امريكا عاجزة عن وقف نفوذ طهران بعد ان ساهمت بتعزيزه. سناتور يدعو بوش لخطة شاملة لكل المنطقة تحمي آبار النفط

الأربعاء 31 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس لندن ـ بيروت ـ القدس العربي
عدد القراءات 5590

تتابع الاوساط السياسية عن كثب النشاط الدبلوماسي السعودي علي اكثر من جبهة عربية، خاصة اللبنانية والفلسطينية والعراقية.

وفي حين يري بعض المراقبين ان الدبلوماسية السعودية تتحرك لملء الفراغ اثر تراجع الدور المصري، يري آخرون ان الرياض بدأت تقوم بدورها لمواجهة توسع النفوذ الايراني في الشرق الاوسط.

ويقول خبير بشؤون الشرق الاوسط لـ القدس العربي ان السعودية بدأت بالتحرك بضغط امريكي بعد فوات الاوان، فالنفوذ الايراني اصبح الآن متجذرا في العراق ولبنان، وله تأثير كبير في فلسطين، وعلاقات استراتيجية وطيدة مع سورية. واضاف الخبير رافضا كشف اسمه ان القدرة العسكرية الكبيرة في ايران تشكل مصدر تحييد كبير لدول الخليج الصغيرة .

ويتابع المراقبون تطورات المحادثات السعودية ـ الايرانية لحل الأزمة في لبنان، ولاحظ المراقبون التهدئة في خطاب زعيم حزب الله حسن نصرالله في ذكري عاشوراء يوم امس، كما لاحظوا ترحيب الحكومة اللبنانية بدعوة نصرالله لايجاد حل سياسي، ولم يستبعد المراقبون ان يكون ذلك نتيجة المشاورات بين مسؤول الامن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان، ورئيس المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني. لكن صحيفة نيويورك تايمز الامريكية نقلت امس عن مراقبين قولهم ان نجاح الجهود الايرانية ـ السعودية سيكون قصير الأمد، لان سورية ستواصل تأثيرها علي حزب الله اللبناني.

ويلوم محللون في السعودية ومنطقة الخليج امريكا التي اسهمت في تعزيز قوة ايران، فقد اشارت صحيفة واشنطن بوست الي ان الكويت رفضت نهاية العام ارسال مستشارين عسكريين الي مناورة بحرية امريكية في منطقة الخليج خشية اغضاب ايران.

وتقول الصحيفة ان الفراغ الذي احدثته امريكا بالاطاحة بنظامين عدوين لايران في افغانستان والعراق، اعطي ايران شعورا بالقوة التي تشبه الفورة الحماسية التي رافقت الاطاحة بنظام شاه ايران عام 1979. ونقلت عن صحافي سعودي قوله ان اللوم يجب ان يلقي علي امريكا التي ساعدت بصعود ايران في المنطقة . ونقلت عن باحث قوله انه بعد كل هذا الاستثمار الامريكي في الديمقراطية، الغرب يخسر وايران تربح.

ومن هنا بدأت واشنطن حملة دبلوماسية لمواجهة التأثير الايراني، حيث دافع بوش عن قراره الذي سمح فيه لقواته باستهداف عملاء ايران في العراق، واكد نائبه، ديك تشيني ان نشر حاملة الطائرات الامريكية في الخليج رسالة الي ايران ان امريكا هنا لتبقي، فيما قال جون نيغروبونتي، وزير الامن الوطني السابق، ان تأثير ايران في المنطقة يتزايد اكبر من تهديدها النووي. ويقول باحث في جامعة الكويت، ان الايرانيين لديهم اجندة واضحة وعندما يلاحظون ضعفا امريكيا يقومون باستغلاله. وعكس النائب الجمهوري عن ولاية انديانا، ريتشارد لوغار المخاوف في المنطقة في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز ، حيث قال ان العمل العسكري في العراق لا يمكن تفسيره من خلال منطق النصر والهزيمة، ولا من خلال اهداف محددة للعملية في العراق، ودعا الي تشكيل الاستراتيجية الامريكية الجديدة لتشمل ما بعد تأمين بغداد، حيث قال ان الاستراتيجية هي جزء من اعادة رسم وتشكيل الشرق الاوسط الذي بدأ بغزو العراق. واكد لوغار ان في مركز اعادة تشكيل المنطقة هي ايران، التي ظهرت بعد الغزو كمستفيد وحيد واوحد. وقال ان امريكا عبدت الطريق لوصول حكومة شيعية اكثر قربا ودفئا من ايران.

واشار الي ان عوائد النفط جعلت ايران قادرة علي التدخل في العراق ودعم حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي. ولكن النائب يعتقد ان البندول الآن بدأ يتحرك ضد ايران، خاصة بعد ان اظهرت الدول الحليفة لامريكا مخاوف من تزايد التأثير الايراني. وقال ان هذا يجب ان يكون نافذة فرص امام تعزيز وتمتين استراتيجية اوسع. فمع بداية تطبيق استراتيجية بوش، التقدم للامام في بغداد، يجب ان تأخذ الاستراتيجية بعين الاعتبار اعادة نشر الجنود الامريكيين في المنطقة، لحماية آبار النفط، واستهداف ملاجئ الارهابيين، والتصدي للنزعة الانتهازية الايرانية، والعمل كحاجز بين النزعات الطائفية في المنطقة. وقال ان امريكا لديها القدرة علي تزويد قوات للقواعد خارج المناطق السكانية في العراق. ودعا واشنطن للعمل مع حلفائها العرب لتشجيعهم علي لعب دور في المصالحة الوطنية العراقية، وايقاف ارتفاع اسعار النفط، ودق اسفين بين سورية وايران، والعمل كجبهة واحدة ضد الارهاب.

ولاحظت صحيفة معاريف امس ان النهج الجديد للرئيس بوش تجاه ايران وسورية يرفض تقرير بيكر ـ هاملتون الذي أوصي بأن تشرع امريكا بحوار مع الدولتين. وتتوقع معاريف او كما قال كاتبها يونتان روزنبلوم تصلي لان يضرب بوش البرنامج النووي الايراني ضربة حاسمة قبل نهاية ولايته .

وقالت الصحيفة اذا لم يفعل بوش، فلن يكون مفر أمام اسرائيل إلا محاولة عمل ذلك بنفسها .

وبالنسبة للكاتب فان ضرب ايران امر حتمي والسؤال هو: هل ستأتي المبادرة من اسرائيل أم من الولايات المتحدة؟