قال أن الرئيس صالح "فهم أن التعامل الجيد مع يهود بلاده سيكسبه نقاطًا من جانب الغرب وأميركا، ويكسبه تعاملاً جيداً من الكونغرس

الثلاثاء 03 إبريل-نيسان 2007 الساعة 09 مساءً / مأرب برس – خاص
عدد القراءات 4980

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت، في ملحق "عيد الفصح" اليهودي الاثنين، تحقيقاً مطولاً، كتبه الصحافي رون بن يشاي، بعدما قضى عشرة أيام "سراً" برفقة "من بقي من يهود اليمن" في صنعاء.

ويكشف التحقيق الذي نشرته أيضاً صحيفة الأخبار اللبنانية نقلاً عن يديعوت احرونوت عن "القصة الكاملة" لإنقاذ يهود مدينة صعدة من "مخالب تنظيم شيعي يدعمه الإيرانيون"، في إشارة إلى الحوثيين، قبل ستة أسابيع، ونقلهم على متن طائرتين، كانت بينهما "الطائرة الشخصية التابعة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح". والتقى يشاي اليهود في مكان وصفه بأنه "حكومي"، مستعرضاً حال الـ 370 يهودياً، الذين بقوا هناك.

وقالت الصحيفة، إنَّ الرئيس ، بنفسه، بادر وراقب شخصياً حملة لإنقاذ 54 يهودياً من محافظة صعدة. وقال أحد اليهود، ويدعى يحيى يوسف مرحبي (32 عاماً) بـ "لغة عبرية"، مستعيداً ما حصل قبل ستة أسابيع، إنَّ طائرتي ركّاب صغيرتين هبطتا واحدة تلو الأخرى في صعدة، مضيفاً أنَّ رجال الشرطة اليمنيين قسّموا اليهود إلى قسمين ونقلوهم إلى الطائرتين المنتظرتين. وقال إنه استطاع مشاهدة ما كتب على إحدى الطائرتين بقوله "كانت الطائرة تابعة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، يحفظه الله من كل سوء".

وأضافت الصحيفة أنَّ الطائرتين نقلتا اليهود إلى مقر حكومي في صنعاء يدعى "تورز سيتي"، تشدد الحكومة الحراسة عليه، يسكنه خبراء عسكريون غربيون. وكان المبنى تابعاً بالاصل لخبراء سوفيات، وسكنه أخيراً فريق كبير يضم خبراء تجسس غربيين يلاحقون نشطاء القاعدة. وأضافت أن الحكومة اليمنية قدمت معونات لليهود تكفيهم لمدة شهرين، ومنحتهم كل متطلبات العيش والأمن في اليمن.

وادعى مراسل الصحيفة الإسرائيلية أنَّ الجيش اليمني "يستصعب احباط العصيان الذي اندلع شمالي غرب اليمن في محافظة صعدة القريبة من الحدود اليمنية - السعودية لإقامة دولة شيعية في شمال اليمن". وأشار إلى أن اليمن واحد من "أهم أهداف" الايرانيين نظراً للقبائل الشيعية القوية التي تسكن الشمال، ونظراً للعلاقة "القوية" التي تربط صالح مع الغرب عامة ومع الادارة الأميركية خاصة.

ورأى بن يشاي أن "الرؤية الغربية التي تبناها علي عبد الله صالح كانت السبب الاساسي في تحسين العلاقات التي تربط النظام اليمني مع اليهود". وأشار إلى أن صالح "فهم أن التعامل الجيد مع يهود بلاده سيكسبه نقاطًا من جانب الغرب وأميركا، ويكسبه تعاملاً جيداً من الكونغرس والإدارة الأميركية"، حيث ألغى صالح "ضريبة الرأس" التي دفعها اليهود في اليمن، و"اعترف بحقهم في التربية الذاتية" و"منحهم الحق في حرية التنقل داخل اليمن وخارجه".

وقال بن يشاي إن يهود السالم كانوا على ثقة بأنهم سيعودون إلى أماكنهم في صعدة لأن الحكومة اليمنية كانت قد أحبطت العصيان الحوثي في عام 2004، إلا أنَّه أضاف أن "هذا كان قبل أن يتلقى الحوثيون الدعم من ايران".