أثار برنامج تلفزيوني عرضته قناة “اليمن” الفضائية الرسمية في أولى ليالي شهر رمضان ارتياح الكثير من اليمنيين، فقد بثت القناة ولأول مرة فيلماً وثائقياً عن حياة الرئيس إبراهيم الحمدي، ما عد مؤشراً على التغيير الذي حدث في الأداء الإعلامي الرسمي في اليمن، بعد ثورة الاحتجاجات الشعبية السلمية مطلع 2011 .

وتضمن الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان “أعلام صنعوا تاريخ اليمن” عرضاً عن حياة الحمدي منذ طفولته، من خلال استضافة البرنامج عدداً من أقارب وأصدقاء الرئيس الراحل الذين عاشوا معه منذ طفولته وتنقله في عدد من المدن اليمنية، وممن عرفوه خلال مراحل حياته .

وكان الرئيس الحمدي الذي يوصف بـ”محبوب الشعب في اليمن” غيب إعلاميا بعد أن غيب جسدياً منذ اغتياله في 11 أكتوبر 1977 في صنعاء، في جريمة بشعة ما زالت غامضة التفاصيل، إلا أن الاتهامات بمقتله، من يومها كانت تتجه إلى رأس النظام السابق، وكان الجهاز الإعلامي يحظر نشر أو بث أية مادة إعلامية عن الحمدي طيلة ال 34 سنة الماضية .

عرف عن الرئيس الحمدي الذي تولى السلطة في اليمن الشمالي آنذاك في 13 يونيو 1974 انتهاجه سياسة معادية لمصالح شيوخ القبائل ومحاولة ضرب الولاءات القبلية ومحاربة الفساد وإنهاء الفوضى السياسية، ما أحدث تغييرا ملحوظاً في حياة اليمنيين، بعض شواه دها باقية حتى الآن، إلا أن “اغتياله حطم حلم اليمنيين في التطور والخروج من التخلف”، كما يقول أنصاره ومحبوه الذين يؤكدون أن عهده شهد نهضة ثقافية واقتصادية استطاعت إخراج البلاد من موروثات الحكم الإمامي بصورة ملموسة .

وجاءت عملية اغتيال الحمدي وأخيه عبدالله في 11 أكتوبر 1977 عشية سفره إلى الشطر الجنوبي من اليمن حينذاك “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” لإعلان خطوات وحدوية مرتقبة في أول زيارة لرئيس شمالي إلى الجنوب آنذاك .