فورين بوليسي : ملك السعودية القادم من وجهة نظر أمريكية - الجزء الاول

الأربعاء 11 إبريل-نيسان 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 11770
 
  

المصدر : فورين بوليسي

ترجمة : مهدي الحسني

الكاتب : سيمون هندرسون

إفراد الأسرة الحاكمة في السعودية يموتون (بسبب تقدم السن). قد تقع على عاتق وزير الدفاع الجديد مهمة قيادة المملكة وسط شرق أوسط ملئ بالاضطرابات

كبار افراد الاسرة المالكة في السعودية يبدو عليهم الضعف مع تقدم السن، و الحديث اليوم في الخليج انه سيكون هناك تغييرين في قيادة المملكة العام القادم و ليس تغيير واحد. و بالرغم انه لا توجد خطة معينة لخلافة الحكم، و ان أقرت فان وزير الدفاع الجديد, الأمير سلمان، يبدو في وضع جيد لاعتلاء العرش

و تشير الأدلة الى ان الاسرة الحاكمة حاليا في السعودية، تقف في محطتها الأخيرة. هذا الاسبوع قام الملك عبدالله الذي يبلغ من العمر 89 عاما، بترأس الاجتماع الاعتيادي لمجلس الوزراء من موقع المراقبة في قصره بدلا من الذهاب الى مبنى المجلس. مسنودا الى كرسيه و خلفه وسادة يسند بها ظهره، بدا الملك منزعجا شخصيا، كما ان الحالة السياسية التي وصل اليها العالم العربي قد تكون أزعجته ايضا. فيحزنه ان يرى سوريا، تلك البلاد التي تربطه بها علاقات أسرية، تمر اليوم بحالة دموية مضطربة، و يثير حنقه ان واشنطن لا تشاركه وجهة نظره تجاه الخطر الذي تمثله ايران .

و خلال يوما او يومين، يعود الى الوطن خليفة العرش السعودي و ولي العهد الامير نايف، الذي يبلغ من العمر 79 عاما، بعد رحلة لأكثر من شهر خارج المملكة. سافر اولا الى المغرب لقضاء الإجازة، ثم غادر خلال اسبوع الى كليفلاند في ولاية اوهايو، لاجراء فحوصات روتينية قبل ان يغادر الى الجزائر. خط سير رحلة كهذه و غياب اي صور فوتوغرافيه له منذ مغادرة كليفلاند، اثأر تكهنات بشان حالته الصحية. و في الاشهر القليلة الماضية اضاف عصا الى غرفة ملابسه و استعاد الانتفاخات السترويدية، منعشا بذلك التكهنات بإصابته بالسرطان، ربما يكون سرطان الدم قد عاد اليه بعد فترة راحة واضحة دامت سنوات عدة

الأمير سلمان الذي يبلغ من العمر 76 عاما يقوم بدور قيادي بشكل متزايد، و قد تمت ترقيته في نوفمبر الماضي الى منصب وزير الدفاع بعد وفاة ولي العهد في ذلك الوقت الأمير سلطان. و امتلأت صفحات الصحف السعودية في الأسابيع الماضية بتقارير و صور الأمير سلمان و هو يزور وحدات عسكرية في انحاء البلاد. و قام سلمان الاسبوع الماضي بزيارة لندن في استعراض للعلاقات العسكرية القوية التي تربط الرياض ببريطانيا، و تأتي مكانة تلك العلاقة من حيث الاهمية مباشرة بعد علاقة التحالف القديمة التي تربط المملكة بالولايات المتحدة الامريكية. ان تجاوز العاصمة الأمريكية قد يكون الغرض منه التشديد على ان الهوس الواضح للبيت الابيض في احداث تغييرات سياسية في الشرق الاوسط، لا يلقى ترحيبا في الرياض

الامير سلمان الذي قضى مدة طويلة حاكما للرياض، كبرى مناطق المملكة، معروف لدى زواره من كبار الشخصيات الدولية. و مع ذلك فان معرفته بالعالم لا تجعل منه شخصية دنيوية على وجه التحديد. و عقب الهجمات الإرهابية على نيويورك و واشنطن في سبتمبر 2001، قال الامير سلمان للسفير الأمريكي، روبرت جوردان، الذي جرى تعيينه للتو في ذلك الحين، قال له ان هجمات الحادي عشر من سبتمبر عبارة عن (مخطط صهيوني). و اضطر ذلك السفير ان يطلب من مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ان يقوموا بزيارة المملكة و يقدموا توضيحا لإقناع أفراد الأسرة المالكة بمن فيهم ولي العهد في ذلك الوقت عبالله و الامير نايف بعكس ذلك. (ذكر جوردان تلك القصة خلال منتدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني للعام 2009) .

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة