آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

السلطات الأردنية تمنع كتاب "لاجئات من فلسطين"

الخميس 12 إبريل-نيسان 2007 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس
عدد القراءات 2882

منعت السلطات الأردنية كتاب "لاجئات من فلسطين" لستيفاني لاط عبد الله من دخول أراضيها بسبب ما جاء فيه من نقد لاذع لسياسية العائلة المالكة تجاه تعاملها مع قضية اللاجئين الفلسطينيين و أوضاع الفلسطينيات داخل المخيمات الأردنية .

وتتطرق مؤلفة هذاالكتاب الذي صدر مؤخرا في بيروت عن الدار العربية للعلوم من خلال دراسة اجتماعية و تاريخية إلى أوضاع المرأة الفلسطينية داخل المخيمات الأردنية في سياق سرد تاريخي استعرضت فيه ستيفاني "تاريخ الشعب الذي تم طرده من الزمن التاريخي حين لم ترى النور سوى دولة واحدة من الثنائي الذي كان من المفروض أن يتولد عن مخطط التقسيم حين تم إنكار وجودهم ."

ومن خلال دراسة ميدانية قامت بها الباحثة في مخيمين فلسطينيين بالأردن هما مخيم "جبل الحسين " بعمان و "مخيم غزة" بجرش و عبر مسيرة إحدى العائلات "عائلة سلمان " تبين الباحثة كيف ساهم تاريخ المنفى و مكانة اللاجئات في المجتمع الأردني من بناء " ايدولوجيا أسرية " التي تصبح هوية جديدة بديلة عن هوية الوطن وهي الايدولوجيا التي ترفضها اللاجئات ليصبح هذا الرفض نضالا طلائعيا تبشر بميلاد نخبة نسوية فلسطينية بالمهجر.

ويحكي الكتاب تفاصيل اللحظة التي وجدت النساء، إبانها، أنفسهن في مواجهة خرافة حماية الذكور لهن وأهمية الشبكة العائلية في ظل الظروف المضنية لحياة المخيمات والدور السياسي للعائلة في الأردن فإنهن لجأن إلى الارتكاز على القيم العائلية التقليدية من أجل تاريخهن الفردي، منتجات بدورهن واقعاً بديلاً، صورة ترمز لاستمرارية السلطة الذكرية وفي نفس الوقت تثور عليها.

كما يمكن اعتبارالكتاب وثيقة تاريخية تستعرض التاريخ السياسي و الاجتماعي في الأردن منذ 1948 و تبين كيف ساهم النظام الأردني في تشجيع و تكريس السلطة الذكورية وترسيم نوع من النظام داخل المخيمات على امتداد 3 أجيال كاملة من اللاجئات.

في نفس السياق تقدم صاحبة الكتاب بعض التبريرات التي يستند إليها الأردن في سياسته مع اللاجئين و حرص السلطات الأردنية على المحافظة على الوضع القائم داخل المخيمات إلى " خشية وجود أي تنظيم سياسي من طرف اللاجئين "و قد " لجا الأردن ابتداء من 1950 إلى إبعاد معظم اللاجئين عن المناطق الحدودية" تجنبا للحوادث التي "لم تتوقف منذ معاهدات الهدنة مع إسرائيل "ص 30 من الكتاب.

اختارت المؤلفة أن تحدثنا في هذا الكتاب عن اللاجئات اللواتي تشكلن، كما في باقي الدول أو أكثر، العمود الفقري للمجتمع وتنظيمه، ركيزة استمراره. إنها تحقق ذلك انطلاقاً من دراسة مفصلة لمخيمين من العشرة الموجودة بالأردن وهما مخيم جبل حسين الذي تكون بعد حرب 1948 واستقر في قلب عمان، ومخيم جرش بغزة الذي غير مكانه وفر سكانه مرتين، مرة إلى غزة عام 1948 ومرة إلى الأردن عام 1967.

إن نقطة بداية هذه الحياة هي دون شك هجرة 1948 التي تمثل قطيعة أساسية حولت مجتمعاً فلاحياً إلى لاجئين تجمعهم مخيمات "مؤقتة" إن فشل الرجال في الدفاع عن أرضهم يبرره هؤلاء بإرادتهم في الدفاع عن شرف نسائهم ضد الاغتصاب على يد المليشيات اليهودية وبعدها الجيش الإسرائيلي، تقول المؤلفة أن هذه القصة هي بمثابة "وسيلة للتقليل من الشعور التاريخي بالذنب من قبل جيل بأكمله وخاصة رجاله، وتسمح بحماية الآباء الذين لم يتمكنوا من الدفاع عن الأرض وبالتالي الحفاظ على دورهم العائلي. بهروبهم من المدن والقرى، وتمكنوا على الأقل من حماية شرف نسائهم وبناتهم وبالتالي شرف العائلة والمجموعة بأكملها". هكذا نفهم المكانة التي تحتلها قضية الشرف في مجتمع المخيمات الذي تم بناؤه من جديد باعتبار أن الأسرة أصبحت المؤسسة الوحيدة التي تحافظ على الذاكرة الفلسطينية وتنقلها إلى الأجيال. من هنا وجب الدفاع عنها.

يلقي هذا الكتاب الضوء على عنصر هام جداً عادة ما يتم إهماله عمداً من طرف نظرة البؤس و"الشفقة" وهو أن النساء اللاجئات لسن بمتفرجات سلبيات بل تحاولن التكيف وتنجحن في ذلك أحياناً. إنهن في بحث دائم للمحافظة على مكانتهن ودورهن وحريتهن لكنهن يفعلن ذلك في ظروف خاصة جداً.

منذ 1948 تعاقبت أربعة أجيال تقول المؤلفة ستيفاني لاط عبد الله. الأول هو "جيل فلسطين"، المولود هناك بحيث تتميز الأسر بالاستقرار والنساء بالأمية، تتميز الحياة الخاصة بالمصير الجماعي وبالمنفى حيث يقل الحديث عن الذات ويكثر الحلم بالعودة.

و"جيل بنات النكبة (1948)" المولودات مباشرة قبل أو بعد الهجرة واللواتي لا تستفدن سوى القليل من النظام الدراسي. على غرار أخواتهن الكبريات، كان زواجهن نتاج اتفاقات أسرية وفي حالة فشل الزوج في تلبية حاجات الأسرة تقوم غالبيتهن بمهن بسيطة لا تتطلب تأهيلاً خاصاً. ثم "الجيل السعودي" ويعني كل الفتيات اللواتي استفدن من الدراسة على يد الأونروا أو بالأردن ومن بعض فرص التشغيل التي تتطلب مستوى من الكفاءة خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط عام 1973 بحيث غالباً ما يكون نجاح المشوار المهني على حساب الزواج باعتبار أن الزواج هو مساحة لصراع أكثر حدة تتصاعد فيها درجات العنف العائلي.

وأخيراً، هناك "الجيل الجديد" للأفراد الأقل من سن الثلاثين وهو الذي يعيش الأزمة السياسية (خاصة الاختلافات بين المساندين والمعارضين لاتفاقيات أوسلو)، حياة اللااستقرار بعد حرب الخليج الأولى (1990-1991)، الاختيار الفردي للزوج.

من خلال دراستها للأجيال الأربع، تكشف لنا المؤلفة عن تأنيث كل من السلطة والأسرة بعملية تسميها "التأنيث الشعبي" الذي يقوم على ثلاثة معطيات أساسية وهي رفض الزواج ثانية، الاستقلالية عن الأسرة الأصلية، نشوء ظاهرة العزوبية لدى النساء. إن هذا التطور لا يعني دائماً وجود خطاب أكثر "تفتحاً" يقترب أكثر من الطابع "الغربي" بل على العكس من ذلك، فهذا التأنيث الشعبي يقوم على "مبدأ الأسرة والسلطة التي أنتجتها القيم التقليدية وقيم الشرف التي تم استعمالها بكثافة بهدف الاحتجاج على سلطة الذكر باعتبار أنه لم يتمكن من لعب دوره الاجتماعي والاقتصادي في حماية المسار الحياتي للنساء".