على الغام التركة الثقيلة التي خلفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تبدأ الأسبوع المقبل أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في محاولة من الرئيس عبد ربه منصور هادي لنزع فتيل صراعات داخلية تجمع بين النزعات الانفصالية والمذهبية والمناطقية السياسية التي تتحكم بأمور الدولة منذ وصول صالح الى السلطة قبل 33 عاما. ومن المنتظر ان يقف مؤتمر الحوار الوطني أمام نتائج حرب 1994 التي شنها الرئيس السابق على الجنوب والتي كانت سببا في بروز الدعوات الانفصالية بعد تسريح عشرات الآلاف من الموظفين الجنوبيين من أعمالهم في الجيش والامن وفي الإدارة المدنية.

وقال مصدر مسؤول انه من المنتظر أن تعقد اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل أول اجتماع لها منتصف الأسبوع المقبل وفقا للقرار الجمهوري الذي تأسست بموجبه والذي حدد لها عشرة أيام للانعقاد، حيث ستنتخب اللجنة في أول اجتماع لها رئيساً ونائباً أول ونائباً ثاني. ومع وجود اكثر من تيار يتبنى القضية الجنوبية ويطرح خيار الفيدرالية واخر يطرح خيار الانفصال وتيار ثالث يقوده حزب الاصلاح الإسلامي، اكبر الأحزاب في البلاد، لايؤيد صراحة الخيارين، تبدو مهمة هادي، الجنوبي، صعبة ومعقدة لتقريب وجهات النظر الثلاث والتوفيق بينها وبين القوى السياسية والقبلية قي الشمال التي لا تزال تنظر بعين الريبة لأطروحات الجنوبيين.

حرب صعدة

وفي الاتجاه الأخر، يواجه الحوار الوطني مخلفات اعوام من الحرب في صعدة مع جماعة بدر الدين الحوثي وهي الجماعة التي باتت تسيطر منذ اعوام على المحافظة وتحكمها الى جانب محافظة الجوف وأجزاء من محافظتي عمران وحجة، وينافسها بقوة حزب الاصلاح ويتهمها بالسعي لإقامة إمارة في الشمال بدعم إيراني على غرار تجربة حزب الله في جنوب لبنان، وهو الموقف الذي تتخذه الجماعات السلفية التي خاضت اكثر من حرب مع الحوثيين.

ويقول محللون أن مؤتمر الحوار لابد ان يراعي الجماعات القبلية في الشمال والتي تعتقد ان قيام دولة لا مركزية يستهدف نفوذها في اجهزة الدولة ويقلل من أهمية وجودها في المعادلة السياسية، خاصة وانها تعتبر مساندتها للثورة ضد نظام حكم صالح دليلا على انها أضحت جزء من التركيبة السياسية. وهذا الأمر من شأنه ان يغضب التيارات الحداثية والشبابية التي تقول انها ثارت من اجل بناء دولة مدنية حديثة على انقاض الدولة التي تشكلت من تحالف العسكر والزعماء القبليين.

ثقافة الإقصاء

وقال مستشار الرئيس اليمني عبد الله أحمد غانم أن قرار هادي بتشكيل اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار جاء مستجيباً للمهام التي طرحتها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والمتعلقة بأهم مرحلة من مراحل تطبيق المبادرة في المرحلة الثانية ألا وهي انعقاد الحوار الوطني الشامل وأضاف :« نظراً لأن اللجنة فنية فلم يكن مطلوباً أن تكون موسعة أو أن تشترك فيها كل المكونات لان المشاركة الواسعة ستكون متاحة حينما ينعقد المؤتمر الوطني للحوار الذي ستشترك فيه جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية بدون استثناء كما ستشترك فيه كافة المكونات ومنظمات المجتمع المدني وعدد كبير من الشخصيات الوطنية والاجتماعية وهو الأكثر أهمية من المشاركة في اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار». مقتل مسؤول

قتل أمس مسؤول بارز في الشرطة بمدينة عدن مصرعه اثر انفجار استهدف سيارة كان ينتوي ركوبها . وقالت الشرطة ان العقيد عبدالله الموزعي وهو قائد للمنطقة السادسة بأمن عدن لقس مصرعه اثر انفجار عبوة ناسفة زرعت بداخل سيارته المتوقفة أمام منزله بحي القاهرة بمديرية الشيخ عثمان.

وبحسب المصدر، فان السيارة انفجرت فور قيام العقيد بفتح الباب حيث نقل بعد ذلك إلى المستشفى لكنه توفي لاحق , وتعرض الموزعي خلال الأشهر الماضية لاكثر من خمس عمليات اغتيال فاشلة كان اخرها تلك التي تعرض فيها الى هجوم مسلح في الخامس من مارس الماضي.