يعاني من اختناق حاد وزيادة في نبضات القلب ومكتبه يحاول عدم تسريب الخبر لـ"أسباب داخلية شيعية"

الإثنين 09 إبريل-نيسان 2007 الساعة 04 مساءً / مأرب برس – الملف
عدد القراءات 8815

قالت مصادر طبية عراقية الاثنين إن صحة المرجع الشيعي "علي الحسيني السيستاني" تدهورت وتم نقله إلى مستشفى النجف العام عن طريق سيارة إسعاف صباح امس الاحد.

وقال طبيب لمراسل (واع) في مستشفى النجف إن السيستاني يعاني من اختناق حاد وزيادة في نبضات القلب أدت إلى فقدانه الوعي مرتين.

وأشار إلى أنه الآن في العناية المركزة مع إشراف كادر طبي كامل عليه, مستبعدًا أن تكون حالته خطرة تؤدي إلى وفاته.

هذا, وأوضح الطبيب أن مكتب السيستاني يحاول عدم تسريب الخبر للإعلام لأسباب داخلية شيعية.

وكان آية الله العظمى السيد السيستاني وصل إلى العاصمة البريطانية لندن لتلقي العلاج الطبي في العام 2004، على متن طائرة خاصة لبنانية إلى مطار هيثرو برفقة إبنه السيد محمد رضا وطبيبه الخاص.

وقال مصدر مسؤول في مطار بيروت الدولي، آنذاك، ان السيد السيستاني الذي يعاني من اضطراب في القلب وصل الى العاصمة اللبنانية في طريقه الى لندن للعلاج.

وأضاف المصدر ان السيستاني وصل على متن طائرة خاصة الى مطار بيروت حيث استقبله في المطار رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وغادر السيد السيستاني مطار بيروت على متن طائرة تابعة للخطوط الشرق الأوسط.

وشوهد اية الله العظمى السيستاني يسير على ارض المطار بمساعدة احد مرافقيه.

وكان أحد مساعدي السيستاني قال ان المرجع السيستاني يعاني من أضطراب في القلب وتلقى علاجا على أيدي فريق من الاخصائيين.

وقال حامد خفاف ان مجموعة من اطباء القلب العراقيين الذين يتولون العناية به نصحوه بإجراء مزيد من الفحوصات، مضيفا ان هذه كانت المرة الاولى التي يعاني فيها السيستاني (76 عاما) من مشكلات في القلب.

وللسيستاني نفوذ كبير على الاغلبية الشيعية في العراق وهو صوت بارز في عراق ما بعد الحرب الذي يسوده العنف وعدم الاستقرار منذ أن أطاح غزو تقوده الولايات المتحدة بالرئيس السابق صدام حسين في العام 2003.

وأعرب خفاف، حينذاك، عن مخاوف من أن ما يحدث في النجف قد يؤثر على الرعاية الطبية التي يحتاجها المرجع السيستاني، في إشارة إلى أحداث النجف، حيث خاض أفراد من ميليشيا يتزعمها رجل السيد مقتدى الصدر قتالا داميا مع مشاة البحرية الاميركيين عام 2004، في مدينة النجف الشيعية، حيث مقر السيستاني.

وبعد إجراءه للفحوصات اللازمة في رحلته العلاجية إلى المملكة المتحدة في آب 2004، أعلن المتحث باسم السيستاني حامد الخفاف، بان أطباء لندن تبينوا أن حالة آية الله العظمى السيد على السيستاني قد تستدعي اجراء عملية جراحية، إذ تمت معاينة الحالة الصحية للسيستاني بعد تعرضه لاضطراب في القلب، نافيا الادعاءات بأن السيستاني غادر النجف، في ذلك الوقت، وتوجه إلى لندن خوفا على سلامته.

وقال مرافقون للسيستاني في رحلته العلاجية الاولى إلى لندن "ان سماحته كان منشغل البال بما يجري في مدينة النجف الاشرف، وانه رفض نصيحة الاطباء بعد خضوعه لعملية "قسطرة القلب " بالتمتع باجازة لمدة اسبوعين لغرض الراحة وقرر قطع بقية العلاج والعودة الى النجف الاشرف".

وأضافوا ان السيستاني كان شديد القلق ومنشغلا بشكل واضح بمدينة النجف طوال رقوده في المستشفى في لندن ففي اثناء اجراء عملية القسطرة لسماحته طلب منه الاطباء الالتفات لشاشة تلفزيونية لرؤية شرايين قلبه لكنه رفض ذلك قائلا للاطباء "اتركوني فقلبي وعقلي منشغلان بالنجف واهلها فهي اهم عندي واغلى من قلبي".

وكان السيستاني أفتى في آذار/مارس ،2003 قبل أيام من الحملة الأميركية على العراق، بـ"عدم جواز التصدي لقوات الاحتلال الأميركية والبريطانية", الأمر الذي أدى إلى تساقط مناطق الجنوب واحدة بعد الأخرى أمام القوات الاحتلال, وهو ما هيّأ الوضع لسقوط بغداد فيما بعد.

يشار إلى أن السيستاني ولد في مدينة مشهد، شرق إيران في 4 آب/أغسطس 1930، وخلف "أبو القاسم الخوئي" في زعامة حوزة النجف، أهم المراكز في العالم للدراسات الدينية لدى الشيعة الاثني عشرية.