مواصفات هاتف Galaxy M35 الجديد من سامسونغ دولة عربية تعلن سداد جميع ديونها إلى صندوق النقد الدولي موسم غير مسبوق.. رقم قياسي يدخل باير ليفركوزن تاريخ الدوري الألماني أول تعليق من البنك المركزي حول خروج مبالغ مالية عبر مطار عدن دون علم البنك بها الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية في عدد من المحافظات خلال الـ 24 ساعة القادمة حماس تعلن استعادة قوتها في كل ميادين المواجهة بغزة - قيادي بارز في حماس يتحدث عن فرصة تاريخية للقضاء الكيان الصهيوني كتائب القسام تبث مشاهد لاستهداف طائرة أباتشي.. وأبو عبيدة يوجه رسالة سخرية لـ نتنياهو إسرائيل تنتقم من علماء واكاديميي غزة .. الجيش الإسرائيلي يقتل أكثر من 100 عالم وأكاديمي القيادة المركزية الأمريكية تصدر بياناً بشأن حادثة استهداف سفينة النفط غربي الحديدة صاروخ يستهدف ناقلة نفط غربي الحديدة
بشير نبيل عبد الله الشرعبي (24 عاما)، شاب من محافظة تعز، منطقة بني شعب شرعب السلام، التحق بالتجنيد عقب تخرجه من كلية الآداب قسم الجغرافيا، وعندما اندلعت شرارة الثورة ترك الجندية والتحق بساحة الحرية بتعز، ثم فكر بالسفر إلى ساحة التغيير بصنعاء، وأصر على ذلك لأنها الأقرب إلى إسقاط النظام والأقرب إلى قلبه.
وفي مسيرة الفاتحة، خرج بشير في أول مسيرة تصل إلى جولة عصر بصنعاء، وتم إلقاء القبض عليه، واعتقل وسط النيران وقنابل الدخان، مع أربعة من زملائه، وكان برفقتهم طفل لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره.
وضع بشير مع زملائه في سيارة مصفحة، بعد أن تم ربط عيونهم، وانهال الجنود عليهم بالضرب بشكل مباشر بمؤخرات بنادقهم، في الوجه والرقبة، وتم إيصالهم إلى مكان شبه مظلم، وهناك فتحت أربطة أعينهم، أمام شخص يرتدي زي الحرس الجمهوري، كان ينظر إليهم، ويقوم بالبصق في وجوههم، مع مجموعة من أخرى من المعتقلين السابقين.
انهال عليهم ذلك الضابط بالضرب والركل واللطم، ثم سحب بشير إلى مكان منفرد في هنجر للسيارات، لم يكن فيه أي شيء سوى مولد كهربائي قديم، وكان المكان مظلما، ولا تدخل إليه الشمس سوى من ثقب صغير، وهناك تم ربط قدميه وعلق من رجليه، ثم ترك لشخص كلف بتعذيبه، وهو رجل ملثم وبيده سيخ من حديد، كان قد تحول إلى اللون الأحمر من شدة الحرارة، حيث أخذ يطرح ذلك السيخ في جسد بشير حتى فقد الوعي.
في اليوم التالي فعل به مثل اليوم الأول، وفي اليوم الثالث قرب إلى النار، وهدد بالحرق، غير أن السجان تراجع فجأة، وعندما أفاق بشير من غيبوبته كان قد تبرز على ملابسه، من هول ما تعرض له.
وخلال فترة اعتقاله كان الأكل الذي يعطى له ملوثا ونادرا، وكانت رائحة بشير الكريهة في صالحه لأنها تسببت في ابتعاد الشخص المكلف بتعذيبه عنه.
كان لا يعرف الوقت ولا الليل من النهار سوى عندما يسمع طابور الصباح للجنود، كما تعرض للتعذيب بالكهرباء والماء والحديد، وكلما كان بشير يصيح أو يطلب الماء والأكل كان السجان يزيد في تعذيبه.
هكذا استمرت المعاناة لبشير حوالي شهر ونصف، ولم يعرف كيف خرج ولا كيف وصل إلى المستشفى الأهلي، شخص مجهول أوصله إلى المستشفى الميداني بعد أن رمي وهو مغي عليه بأحد الأزقة.
أصبح بشير يعاني من اضطرابات في النشاط الكهربائي للدماغ بسبب التعذيب بالكهرباء، وليده أيضا انحناءات في الظهر والرقبة والرجل بسبب الربط والتعليق، وتصلب في الأعصاب ما أثر على دماغه.
ظل شهرا كاملا في المستشفى لعلاج حالته النفسية وتشوهات جلدية، وكل ذلك كان من أجل شهيد في جمعة الكرامة سقط بين يدي بشير مضرجا بدمائه فأقسم بشير حينها بأن يواصل المشوار.
لا زال بشير مشوه الجلد ودماغه متذبذب كهربائياً يعاني الألم دون أن يلتفت إليه، متسائلا: من المسئول عن ملف جرحى الثورة؟