عقيلة رئيس الوزراء الفلسطيني " لـ" مأرب برس " كلما سمعت الطائرات الصهيونية في أجواء غزة أتوقع أن اسمع نبأ استشهاد زوجي

الخميس 11 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 06 مساءً / مأرب برس / غزة / رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 15381

في الاطار زوجة رئيس الوزراء الفلسطيني هنية وبجوارها ولدها يسكن رئيس الوزراء الفلسطيني اللاجئ ، اسماعيل هنية ، في مخيم الشاطئ لـ اللاجئين الفلسطينيين على بحر غزة ويعيش في منزل متواضع هو وعائلته الكبيرة بناه بيده بعد وفاة والده الذي توفي وهو صغير، وإسماعيل هنية الصغير كان الشقيق الوحيد لثمان شقيقات ، ولا يطالب هنية كما تقول عقيلته " آمال محمد هنية" ، بغير هذا المنزل المتواضع البنيان وستبقى به مؤكدة انه قام ببنائه قبل أن يشكل الحكومة في شهر آذار / مارس من العام الماضي (2006) ، والمنزل مكون من طابقين تقطن هي بالطابق الأول برفقة ابنها البكر " عبد السلام " وزوجته وبقية الأطفال، فيما يقطن ثلاثة أبناء لها متزوجون بالطابق الثاني .

مراسله " مأرب برس" حصلت على تصريحات لزوجة رئيس الوزراء هنية خلال زيارة قامت بها نسوة مهنئات لعقيلة رئيس الوزراء بعد عودتها من أداء مناسك الحج لهذا العام ..

وقالت " آمال محمد هنية" عقيلة رئيس الوزراء ، التي تقاربه بعدد السنين، والتي ولدت عام 1963 بمخيم الشاطئ للاجئين، على بحر غزة: إنها توجت سني عمرها المديد بزيارة البيت العتيق مؤدية مع زوجها رئيس الوزراء الركن الخامس .. وأنها وقفت وراء زوجها إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية العاشرة ودفعته إلى الأمام ليكون قائداًً حزبياً ثم أول رئيس وزراء من حركة إسلامية معارضة في فلسطين 

وارتبطت "آمال هنية " برفيق دربها منذ السادسة عشرة من عمرها، وكان مقارباً لها بالعمر، ولكنها منذ ذاك اليوم كانت الغائبة الحاضرة لم يعرف عنها سوى المقربين والأصدقاء والجيران.. ، تركت تعليمها وهو أكمل مسيرته التعليمية بتمويل من والدها، عمه شقيق لوالده الذي تكفل بالإنفاق عليه كون والد اسماعيل هنية توفي وهو صغير، وإسماعيل الصغير كان الشقيق الوحيد لثمان شقيقات، زوّجه عمه محمد من ثاني اصغر بناته"آمال"، وتكفّل بتمويل دراسته الجامعية حتى نال درجة البكالوريوس باللغة العربية بتقدير جيد جداً، جهّز له عروسه وابتاع لها الذهب وأرسلها إلى بيت الزوجية مع ابن شقيقه الوحيد.

ومنذ أن تزوجت آمال باسماعيل الذي تدعوه بـ" ابو عبد السلام " اعتادت على غيابه الطويل ، فتقول انه عندما كان تلميذاً بالمدرسة كان يلقي بحقيبته المدرسية ويسارع إلى الملعب لممارسة هوايته بلعب كرة القدم، ومن ثم يتناول المشروبات الغازية وبعض السندويتشات مع أقرانه حتى الساعة الثانية فجراً، وعندما التحق بالجامعة تكرر غيابه كونه شغل منصب نائب رئيس مجلس الطلاب ومن ثم رئيساً له .

ولـ اسماعيل هنية ثمانية من الأبناء وخمسة من البنات كان هو من يختار أسماءهم جميعاً فرزقت " آمال هنية " بـ " عبد السلام " عام 1981، ثم " همام" 1983، فوسام 1984، فمعاذ 1985، فسناء 1986، " متزوجة "، وبثينة عام 1987، " "متزوجة ايضاً" ، فخولة ولدت أثناء اعتقال والدها عام 1992، ثم عائد ولد أثناء إبعاد والده إلى مرج الزهور ولد عام 1994، فحازم 1994 ، ثم أمير 1995، ومن ثم محمد عام 1996، فلطيفة عام 1998، وأخيراً سارة ابنة الثلاث أعوام والتي يعشقها والدها رئيس الوزراء لأنها آخر العنقود ..

وعن غياب هنية عن أطفاله البالغ عددهم ثلاثة عشر قالت عقيلته آمال :" انا التي اهتممت بالبيت وبالأطفال جميعاً وبأمه المريضة وكنت المدبرة وسهرت على تعليم الأطفال كما ساندته في دراسته الجامعية كثيراً وساعدته في حفظ القرآن الكريم وكنت خير جليس له أثناء مكوثه بالمنزل، فهيأت له منزلاً هادئاً وفرشته بأثاث كامل وكان يفاجأ كلما خرج من السجون اليهودية بما أنجزته فترة غيابه وأنا مستعدة لمساندته حتى اليوم .

واعتقل هنية في عام 1987 ليسجن 12 يوماً، ثم ستة أشهر، ثم أفرج عنه وبعد سبعة شهور اعتقل وحكم عليه بالسجن لست سنوات قضى منها ثلاث سنوات ونصف ودفع غرامة مالية قدرها 6000 شيكل( ما يعادل 1500 دولار أمريكي ) ليخرج قبل انتهاء مدة ستة أشهر، قام بدفع المبلغ والد زوجته الذي كان متعهد شبكات صيد سمك في مخيم الشاطئ، ومن ثم أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني، فقامت بدفع المبالغ الطائلة للاتصال به بعد انقضاء تسعة أشهر على إبعاده..

وتقول آمال هنية : كانت مراحل حياة اجتازتها بتحدٍ وإرادة قويتين شاكرة لله تعالى أن امتن عليها بزوج شاب متدين وتقي ومتعلم ، وتؤكد انها كانت مستعدة للتضحية مع زوج مثله.

وعقيلة هنية التي اعتادت الغياب رزقت بأطفالها الثلاثة عشرة أثناء غياب متكرر للزوج، وبين ومرة ثالثة ابتاعت ذهبها الذي قدمه مهراً لها وقدمته فداء له ولمسيرته ومرات عدة احتفظت براتبه الذي كان سارياً ويصرف له من الجامعة الإسلامية ورفعته للأيام فكان أن وجده بعد خروجه من سجون الاحتلال فابتاع به سيارة ومصاغاً لها وبدأ ببناء بيت والده الذي كان طابقاً واحداً فقط.

وتؤكد عقيلة هنية أن أسرته المكونة من ثلاثة عشرة ابناً بينهم أطفال وأربع زوجات لأبنائها يعيشون كما يعيش باقي أفراد الشعب الفلسطيني، متمنية أن تنتهي الأحاديث الإعلامية حول تلقيهم أموالاً من حركة حماس، حيث تقول:" لا نتلقى أموالا من أحد أبنائي موظفون أحدهم وهو وسام بالقوة التنفيذية لا يتلقى أي راتب من أحد فقط يأخذ سلف كما باقي الموظفين وزوجي أهدى راتبه الأول لعائلة شهيدة فلسطينية وراتبه الثاني فقط هو الذي قمنا بإنفاقه.

وتقول آمال هنية :" كلما سمعت الطائرات الصهيونية في أجواء غزة أتوقع أن اسمع نبأ استشهاد زوجي صحيح أن الفراق صعب ولكن مسيرة حياته والمعاناة التي قدمها وكل ما حدث بحياتي معه تجعلني أتوقع إما شهادة أو نصر وإما أن تسير الحياة على ما هي عليه ولكنني أتمنى له الشهادة كما أتمناها لنفسي.

تؤكد الزوجة الوفية أنها قدمت لزوجها الدعم والمساندة أثناء خو حركة حماس للانتخابات التشريعية للمرة الأولى، وشعرت بالسعادة الغامرة بالنسبة التي حققتها الحركة مدللة على حب كافة ألوان الطيف السياسي لزوجها وتقول:" حب الناس له ألامسه في طريقي وفي كل مرحلة يمر بها خاصة بعد تشكيله للحكومة الفلسطينية ولم أر حباً لرئيس وزراء من قبل كما رأيت الحب الذي تكنه الشعوب الإسلامية له وذلك كما ظهر أثناء وجوده في مكة المكرمة عندما تدافع الحجيج للسلام عليه وأخذ الصور بالقرب منه والتأكيد على دعمه.

وتضيف آمال قائلة:" لقد سمعت بأذني من يقول له أن فوز حركة حماس رفع شأن الأمة الإسلامية وأعطى أملاً للشعوب الأخرى بان تعبر عن رأيها وتتنفس الصعداء.

وعن حياتها الآن معه كرئيس وزراء تقول عقيلة رئيس الوزراء الفلسطيني :" إن شاء الله سأبقى وراءه ليظل بمنصبه حتى انتهاء الأعوام الأربع حسب القانون ولن يتنازل عن منصبه فنحن متفائلون برفع الحصار ولكنني قلت له مؤخراً:" يا أبو عبد السلام ما تتنازل عن الكرسي والمنصب إلا بضمان رفعه الحصار عن الشعب الفلسطيني.