باسندوة: المضواحي نموذج لقائد سياسي ضحى برغباته لمصلحة شعبه، علي ناصر: الفقيد عاش مؤمناً بقضيته

الأربعاء 28 مارس - آذار 2012 الساعة 10 مساءً / مأرب برس- خاص
عدد القراءات 8365
 
 

أقامت اللجنة التحضيرية لحفل تأبين فقيد الوطن الكبير الدكتور عبدالقدوس المضواحي القيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري اليوم فعالية تأبينية شهدت حضور رسميا وسياسيا كبيرا.

وقال رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة: " نلتقي اليوم في هذا الحفل التأبيني للفقيد الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي، لنتذكر صديقا عزيزا فقدناه ومناضلا، ونتذكر إنسانا رائعا بلغ في أخلاقه وسلوكياته قمة عليا في النبل والسمو، ونتذكر قائدا سياسيا واضح الرؤية جسور المواقف نادر المثل.. نتذكر كل ذلك لان الذكرى تنفع المؤمنين..".

وأكد باسندوة ان الفقيد المضواحي ظل عصيا على الرضوخ لأساليب الترغيب والترهيب، وظل على الدوام ذلك الثائر المخلص لمبادئه المحب لشعبه المتفاني في خدمة الأهداف العظيمة التي آمن بها.. وقال " لقد ارتبط الراحل بعلاقات وثيقة بالشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي لكنه لم يرهن هذه العلاقة لمنفعة شخصية او لمنصب زائل وظل يعمل هو ورفاقه في الحركة الوطنية اليمنية من اجل وضع السلطة في خدمة الشعب لا في خدمة فرد او عائلة معينة.

ولفت رئيس الوزراء الى ان الالتزام الأخلاقي والسلوكي للدكتور عبد القدوس المضواحي هو الأساس الذي جعله عفيف اللسان نظيف اليد طاهر السريرة.. مبينا ان حبه وإخلاصه لشعبه ووطنه هو الأساس الذي حصنه من الانزلاق الى متاهات الخصومة اللجوجة وتجنب المعارك المفتعلة والهامشية والابتعاد عن استعداء الآخرين لأنهم يخالفونه في وجهة النظر".. وقال" وعلى نفس القاعدة من حب الشعب والإخلاص لمصالحه كان الدكتور عبد القدوس صوتا قويا في الدعوة الى وحدة القوى الوطنية ورص صفوفها في مواجهة الاستبداد والظلم والتخلف ومن اجل بناء وطن يزدهر بالحريات والعدالة والمساواة والتنمية".

وأكد ان الدكتور عبد القدوس المضواحي نموذج فذ من القادة السياسيين الذين وضعوا أهواءهم الذاتية ورغباتهم الشخصية خارج الحسابات والمواقف السياسية واتخذوا من الشعب ومن تحقيق مصالحه هدفا لهم ولم يحيدوا عن هذا الطريق قيد أنملة على الرغم من تعقد الظروف وتزايد المخاطر او تنوع المغريات المعروضة.

وقال باسندوة" أدعوا الشباب في اليمن وفي البلدان العربية لان يتعلموا السياسة من الدكتور عبد القدوس ومن أمثاله السياسيين المفعمين بالصدق والنظافة".

وطن تجسد في رجل

وفي كلمة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري قال سلطان حزام العتواني الأمين العام للتنظيم:" لقد تلقينا معاً بأسى وحزنٍ يتجاوز جغرافيا المكان والذي نجتمع فيه اليوم لرثاء أحد رموز البلاد الوطنية , ونجتمع اليوم علّنا نواسي أنفسنا قبل أهل الفقيد المفجوعين بهذا الرحيل الذي لم يكن مجرد رحيل رجلٍ يتجسد فيه الوطن بل رحيل وطنٍ تجسد في رجل."

واضاف العتواني : ان حزننا اليوم لا ينبع من لحظةٍ تمكنَ فيها الموت من الظفر بالانقضاض خلسةً وعلى حين غفلةٍ من فقيدنا ليسدل الستار ويكتب خاتمةً لتاريخٍ مشرق من النضال , فمن نرثيه اليوم سبق وأن تحدى الموت وهزمه هو ورفاقه من قادة التنظيم في الملحمة الوطنية التي جسدوها في 15أكتوبر 78م حين استشعروا الخطر المحدق بالوطن والمستقبل من قوى التخلف والارتزاق , تلك القوى التي اغتالت مشروع الدولة المدنية الحديثة وقائدها الرئيس الشهيد /إبراهيم الحمدي رحمه الله" .

 وقال:" لقد شاءت الأقدار أن أقف اليوم مؤبناً أخاً كريماً ورفيق درب عزيز على قلبي , وهو ما يضاعف حزني ويزيد ألمي على فراقه. لقد عشنا سنوات نضال بحلوها ومرها ورغم ما حملته تلك السنوات من آلام ومعاناة خصوصاً مع ضراوة الهجمة على كل حامل فكر وعاشق حرية إلا انها حفلت بكل ما هو كفاحي وانساني وتركت بصمات تستحق أن تحكى لتأخذ مكانها في سجل التاريخ."

واشار إلى أن الفقيد احتل مواقع قيادية متقدمة في مرحلتي العمل السري والعلني وشغل موقع الرجل الأول في التنظيم في بعض مراحل مسيرته وكان مثالاً للقيادي القدوة والنموذج المحتذى, الذي يحظى بالحب والاحترام داخل التنظيم وخارجه تقديراً لأدواره النضالية والتضحيات الجسيمة التي قدمها، وهو القائد والثائر الذي تربى على نهج الشهيد عيسى محمد سيف ورفاقه من أبطال الحركة الناصرية في 78م .

وقال ان الفقيد امتاز بسجايا نضالية عظيمة , وسيرته تحكي فصول مشهودة ونقاط ضوء, وعنوان مجدٍ , ستظل تتناقلها الأجيال وتمثل نبراساً لعشاق الحرية وكل التواقين للانعتاق والسائرين على درب النهوض الوطني والقومي.

 واوضح أن الفقيد عاش مع طليعةٍ امتلكت وعياً مبكراً برسالتها , وأدركت حجم التحديات التي واجهت الثورة ومشروعها الوطني , وكان المضواحي رحمه الله مثالاً للطليعي الذي يتقدم الصفوف دفاعاً عن الثورة وقيمها , وعندما انحرف المسار الثوري وارتهن القرار الوطني كان ورفاق دربه الخالدين سباقين في الانتفاض والتمرد على النظام الفردي والاستبدادي يوم 15أكتوبر 78م ومنهم من نال الشهادة , ومنهم من ظل سائراً على نفس الدرب يحمل رسالة الثوار من أجل التغيير ويبشر بالغد الأخضر.

وأضاف أن الاقدار شاءت أن يلتحق "المضواحي" بالرفيق الأعلى وهو يرى قلاع الظلم والاستبداد تتهاوي واحدة تلو الاخرى , وقد أصبح مشروع التغيير الذي ناضل من أجله واقعاً ملموساً يمضي في تحقيق أهدافه العظيمة في القضاء على الحكم الفردي الاستبدادي العصبوي العائلي ويضع اللبنات الاولى على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة".

وقال العتواني "إن عجلة التغيير تحركت ولا يمكن أن تعود للوراء مهما كانت الصعوبات والتحديات , وإن من يحاول إعاقة مسيرة الوفاق الوطني وزرع العراقيل أمام الحكومة واختلاق الفوضى وضرب مقومات الحياة العامة سينكشف أمره وستعريه جماهير شعبنا التي لن تنفض من الساحات إلا بعد تحقيق كامل الأهداف التي خرجت من أجلها ".

 واشار العتواني إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ومعه بقية أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه , وكل مكونات المجلس الوطني لقوى الثورة الشبابية الشعبية السلمية يؤكدون على أهمية سرعة تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة والاسراع في عملية توحيد الجيش وإنهاء الانقسام القائم اليوم ,والبدء الفوري بإعادة هيكلة الجيش وتوحيده تحت مسؤولية وزارة الدفاع , وكذلك إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإخضاعها لسلطة وزارة الداخلية والعمل على توفير الأجواء المناسبة للحوار الوطني.

رجل الحوار الأول

من جانبه اعتبر رئيس الهيئة العليا لأحزاب اللقاء المشترك عبد الوهاب الأنسي رحيل الدكتور عبد القدوس المضواحي خسارة فادحة للحركة الوطنية اليمنية والعمل السياسي بشكل عام ولأحزاب اللقاء المشترك والتنظيم الوحدوي الناصري بشكل خاص , مشيرا إلى أن خسارة الرحيل قد تجاوزت حدود الوطن لتمتد من الماء إلى الماء فلا غرابة أن نسمع صوت الدكتور المضواحي حاضراً في القاهرة وبيروت ودمشق تماماً كحضوره في صنعاء وتعز وعدن والحديدة .

وأضاف الإنسي في كلمته التي ألقاها في حفل التأبين "لقد رحل في لحظة نحن أحوج ما نكون له ولأمثاله من رواد الحركة الوطنية والسياسيين المحنكين الذين قلما تجدهم في الساحة الا انه خلف من بعده جيلا من الشباب الذين يحملون رسالته التي ناضل من اجلها بمسؤولية عالية وهي رسالة الحرية والانعتاق من أنظمة الفساد والاستبداد."

وقال أن ثقافة الحوار التي ظلت صفة ملازمة للفقيد المضواحي وحنكته السياسية التي لازمته طوال مسيرته النضالية جعلته أن يكون رجل الحوار الأول دون أن يماري في ذلك احد , مشيرا إلى أن المضواحي كان سباقا في جمع شمل المعارضة اليمنية منذ إعلان التعددية السياسية التي جاءت مرادفا للوحدة المباركة حيث ساهم في تأسيس التكتل الوطني للمعارضة ومن بعده مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة وصولا إلى صيغة اللقاء المشترك.

وأشار إلى أن ثقافة الحوار التي انتهجها الراحل المضواحي علمتنا كيف ننتصر لحقوقنا المسلوبة والمصادرة وكيف نتعامل مع من نمد له الورد ويمد لنا الموت.

وتابع اننا اليوم نجتمع لتأبين معلماً من معالم الفكر الذين سطروا بمواقفهم الخالدة انصع صفحات التاريخ . 

وأضاف رئيس المشترك" لقد كانت أصداء الرحيل تدوي بكل العواصم التي شعرت بهذا المصاب كون الأمة قد فقدت واحداً من خيرة الرجال الذين جعلوا فلسطين هي قضيتهم الأولى في كفاحهم الطويل ضد قوى الهيمنة."

مناضل آمن بقضيته

وتحدث الرئيس الأسبق علي ناصر محمد في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السفير علي محسن حميد :" لقد عاش أبو إيهاب واهبا وبسخاء وقته وجهده وطاقته الثورية للثورة وللوطن والوحدة والحرية والكرامة وترجمة التعددية السياسية إلى أفعال وقدم في سبيل ذلك أغلى ما يملك.

 وأضاف :" كان عبد القدوس مناضلا مقارعا للسلطة منذ وقت مبكر وعانى من القمع و من التشرد بعد فشل انقلاب 15 اكتوبر 1978 ، وكان ككل المناضلين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبحتمية انتصارها لا يكل ولا يمل وهو يناضل في الخارج كما لو كان يناضل في الداخل، لقد واصل نضاله ودوره الوطني لإنهاء سلطة نهبت ثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة وحولتها إلى كلمات بدون مضمون وأسطوانات مشروخة تسبب الصداع وتشير إلى إفلاس السلطة وخلوها من أي ولاء وطني أو التزام بقضايا المجتمع وتقدمه واستقراره.

 كما تحدث عن مشاركته في ثورة الشباب السلمية ،وقال: " يرحل عنا عبد القدوس وقد أسمعت ثورة الشباب كل من به صمم أن إرادة الشعب لا تقهر، وكنت على علم باتصاله المستمر بالساحة وميادين التغيير والحرية حتى آخر يوم التقيته فيه،كان إيمانه عميقا بانتصار ثورة الشباب الذين عقدوا العزم على التغيير السلمي وواجهوا القمع والسلاح بصدور عارية وكان الفقيد يردد معهم في كل جمعة قبل سفره الاضطراري إلى القاهرة للعلاج من مرض في القلب : "ارحل" و "الشعب يريد تغيير النظام".

 وأوضح أن الراحل لم يكن مهتما بما يخدم الوطن في حقل السياسة فقط بل في مجال من أهم المجالات وهو التعليم ،حيث كان من مؤسسي الجامعة اللبنانية في اليمن وعضوا في مجلس أمنائها،وقال:" لقد ترجم في هذا الصدد ما قاله المناضل الكبير المرحوم الأستاذ أحمد محمد نعمان بأن التعليم هو الطريق إلى تغيير النظام الملكي".

واضاف "كان الوطني عبد القدوس يشعر بقدسية الوحدة اليمنية والعربية والإسلامية وكناصري وقومي عربي مخضرم ورجل فكر معتدل ومنفتح، كان يسير عكس خط سير من تباهى بالوحدة المعمدة بالدم والمغمسة بالضم".

الوفاء قبل الرثاء

وقال عبد الملك المخلافي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في كلمة القاها بإسم اللجنة التحضيرية للتأبين "ان هذه الفعالية تأتي بعد سلسلة من الفعاليات التي أقيمت في عدد من العواصم العربية ووصلت إلى المغتربين اليمنيين في الولايات المتحدة الأمريكية وفاء للرجل ولمواقفه الناصعة على المستوى الوطني والعربي".

وخاطب المخلافي رفيق نضاله الفقيد المضواحي "نم قرير العين فإن شباب الثورة صناع الحلم يواصلون الدرب ويسيرون صوب تحقيق الحلم".

وخاطب المخلافي رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة قائلاً: "الثورة أمانة في عنقك وزملائك من الوزراء من اجل دولة مدنية حديثة ديمقراطية قدمت لأجلها التضحيات".

وفي كلمة أسرة الفقيد قال إيهاب عبد القدوس المضواحي النجل الأكبر للفقيد أن والده علمهم القيم والمبادئ والسلوك السليم ، وكان زاهدا .

الدكتور محمد الظاهري تسآل في كلمة بإسم قوى الثورة قائلا : لماذا نجيد الرثاء ولا نجيد الوفاء..؟ وهل يمكن ان نكرم المناضلين أحياء ونجيد التكريم قبل التأبين..؟

وذكر الدكتور الظاهري مواقف له مع الفقيد منها انه عندما كان طالب دكتورة واثناء اعداده لرسالته التي كانت حول التعددية السياسية وعلاقتها بالقبيلة حين التقى بالمضواحي وقابله في عام 2001 بعد أن خذله قادة الأحزاب ونصحوه بالذهاب الى المكتبات للبحث ، مشيرا إلى أن الفقيد كان شهما معه بمعرفته ونقده لسياسة الحاكم.

من جهته قال الدكتور عبدالكريم دماج في كلمة المجتمع المدني ان رحيل الدكتور عبد القدوس المضواحي مثل فقدان لمقاتل عنيد وشجاع عن القيم والأخلاق، حيث كان مناضلا وطنيا وسياسيا بارزا.

وأضاف دماج قائلا" أن وفائنا للفقيد المضواحي تتطلب منا أن تغدو منظومة المثل الإنسانية الرفيعة التي تمثلها فقيدنا هي المثل السائدة والمرجعية الأسمى في تفكيرنا وسلوكنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا , مؤكد على مواصلة درب نضاله الذي أفنى حياته من اجله وهو درب الحرية والكرامة ودرب الدولة اليمنية الديمقراطية دولة سيادة القانون والمواطنة المتساوية.

استعرض في الحفل فيلم وثائقي عن حياة الفقيد ومراحله النضالية على المستويين الوطني والعربي والإسلامي ، وقصيدتين شعريتين لعبدالرحمن المضواحي وفخر العزب تناولتا مناقب الفقيد ودوره النضالي.

وشهد الحفل توزيع كتاب عن الراحل بعنوان" عبدالقدوس المضواحي حكاية ثورة وأسطورة كفاح" ،تضمن شهادات زملائه ورفاق دربه.

حضر الحفل عدد من الوزراء وقادة العمل السياسي وأعضاء السلك الدبلوماسي وزملاء الفقيد وأقربائه ومحبيه.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن