدرت "رواية مفبركة" قالت فيها أن تيلمان مات ميتة الأبطال وهو يشن هجوما مضادا ضد مسلحين في جبال أفغانستان، وفق ما قاله كيفين تيلمان، شقيق الضحية.

من جهتها شددت المجندة السابقة جيسيكا لينش- التي خدمت في العراق وتصدرت رواية أسرها وتحريرها في العراق عناوين وسائل الإعلام - بأن الجيش الأمريكي كذب فيما تعلق برواية أسرها.

وقالت لينش في شهادتها إنها بعد تعرض حافلتها لهجوم في 23 مارس/آذار 2003 في العراق، أصيبت بكسر في ذراعها وقدمها وعمودها الفقري بالإضافة إلى تعرضها لإساءة جنسية.

وأضافت أن رواية الجيش بأنها قاتلت حتى آخر رصاصة على طريقة "رامبو"، غير صحيحة على الإطلاق، وأن هذا الأمر نزل عليها نزول الصاعقة عندما عادت إلى وطنها للعلاج حيث وجدت نفسها أسيرة وسائل الإعلام التي واصلت تكرار رواية البنتاغون.

وأوضحت أن دوريتها التي كانت في منطقة الناصرية لمحت مسلحين في الشارع وعلى أسطح المباني المحيطة، وأنه سرعان ما قتل ثلاثة جنود أمريكيين جراء قذيفة صاروخية انفجرت في الحافلة، فيما قتل ثمانية آخرين في الاشتباك الذي اندلع إثر الهجوم الصاروخي، لتستيقظ لاحقا في إحدى غرف مستشفى صدام حسين العام.

وقالت "عندما استيقظت لم أكن أعرف أين أنا، كما لم يمكنني الحراك.. لم أكن قادرة على طلب النجدة من أحد أو حتى القتال."

وأضافت أن الممرضات في المستشفى حاولوا التخفيف عنها، كما حاولوا في أحد المراحل إعادتها إلى الأمريكيين إلا أنهن فشلن.

وقالت المجندة السابقة إنه في الأول من أبريل/نيسان قدمت القوات الأمريكية لأخذها، موضحة: "دخل جندي إلى الغرفة، ونزع العلم الأمريكي عن ذراعه وسلمني إياه وقال لي ’نحن جنود أمريكيون ونحن هنا لأخذك إلى الوطن‘ نظرت إليه وقلت: ’نعم، أنا أيضا جندية أمريكية.‘"

من جهته قال واكسمان إن الجيش الأمريكي "اخترع" الروايات عن تيلمان ولينش، مضيفا "أن أقل ما يمكن أن ندين به للجنود وأسرهم، هو إطلاعهم على الحقيقة، وهو ما لم يحصل مع أشهر جنديين في العراق وأفغانستان."

وأصبحت لينش بطلة في نظر الأمريكيين بعد أن صوّر الجيش الأمريكي ما أسماه "عملية دهم جريئة" على المستشفى لتحرير المجندة، رغم أن الممرضات والموظفين كانوا قد صرحوا أن المستشفى كانت خالية من القوات العراقية ساعة عملية الإنقاذ المزعومة.

وكان الجيش الأمريكي زعم أن لينش تعرضت لإطلاق النار والطعن خلال معركة مسلحة عنيفة مع القوات العراقية أودت بحياة أحد عشر من زملائها الجنود، ليتم الكشف لاحقا أن لينش لم تطلق رصاصة واحدة خلال القتال لأن مسدسها امتلأ بالرمال.