آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

العواضي: الرئيس قال لطارق( أسعفوا الناس.. بلغ القوات لا تضرب أنا بخير)

الخميس 03 مايو 2012 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس –خاص
عدد القراءات 22988

كشف القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم سابقا، ياسر العواضي- عن الكثير من التفاصيل الجديدة والمثيرة حول الانفجار الذي وقع بجامع النهدين بدار الرئاسة وأصيب فيه بكسور في قدمه وجروح أخرى بجسده، ضمن ضحايا ذلك الانفجار الذي قال أنه حول المسجد الى "خرابة معتمة".

وأشار العواضي - عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، في مقال له نشره مأرب برس - إلى أنه كان أول من استطاع الخروج من الجامع عقب الانفجار الاول الذي وقع أمام الفتحة التي خلفها في الجامع، فيما كان الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الشخص الخامس الذي خرج من داخل المسجد "محمولاً على أيدي أربعة أشخاص من قوة التدخل السريع،ومعه إبن اخيه طارق محمد قائد حرسه الخاص الذي قال أن "الدماء كانت تسيل على وجهه ويده، وهو ينادي أفراد الخرس الذي مازالوا بخير ويأمرهم بأن يسعفوا مسؤولين الدولة والجرحى ويقول لهم (هاتوا السيارات بسرعة تحركوا لإسعاف المسؤولين والجرحى)".

وأشاد العواضي "بدور الحرس الخاص وقتها ومابذلوه من جهود كبيرة، في اسعاف الجرحى رغم اصابة بعضهم، واصفا حركتهم بانها كانت "أشبه بخلية نحل لعملية الإخلاء"، وقال أنه أستوقفهم وهم يحملون الرئيس عند أسفل درجة من درج باب المسجد للئطمئنان على حالته، في وقت قال ان ملابسه "كانت ممزقه وكان يرتدي بدلة بدون كرفته وكان هناك شيء مغروس في عنقه قطعة خشب ودمه ينزف من قريب عظمة الترقوة". وبينما أشار إلى انه "لم يركز على بقية جسده، إلا أنه كان مصاب بأضرار بالغة، وسألته هل تسمعني يافندم، فسمعته يقول لطارق (إسعفوا الناس ياطارق ولاتردوا بلغ القوات لاتضرب شيء ولاترد بأي شيء أنا بخير أنا بخير).

وأوضح العواضي في  مقاله الوصفي لماعاشها وشاهدها من تفاصيل الاحداث الدامية التي توالت بعد الانفجار الاول بالجامع الذي كان اول المغادرين منه، ان رئيس مجلس الشورى السابق، الشهيد عبدالعزيز عبدالغني كان ثاني شخصا يتمكن من الخروج من الجامع، ثم تلاه رئيس الوزراء السابق علي محمد مجور كثالث الخارجين ، فيما خرج رابعا، وزير الادارة المحلية السابق رشاد العليمي زحفا على ظهره نتيجة اصابة أطرافه في ذلك الانفجار الذي أعقبه انفجار ثان في جنوب المسجد وخلفهم تماما- حسب قوله.

وأكد انه رأى أثنان من الاشخاص، وهم يأخذوا الرئيس السابق محمولاً من يديه، فيما إثنين أخرين من رجليه وكأنه كان على كرسي، وأدخلوه في سيارة نوع "لكزس" لون رصاصي وكانت خلفها سيارة حبة طربال لونها بيج وأخرجوه من هناك.- وفق تأكيده.فيما أشار إلى ان إبن الدكتور/علي مجور وحراسته "أخذوه في إحدى سيارات الرئاسة"، فيما اخذوه "والشهيد/عبدالعزيز عبدالغني"، في سيارة أخرى من سيارات الرئاسة، دون ان يعرف مصير الآخرين.

وقال:" وعندما تجاوزنا السور الأول للرئاسة حيث تقف سيارات الضيوف أستوقفت السائق وقلت له ناد على مرافقي ياسر العواضي وعبدالعزيز عبدالغني بأن يلحقوا بنا، وفعلاً خرجنا من دار الرئاسة وتبعونا المرافقين ومررنا بالسائلة متجهين الى مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي وسمعنا إطلاق رصاص أثناء مرورنا بالسائلة وأعتقد أنه كان البديل الثالث في خطة التصفية كما أظن"- حسب قوله.

مشيرا إلة تعرض موكب الرئيس الذي لم يكن فيه، بعد الانفجار، إلى اطلاق نار، غير أنه كان قد سبق ذلك الموكب، في السيارة اللكزس، قبل أن يصل هو وعبدالغني الى مستشفى مجمع الدفاع بالعرضي، ويتم ادخالهما إلى صالة الاستقبال حيث وجد الرئيس السابق هناك "فوق كرسي وقد أغمي عليه ومعه حراسته".ويتذكر العواضي منهم- كمايقول - طارق إبن أخوه الرئيس فيما لم يكن هناك أي أحد من الأطباء في المستشفى، الذي قال ان طارق كان يتصل بإدارة المستشفى لتتابع الأطباء للحضور، قبل يقرر هو الخروج من هناك والذهاب الى مستشفى 48 بنصيحة طارق، الذي قال انه سمعه يقول للمرافقين حينها (شلوهم 48 مابش هنا دكاترة) في اشارة اليه وعبدالغني اللذان كانا قد وصلا الى المستشفى.

واشار إلى أنه وبعد قراراه الخروج من المستشفى التفت "وألقى نظرة أخيرة على الرئيس وهو مغمي عليه على كرسي بثياب ممزقه ودمائه جارية وجراحة بالغة وتلك الشظية الخشبية مازالت مغروسة في رقبته"، وفق تأكيده، مضيفاً:" فشعرت بحسرة بالغة لم أشعر بها من قبل".

وأكد العواضي-عضو مجلس النواب عن حزب المؤتمر أن جسد رئيس مجلس الشورى الراحل عبدالعزيز عبدالغني، الذي خرج بعده من الجامع كان محترقا بالكامل، فيما كان منظر جسم "علي محمد مجور - رئيس الوزراء السابق- متُفحما تماماً وملابسه قد تمزقت من أماكن الخياط كماهو حال ملابس الجميع التي قال أنها :"ظهرت وكأن هناك مقص قد قام بقصها بإحكام من أماكن الخياط، فيما استغرب من انها لم تكن محترقة رغم ان الاجساد لم تسلم من الحريق".

واوضح العواضي أنه استطاع بعد خروجه من الجامع أن ينزل أربع أو خمس درجات من سلالم باب الجامع، متكئاً على "عكاز" من خشب الديكور المتساقط من سقفه جراء الانفجار،وأنه جلس بعدها" على رصيف من الأسمنت بالقرب من الباب الذي خرج منه وجلس ينادي بأعلى صوته لمن يأتي ليسعفهم إلا أن أحدا لايوجد لحظتها.

واكد انه اخرج جنبيته بغية قطع قدمه املا في التخلص من الالم الذي قال انه اعاقه من اسعاف الجرحى المستعينين به، إلا ان احدا ضباط القوة الخاصة منعه من فعل ذلك واعاد جنبيته الى خفقها، قبل ان يسمع صوت الانفجار الثاني، الذي قال أنه سأل عنه " وقيل له فيما بعد بأنه إنفجار في الحهة الجنوبية من المسجد عند خزانات الغاز والوقود" وانه "قد كان البديل الثاني في حال فشل البديل الأول". مؤكدا على ان جميع من في دار الرئاسة، سينتهي في حال ما أنفجرت خزانات الوقود لأن الحجم الكبير لهذه الخزانات كان كفيل بذلك إلا أن سماكة حديدها حال دون إنفجارها" وفق تاكيده.

واشار العواضي إلى انه وعلي مجور والراعي والعليمي وبن دغر وآخرين كانوا ينصحون صالح، منذ اسبوعين قبل الحادث بأن لا يذهب إلى السبعين، معللا ذلك لوجود شكوك لديهم :"في أن منصة السبعين ربما تُستهدف بصاروخ أو قذيفة من أي منطقة أو عمارة مجاورة وخصوصاً والأزمة كانت ماتزال في ذروتها.

وأوضح ان الرئيس كان لحظة الانفجار "أمام المحراب تماماً في مكانه الدائم للصلاة وكان إلى جواره من اليسار يحيى الراعي الذي أستبدل مكانه بمكان المرحوم الشهيد/ عبدالعزيز عبدالغني ليصبح الأستاذ عبدالعزيز على يسار الرئيس مباشرة ومن ثم بالتوالي يحيى الراعي - رشاد العليمي - أنا - عبده بورجي - أحمد عبدالرحمن الأكوع، وكان على يمين الرئيس بالتتابع د/ مجور – صادق أبورأس – نعمان دويد ولا أتذكرمواقع الآخرين بعدهم".

مشيرا إلى أن توقيت "الانفجار الارهابي الغادر "كان والجميع "في طريقهم للركوع .وفي لحظة كان هو فيها أمام تلك الفتحة تماماً التي أحدثها الإنفجار في جدار المسجد الأمامي، وقال :"فسمعت في أذني لحظتها صوت يشبه صوت الجرس (صن) أوتلك الأصوات التي تصدر عند إصطدام حديد بحديد أو معدن بحجر. من ثم صوت أخر أضخم (طن) الذي يصدر عن الإنفجارات، في تلك اللحظة غمرني شعور بالسعادة رغم أني لا أحب الموت لكن سعادتي كانت تلك اللحظة من أني سوف أموت وأنا أصلي لله، وعندها كنت مؤمناً بأن ساعة الموت قد حانت".

وتابع :"فأسرعت للسجود لكي أموت وأنا ساجد، ولحظتها لم يكن في مخيلتي سوى صور تتزاحم للجنة ومروجها الخضراء والأبتسامة ولوالدتي وأخواني وإبني رامي وبقية أولادي الصغار".

واضاف: :كنت متأكداً بأن الإبتسامة لم تفارق محياي في تلك اللحظات وبعد مايقرب من خمس إلى عشر ثواني لا أستطيع أن أحصيها بالضبط كنت مازلت أشعر ببعض أعضاء جسمي تتحرك ولم أشعر بسكرات الموت التي كانت مرسومة في مخيلتي فحاولت أن أقف ولم أكن أعرف أن رجلي اليمنى قد أنكسرت. فما أن حاولت الوقوف حتى وقعت على الأرض على جنبي الأيمن وإذا بي اشاهد دخان أسود ونار ملتهبة في شكل دائرة فوق رأسي بإرتفاع حوالي متر يزيد أو ينقص قليلاً، ولكن ما أتذكره جيداً فقد كان لهب أحمر على شكل دائرة وفي الوسط كان لونه أقرب إلى الأزرق وله صوت شبيه بفحيح الأفاعي العملاقه التي نشاهدها في الأفلام".

وأشار البرلماني ياسر العواضي مقاله بالاشارة إلى أنه توجه يوم الحادث إلى دار الرئاسة، بدون موعد مسبق وفي وقت متأخر قليلاً عن الوقت المعتاد لذهابه للصلاة،بعد ان أقنعه أحدهم بضرورة التوسط لدى الرئيس لاقناعه باكتفاء لجنة الوساطة الخاصة بوقف الحرب الجارية مع اولاد الشيخ الاحمر بتوقيع حمير لعدم تمكنهم من الوصول الى حميد الذي اشترط صالح توقيعه ونجله صادق على التزام باخلاء المؤسسات الحكومية وعدم العودة اليها، كشرط لوقف اطلاق النار.

وقال الشيخ العواضي"أن الضابط الشهيد القاسمي رحمة الله عليه" قد استقبله وذهب معه مشياً على الأقدام من مكتب الأمن بدار الرئاسة الى المسجد الذي راى حوله "مجموعة من ضباط وأفراد الحراسة يقفون بصمت وثبات، كأن على رؤوسهم الطير وفي مشهد أشبه بمشهد درامي صامت, منوها إلى "أنهم كانوا هكذا كل جمعة يستعدون، ويصابون بالتوتر لأن الرئيس يتحرك بعد الصلاة الى ميدان السبعين ويكون الحرس مستنفرين ومتوترين من شدة التركيز على حراسته هناك خصوصاً والأزمة تتفاقم، والقتال في صنعاء كان في ذروته.اضافة الى انهم صامتون للاستماع لخطبة الجمعة"- وفق توصيفه.

واختتم العواضي مقاله الوصفي، بالتاكيد على ان مشهد ذلك اليوم كان "أفظع من أن يوصف"، منوها إلى أن ما اوردها من تفاصيل في مقاله هذا "هو كل ما أستطاع إستحضاره من ذلك الحادث المروع في ذلك اليوم المشؤوم"، مؤكدا انه قد سعى لمراعاة " أن أكون واصفاً لما حدث بشكل متجرد قدر الإمكان وبقدر ما تسعفني به إمكانياتي المتواضعة في الكتابة على ذلك".

للاطلاع على نص المقال تتبع هذا الرابط

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن