الإيكونيميست: الطائرات بدون طيار تثير رعب اليمنيين في الأعراس وهناك اعتقاد بأنها تلتقط صورا لزوجاتهم

السبت 01 سبتمبر-أيلول 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس/ مجلة الإيكونيميست/ ترجمة مهدي الحسني
عدد القراءات 8548
 
  

من غير الواضح إن كانت الطائرات من دون طيار الأمريكية تحقق النتائج المرجوة، الناس يخشون من الذهاب إلى الأعراس، لأنه في حالة تجمع أعداد كبيرة من الرجال، يخشون أن تضربهم طائرة من دون طيار.

يقول أحد شيوخ منطقة بيحان في شبوة -وهي ملاذ آمن للقاعدة إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء- "إنه يرى أو يسمع ما يعادل طائرة أسبوعياً تحلق فوق منزله. بعد أن فرغ من وجبة غداء دسمة وهو متكئ على وسائد ويمضغ القات المحبوب لدى اليمنيين مع أصدقائه، تلك النبتة المنشطة, تحدث الجميع بتذمر عن الطائرات من دون طيار.

إذا أخذنا ما قاله رجال القبائل هؤلاء على محمل الجد، فإن الاستخدام الأمريكي النشط والمتزايد للطائرات من دون طيار في معركتها مع الجهاد، أمراً بعيداً كل البعد عن كسب قلوب وعقول اليمنيين.

يقول أحد أصدقاء الشيخ وهو مهرب: "مواطنونا يتساءلون كيف ومن يعطى طائرات أجنبية الحق أن تأتي إلى هنا وتقتلهم، حتى وإن كان بعض الناس الذين يتم قتلهم ينتمون إلى القاعدة. ويضيف: الأمر الآخر أنهم يعتقدون أن الطائرات تقوم بالتقاط صورهم وتتجسس عليهم. ولهذا السبب فإنه لم يعد هناك ما يربط مواطنينا بأمريكا. هكذا ينظرون إلى أمريكا، مشيراً بأصابعه بحرف الإكس (شطبوا على أمريكا). كل الرجال المتكئون على الوسائد على قناعة بأن الطائرات من دون طيار تقوم بالتقاط صور لزوجاتهم، الأمر الذي يعتبره شعب اليمن المحافظ عملاً خسيساً.

خلال العام المنصرم زاد الأمريكان من معدل هجماتهم بطائرات من دون طيار على الأشخاص المشتبهين بانتمائهم إلى القاعدة. رئيس البلاد، عبدربه منصور هادي، الذي تولى الرئاسة رسمياً في فبراير خلفاً لعلي عبدالله صالح الذي ظل في الحكم 33 عاماً، أقر بدوره هذه السياسة. لا أحد يمتلك أرقاما رسمية، لكن مصادر غير رسمية تقول أن ما لا يقل عن 28 غارة جوية نفذت منذ مطلع هذا العام على أهداف يعتقد ارتباطهم للقاعدة (تلك الأرقام قد تشمل صواريخ كروز تطلق من سفن حربية أمريكية). بعض تلك الطائرات من دون طيار تنطلق من جيبوتي التي تقع على الجانب الآخر من البحر الأحمر، حيث لدى الأمريكيون قاعدة عسكرية.

على الرغم من مقتل عدد من قادة القاعدة بطائرات من دون طيار، إلا أن الهجمات الجهادية في ازدياد. وقام انتحاري الشهر الماضي بقتل ما لا يقل عن 40 شخصا في عزاء في جعار، وهي مدينة تقع في محافظة أبين الجنوبية تم السيطرة عليها من قبل القاعدة لعدة أشهر حتى مطلع الصيف، قبل أن تقوم القوات الحكومية في يونيو باستعادة السيطرة عليها. ورغم أن العزاء حضره زعيم قبلي معارض للقاعدة، إلا أن الهجوم يعد الأول من نوعه الذي يستهدف مدنيين، عوضاً عن أفراداً في القوات المسلحة اليمنية.

على أية حال، فإن اليمنيين في صنعاء والمدن الكبيرة في غرب اليمن لديهم وجهة نظر متذبذبة تجاه الطائرات من دون طيار. لكن حيث كان قادة المعارضة ينتقدون صالح على سماحه للأمريكان بانتهاك السيادة الوطنية، فإنهم الآن يلتزمون الصمت. ولأنهم جزء من حكومة هادي الوطنية الجديدة، فهم يشعرون بحاجة إلى الدعم الأمريكي له ولإصلاحاته.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة