آخر الاخبار

تعرف على تفاصيل أحدث فضيحة حوثية أشعلت موجات عاصفة من السخرية - وثيقة لمساعدة ذويهم في حل أسئلة الامتحانات..  الحوثي ينشر 43 ألف من عناصره لانجاح مهام الغش في أكثر من 4 آلاف مركز امتحاني الأطباء يكشفون عن علامة خطيرة وواضحة تشير لسرطان القولون! الأمم المتحدة تفجر خبرا مقلقا : غزة تحتاج 16 سنة لإعادة بناء منزلها المهدمة شركة يسرائيل تفقد ثقة اليهود: رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب تبكي المسافرين وتثير هلعهم عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية

صحافة أجنبية : الأزمة السورية... وفتور الاستجابة الأوروبية

السبت 09 يونيو-حزيران 2012 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - الاتحاد الإماراتية:مايكل بيرنباوم
عدد القراءات 2617

خلافاً للأصوات الأوروبية العالية والمتحمسة التي دفعت في السنة الماضية حلف شمال الأطلسي للتدخل عسكرياً في ليبيا، خفتت اليوم تلك الأصوات لتلزم الصمت فيما يتعلق بسوريا. ومع أنه يُتوقع من فرنسا وألمانيا، حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى البلدين على تبني تدابير صارمة تجاه النظام السوري، تبقى الأزمة الاقتصادية المستفحلة التي تواجهها الدول الأوروبية في هذه اللحظة، بالإضافة إلى تداعياتها السياسية، حائلاً دون قيام القادة الأوروبيين بدور فاعل لحشد التأييد الدولي ضد النظام في دمشق.

وفيما اضطلع القادة الأوروبيون بدور فعال في الأزمة الليبية ودفعوا إدارة أوباما للانخراط عسكرياً في الجهد الدولي ضد القذافي، نجدهم اليوم أكثر تقيداً بالخط العام الذي ما زال متحفظاً تجاه التدخل في سوريا.

كما أن الأوروبيين في هذه المرحلة منشغلون أكثر بمشاكل عملتهم الموحدة والأخطار الاقتصادية المترتبة على أزمة الديون، وهو ما يترك المعارضة السورية المنقسمة على نفسها وغير المنظمة دون شريك غربي ملتزم بالمساعدة في الإطاحة بنظام الأسد، الأمر الذي يصعب من مأموريتها في حشد التأييد الدولي ويحد من فاعليتها على الساحة الدولية. هذا حتى بعد التصعيد الأخير للعنف من قبل قوات الأسد التي ارتكبت مجزرة رهيبة في بلدة الحولة أسفرت عن مقتل أزيد من مئة شخص أغلبهم من الأطفال والنساء.

ولم يبقَ أمام المعارضة السورية، بعد أكثر من سنة على اندلاع الانتفاضة ضد نظام الأسد وسقوط أكثر من 10 آلاف شخص حسب تقديرات الأمم المتحدة، سوى التعبير عن إحباطها إزاء ما تعتبره تخاذلاً دولياً. ولكن المسؤولين الغربيين على ضفتي الأطلسي يقولون إن الحالة السورية أكثر تعقيداً مما كانت عليه ليبيا، كما يتساءل العديد منهم عن جدوى التدخل العسكري وقدرته على حل الأزمة. وبعد سؤاله يوم الخميس الماضي عما إذا كان يتصور سيناريو تقوم فيه الولايات المتحدة بالتدخل العسكري في سوريا دون ترخيص من الأمم المتحدة رد وزير الدفاع الأميركي، ليون بانتيا، قائلاً "لا، لا أتصور ذلك، لأن وزير الدفاع يُفترض فيه قبل نشر قواتنا في مكان ما ووضع رجالنا ونسائنا في طريق الخطر أن يعرف أولاً مهمتنا والمطلوب منا، كما يجب أن يكون لدينا الدعم الكافي لإنجاح تلك المهمة".

وفي نفس السياق قالت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، خلال زيارتها للدنمارك، وهي التي اشتركت في الحملة ضد القذافي خلال السنة الماضية: "نحن لسنا قريبين حتى من تشكيل أي تحالف من أي نوع عدا التخفيف من آلام الشعب السوري". وأضافت كلينتون في تفسير الحذر الذي أبدته الولايات المتحدة إزاء الموضوع السوري أن ذلك راجع لعدة أسباب، فخلافاً لليبيا لا توجد في سوريا معارضة موحدة يمكن الوقوف وراءها، كما أن الثوار الذين يحاربون هناك لا يسيطرون على مساحات واسعة من الأرض، هذا بالإضافة إلى تفوق القدرات العسكرية السورية مقارنة بما كان عليه الجيش الليبي.

والأهم من ذلك أن الجامعة العربية لم تطالب بعد بتدخل عسكري في سوريا على غرار ما فعلت في ليبيا، ناهيك عن احتمال اندلاع الحرب الأهلية التي لن توفر الدول المجاورة.

وفي الوقت الذي يردد فيه الأوروبيون هذه الصعوبات يبقى الانشغال الأساسي بالنسبة لهم كامناً من معرفتهم أنهم لا يستطيعون القيام بالشيء الكثير عسكرياً دون مساعدة أميركية لتدمير مضادات الطائرات السورية، وتوفير طائرات لتزويد الوقود في الجو، بالإضافة إلى قدرات الاستطلاع الأميركية.

وفي مارس 2011 عمد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى عقد اجتماعات ليلية لإقناع الولايات المتحدة بالمشاركة في الحملة الجوية على ليبيا وحماية المدنيين في بنغازي من كتائب القذافي الزاحفة عليها، وبعد عام على التدخل في ليبيا قتل القذافي وخرج ساركوزي نفسه من السلطة ومعه رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، بسبب الاضطرابات السياسية في أوروبا.

وعن الوضع الأوروبي المختلف اليوم يقول "توماس فلاسيك"، مدير السياسة الخارجية والدفاع بمركز الإصلاح الأوروبي بلندن إن "الأجواء الأوروبية حالياً مختلفة عما كانت عليه أثناء الحملة العسكرية على ليبيا، فعلى رغم وجود الأزمة في 2011 عندما بدأ قصف قوات القذافي، إلا أنه كان هناك شعور بالقدرة على تجاوزها، ولكن اليوم تعمقت الأزمة المالية وتراجعت الثقة في القدرة على تجاوزها". كما أن التغيرات السياسية في أوروبا لعبت دوراً في خفوت صوت الأوروبيين بشأن سوريا، فقبل عام قاد ساركوزي جهود إقناع أميركا بالمشاركة في الحملة الجوية على ليبيا، فيما اليوم يبدو الرئيس الجديد، فرانسوا هولاند، أقل تحمساً للانخراط في تدخل عسكري بسوريا، هذا في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، مشاكل داخلية تتعلق بفشل خطط التقشف من جهة والفضائح الإعلامية التي تلاحقه من جهة أخرى.

وفي هذا السياق يقول "شاشانك جوشي"، الباحث بمعهد الخدمات الملكية المتحدة بلندن "لا يوجد على الإطلاق مدافع قوي عن سوريا في الساحة الدولية، فمارس من السنة الماضية الذي شهد انطلاق الحملة ضد القذافي كان وقتاً مثالياً بامتياز مع وجود ساركوزي وكاميرون واستعدادهما لتحمل المسؤولية ونقل القضية إلى البيت الأبيض، والسبب أنه لم يكن لديهم نفس المشاكل المحلية التي يعاني منها الأوروبيون اليوم".

ومع أن ألمانيا المعروفة بمواقفها المتحفظة تجاه التدخلات العسكرية من أي نوع لم تشارك في الحملة على ليبيا خلال السنة الماضية، إلا أنها تبدو اليوم مستعدة أكثر من غيرها للتحدث إلى بوتين وإقناعه بتغيير مواقفه تجاه النظام في دمشق.

*ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة