قلق في حضرموت والبيضاء وأبين جراء تزايد الضربات الجوية للطائرات بدون طيار الأمريكية

الجمعة 04 يناير-كانون الثاني 2013 الساعة 05 مساءً / حضرموت - ناصـر المشـجري:
عدد القراءات 3296
 

مع كل تحليق لطائرة أمريكية دون طيار، في سماء أية منطقة من مناطق اليمن، يتزايد الهلع أوساط المواطنين والساكنين بشكل ملفت وحزين.

ويشكوا مواطنون يمنيون من الهلع والرعب الذي يعيشونه جراء تزايد الضربات الجوية التي تنفذها طائرات أمريكة بدون طيار، وتستهدف بها عناصر من القاعدة، فيما يذهب ضحيتها في الغالبـ، أبرياء وعزل.

وفي المقابل، تتزايد مخاوف المهتمين في اليمن عموماً وفي حضرموت خصوصاً، من اللا مبالاة الرسمية، في ظل ما يسمونه "تفريطا واضحا وفاضحا من الحكومة اليمنية في حماية وحفظ سيادتها الوطنية على كامل أراضيها وحدودها البرية والجوية"، حيث يشيرون إلى أن من الواجب على السلطة الدفاع عن سيادة اليمن وعن حماية المواطنين بكل أنواع الحماية، ولاسيما في ظل تعرض حياة المواطنين لانتهاك من قبل دولة أخرى.

في محافظة حضرموت بالذات، تواصل الطائرات الأمريكية من دون طيار خرق هذه السيادة المفرط فيها وتفتك بأرواح مواطنين أبرياء باستمرار في إطار ما يعرف بحربها على الإرهاب في العالم العربي، كما حصل في العام المنصرم 2012 في مناطق متفرقة في مديريتي شبام والقطن وعلى وجه التحديد في منطقة خشامر والهشم بوادي العين والخشعة.

وتشير المعلومات إلى أن الطائرات الموجهة (أو ما يطلق بالذكية) ارتكبت جرائم بشعة في هذه المناطق أثناء قصفها لمواقع محتملة، تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية واليمنية أن عناصر من تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة تتخفى بداخله.

  وبث ناشطون في مناطق بوادي حضرموت مؤخراً، صوراً عبر الانترنت، أظهرت مقتل مدنيين جراء هذه الضربات الجوية بمجرد الاشتباه، وهي ما تعد انتهاكات حقيقية لحقوق الإنسان.

ويستغرب نشطاء وحقوقيون من أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتباهى بأنها الراعي الأول لحقوق الإنسان في العالم، تسمح لنفسها بأن تكون في هذه الصورة الانتهاكية البشعة لحقوق الإنسان في دول العالم النامي.

وكان نشطاء وحقوقيون أمريكيون أنفسهم انتقدوا سياسة بلادهم في الحرب على الإرهاب، والتي قالوا إنها طائرات بدون طيار قتلت ما يزيد عن 2000 مدني منذ بداية الحرب على الإرهاب في اليمن عبر غارات جوية.

وانتقد الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في مقال له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" هذه الأعمال، قائلاً: إن سياسة الاغتيالات في حروب أمريكا الخارجية الحالية ستحرض علينا أعداءنا، وستؤدي إلى تنفير أصدقائنا مننا.

ويقول مواطنون في عدة قرى بوادي حضرموت والشحر على ساحل البحر العربي، إنهم تركوا منازلهم وبحثوا عن أماكن أخرى في مناطق شعروا أن حياتهم وأطفالهم ستكون آمنة على حياتهم هم وأطفالهم، تاركين خلفهم مزارعهم وممتلكاتهم، والفرار بأرواحهم من قصف الطائرات التي بدأت تلاحق عناصر القاعدة حتى وسط المدن الرئيسية في محافظة تعد الأولى من حيث الهدوء والسكينة في الجمهورية، وهو ما جعل سكانها المسالمين يعيشون في رعب دائم وعيونهم شاخصة للسماء هذه الأيام، فحمم الموت مازالت تتساقط فجأة ودون سابق إنذار.

إلى ذلك، شكل ناشطون ومثقفون وشخصيات قبلية وشعبية في محافظة حضرموت فريقا يضم نخبة من المحامين والأكاديميين والنشطاء في منظمات المجتمع المدني وشخصيات اجتماعية، ومهمته تكمن في رصد عمليات القصف الأمريكي وما تنتج عنه من خسائر بشرية بين المواطنين الأبرياء، وما تخلفه كذلك هذه الضربات المتلاحقة من أضرار مالية ونفسية بالسكان في محافظة حضرموت بغية ملاحقة

الحكومتين الأمريكية واليمنية أمام المحاكم الدولية لما ارتكبته من أخطاء أدت إلى إزهاق أرواح بريئة في أكثر من مرة، بعملياتها العسكرية الموجة ضد مسلحي تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية في اليمن.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن