معاريف: على الأمير بندر زيارة اسرائيل كما فعل السادات

الأربعاء 21 مارس - آذار 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 3438

الأمير بندر بن سلطان، السلام عليك، بعد نحو من اسبوع سيبدأ في الرياض مؤتمر القمة العربية، الذي يفترض ان يصوغ وان يُجيز من جديد المبادرة السعودية كمخطط لاتفاق سلام تام وشامل بين اسرائيل وجاراتها العربية. اتفاق سلام يفضي الي انهاء النزاع الذي عمره ستون سنة.

أتوجه اليك كاسرائيلي يُعدّ في معسكر السلام الاسرائيلي. اسرائيلي يؤمن بأنه يوجد شريك عربي في التفاوض والاتفاق، وأن الفرق بين الموقف العربي والموقف الاسرائيلي يمكن التقريب بينهما.

لم نقرأ بعد صيغة القرار الذي سيُتخذ في الرياض. آمل ألا تتشددوا في الصيغة الموجودة، وألا تضعوا عراقيل اخري في الطريق الي التفاوض. والي ذلك أري الوثيقة التي يفترض أن تتفقوا عليها وتُجيزوها موقفا ابتدائيا عربيا، كما أن عليكم أن تروا التصريحات التي تصدر عن القدس مواقف ابتدائية اسرائيلية. واذا لم يكن الامر كذلك، واذا رأيتم القرارات التي ستتخذ هي الموقف العربي النهائي، الموقف الذي لا يجوز الانحراف عنه، الموقف الذي لا يبيح مجالا للمرونة أو استعدادا للمساومة في اثناء المحادثات، فانني أتخوف آنذاك من أنني مع الأكثرية الحاسمة في اسرائيل سنكون شركاء في رفض الوثيقة التي سيتم الأخذ بها.

اذا كانت نيتكم ايجابية حقا، وتريدون تسوية النزاع والتوصل الي اتفاق، واستعمل مُدبرو التفاوض القرارات التي ستتخذ كموقف ابتدائي فقط، فانني أتخوف آنذاك ايضا أن حكومتي، الحكومة التي في القدس، ليست قادرة علي الاستجابة اليوم للتحدي. ان الحكومة في اسرائيل تتميز بالضعف السياسي. لن تتفضل بقبول قرارات جريئة، مختلف فيها، قد تسبب سقوطها. أتخوف ان يثير رئيس الحكومة ووزراؤه ما لا يحصي من التعليلات لتسويغ تهربهم من دخول التفاوض.

أنا أُجلّ مبادرتكم، وطموحكم الصادق الي وضع حد للعنف والأخطار الشديدة الكامنة فيه، وأُجلّ نيتكم تقديم حل سياسي للنزاع. في هذا الوضع لا يجوز لنا أن ندع الفرصة تهرب من أيدينا.

أدعو العائلة المالكة السعودية، ورؤساء الدول المجتمعين وأدعوك شخصيا ـ إمضوا في الطريق الذي مضي فيه رئيس مصر، أنور السادات، قبل ثلاثين سنة. لا تشترطوا دخول التفاوض بالقرارات التي سيتخذها ايهود اولمرت. الامور مهمة جدا ولا يجوز لنا هدر الفرصة. أنا أتوجه اليك ـ إلتف علي حكومة اسرائيل، تعال الي القدس، تحدث الي الشعب في اسرائيل مباشرة، وافرض بهذه الطريقة علي الحكومة ان تأخذ بالمبادرة السلمية، وان تسمع صوت الأكثرية الحاسمة من الشعب في اسرائيل، التي تدعو الي دخول تفاوض سياسي. أعلن الرئيس السادات في حينه أن 90 في المئة من المشكلات التي تقف عثرة في الطريق الي تسوية النزاع هي عقبات نفسية. انه بمجرد زيارته القدس وظهوره العلني في الكنيست قد زعم أنه قد أسقط هذا العائق.

أنا أتوجه اليك وأطلب ـ في الحال مع انتهاء المؤتمر في الرياض، أعلِن أنت ايضا أنك تريد المجيء الي القدس وأنك تنوي ان تعرض علي الشعب في اسرائيل وعلي الحكومة في تل ابيب القرارات التي اتخذت في القمة، وأنك تطلب أن تبحث فورا طرق بدء التفاوض فورا.

لن تستطيع أي حكومة في اسرائيل رفض مبادرة كهذه. لن تستطيع أي حكومة التهرب من العملية السياسية. إن ضعف الائتلاف في الكنيست لن يصمد للضغط ودعوة الجماهير التي لا تقبل اللبس وهم الذين سيستقبلونك بالأزهار.

شلومو غازيت

خبير عسكري وأمني كبير

(معاريف) 19/3/2007