محمد العصواني.. اختطف من جولة كنتاكي وعثر عليه بعد شهرين في جولة الرويشان فاقدا للذاكرة

الإثنين 23 يوليو-تموز 2012 الساعة 11 مساءً / مأرب برس/ أمين دبوان
عدد القراءات 5537

 

«المعتقل» محمد محمد هاشم العصواني، من أبناء محافظة تعز، مديرية جبل حبشي، متزوج ولديه ثلاثة أولاد، خريج كلية دار العلوم الشرعية بالحديدة.

انضم إلى ساحة الحرية بتعز واستمر هناك إلى ما بعد محرقة ساحة الحرية ثم شد الرحال إلى العاصمة صنعاء ليلتحق بثوار العاصمة، وفي الخامس عشر من رمضان الماضي الساعة التاسعة والنصف ليلاً خرج من الساحة متجهاً إلى باب اليمن لزيارة أحد أصدقائه، وما إن وصل إلى جولة كنتاكي حتى حاصرة شخصان مدنيان وجنديان من الأمن المركزي المرابطين في جولة كنتاكي وبدأوا يحققون معه: من أين جئت؟، فرد عليهم: "من الساحة"، وهنا بدأت الحكاية.

وبحسب محمد فإنهم أخذوا يفتشونه فوجدوا كرت التغذية في جيبه ومنشورات الساحة, فجن جنونهم فطلبوا منه تسليم التلفون، لكنه رفض فأخذوه بالقوة. حاول أن يقاوم لكن أحدهم ضربه بهراوة خلف رأسه، ثم قاموا بربط يدييه وعصبوا عينيه وأخذوه بسيارة الأمن المركزي إلى مكان مجهول، في غرفة انفرادية مغلقة، ترك فيها حتى اليوم الثاني الساعة الثامنة مساء، ثم جاءوا له بقليل من الطعام وفكوا له رباط يديه وعينيه، وعندها أدرك أنه في غرفة صغيرة بدون نوافذ سوى فتحة فوق الباب الخشبي الكبير ويتخلل الفتحة عدة أسياخ حديدية.

كانت الغرفة بدون إضاءة ولم يكن يسمع أي حركة من قريب أو بعيد، ثم بدأوا بالتحقيق معه فأخرجوه من غرفته إلى غرفة مجاورة وهناك كان أربعة مدنين ملثمين لا يرى منهم سوى أعينهم قاموا بالتحقيق معه، وسألوه: من الذي يدعمك بالساحة؟، وهل هناك سلاح بالساحة؟، وأي جهة تتبع؟، وكان أحدهم يمسك بيديه هراوة والثاني سلك كهرباء والثالث جهاز الكهرباء والرابع كان هو المحقق، وكلما كان يجيب بالنفي يقومون بضربه وتعذيبه بالكهرباء.

وأضاف العصواني بأنه وعقب التحقيق كانوا يدخلونه الغرفة ويقولون له اخلع ثيابك، ثم يصبون عليه ماء باردا، ثم يكررون الأسئلة عليه، في الوقت الذي كان هو يتجمد من شدة البرد، وعندما لا يجدون منه أي إجابة، يقومون بتوصيل السلك الكهربائي على ظهره ورأسه، حتى بفقد الوعي، ويدخل في غيبوبة.

كان الحمام بداخل الغرفة، دون ماء، حتى أنه كان يضطر ليقطع جزءا من الفراش لتنظيف نفسه. ظل هكذا لمدة شهرين، وبعدها أخذ وعلق إلى فتحة فوق الباب، بيد واحدة، وبعدها لم يشعر بشيء، إلى أن وجده زميله وضاح الصوفي وهو يمشي فاقدا للوعي في جولة الرويشان، وعندها أخذ للعيادة وأجريت له الإسعافات الأولية، وظل فاقدا للوعي لنحو خمسة أيام، حتى أفاق تدريجيا.

تم تحويله بعدها إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، ثم إلى مستشفى الثورة للعلاج، ولإجراء عملية تجميل وزراعة للجلد في يده، وقضى هناك أربعة أشهر، قابل خلالها اللجنة القطرية والتركية، ومنح تقرير سفر إلى الخارج، ولكنه لم يسافر حتى الآن.

لازال محمد يعاني، ويعجز عن تحريك يده، التي تهشم عضمها، وتمزقت الأعصاب، بسبب تعليقه بيد واحدة، كما أنه لا زال يعاني من عدم قدرته على التركيز، جراء ما تعرض له من تعذيب بالكهرباء.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية