عام على شرارة الثورة الليبية

الجمعة 17 فبراير-شباط 2012 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس - يورو نيوز
عدد القراءات 5882
 
 

في ليبيا شرارة الثورة انطلقت إثر إقدام السلطات على توقيف أحد المدافعين عن حقوق الإنسان في مدينة بنغازي، وفي ليبيا أيضا وسائل الإتصال الحديثة مكنت من إطلاع الرأي العام العالمي على المظاهرات ومحاولة إخمادها بالعنف .

ويوم الخميس 17 فبراير/ شباط 2011، أعلنت المعارضة “يوم الغضب“، ما أدى الى سقوط بضعة قتلى في عدد من المدن.

رد القذافي على المظاهرات باستخدام العنف تارة، والدعاية تارة أخرى، وجند مؤيديه في طرابلس، ولكن موجة الإحتجاجات سرعان ما اجتاحت سائر المدن الليبية .

القذافي المتحصن في قصره في باب العزيزية في طرابلس، توعد المحتجين بالتهديد وبتطهير ليبيا، “دار، دار، زنقة، زنقة،“، مؤكداً أن ملايين الليبيين يقفون وراءه. خطاب شكل بداية لمعركة دامية طويلة، بين القوات الموالية للعقيد والثوار.

يقول المحلل سياسي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الدكتور خطار أبو دياب لـ"يورو نيوز"؛ «الشعب الليبي دفع الثمن غاليا لإسقاط نظام القذافي، أعتقد أن الليبيين تمكنوا من تحقيق بعض أهدافهم، سواء تعلق ذلك بالكرامة او الحرية، وفي نفس الوقت ما زال أمامهم الكثير من الجهد والعمل لبناء الديمقراطية ودولة القانون التي يحلم بها الشعب. ليبيا تمر بوضع في غاية التعقيد بسبب الإنقسامات القبلية والمناطقية ، ونحن اليوم أمام رهان جديد ، ما بين نظام قديم كان يعتبر البلاد ملكيته الخاصة، وبين ما يجري اليوم ، هناك الكثير من التغيرات، وما يزال أمام الليبيين الكثير من الوقت والعمل قبل تحقيق كافة أهدافهم».

واضاف ابو دياب « ليبيا تتجه اليوم نحو التنوع والدينامية. هناك تغيرات سياسية في البلاد رغم غياب الأمن. وبناء دولة جديدة في ليبيا ليس بالسهولة . لنتذكر أنه قبل وصول القذافي الى السلطة، النظام الملكي السنوسي كان قبل اكتشاف النفظ ولم يكن يمتلك الوسائل التي تخوله بناء الدولة. وبعد وصول القذافي الى السلطة في العام 1969، أنشأ اللجان الشعبية لإدارة البلاد لكن السلطة لم تكن بأيدي الشعب، بل على العكس كان هناك اقتطاع وسلب ثروات البلاد والقضاء على المؤسسات. وليبيا تدفع ثمن ذلك غالياً اليوم» .

وحول امكانية سيطرة الحركات الاسلامية على المشهد الليبي يقول ابو دياب، «في ليبيا أيضا نتوقع صعود الحركات الإسلامية، ونتكلم أيضاً عن الحركات الصوفية . الوضع في ليبيا شبيه بما يحصل في سائر دول المنطقة . الحركات الوطنية واليسار عامة إنهارت في الماضي، والحركات الإسلامية هي الأكثر تنظيماً والأكثر تمويلاً تستفيد من هذه اللحظات التاريخية»، مضيفاً «كما يمكن القول أن الشباب الذين شاركوا في الثورات لم يقدموا على ذلك عن قناعات إيديولوجية بل من أجل الحرية والكرامة، نحن هنا نتحدث عن جيل ما بين الخامسة عشرة وخمسة وثلاثين عاماً وهي الشريحة المهيأة بشكل أفضل، إذن هي التي فازت بالإنتخابات».

وحول تأثير الدول التي ساهمت في سقوط القذافي يقول ابو دياب «هناك كلام عن انتداب مقنع ، وعن تأثير بعض الدول كفرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وقطر ايضا التي لعبت دوراً أساسياً وساندت الثورة الليبية . ولكن في نفس الوقت هناك ايضاً اصوات حرة في ليبيا وسياسة مستقلة، نذكر مثلاً حصول ايطاليا على عقود على حساب أطراف أخرى. نحن اليوم أمام لعبة معقدة في ليبيا ولا أعتقد أن هناك سيطرة غربية مباشرة في ليبيا».

سيناريو الثورة الليبية

في 17 شهر آذار / مارس، أقر مجلس الأمن منطقة حظر جوي فوق ليبيا وسمح باللجوء الى القوة لحماية المدنيين الليبيين بوجه جيش القذافي .

وبعد يومين شهدت ليبيا إنطلاق إولى الغارات الجوية من قبل قوات حلف شمال الأطلسي، بطائرات فرنسية وبريطانية لإستهداف المواقع العسكرية .

مساعدة حاسمة للثوار، ساعدت في صد قوات القذافي التي كانت على مشارف بنغازي، تلاها أشهر من معارك عنيفة شهدت العديد من الكر والفر، تقدم بطيء للثوار نحو الهدف النهائي سرت، آخر معاقل القذافي .

في الـ20 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول وبعد شهرين من الحصار ، سقطت مدينة سرت مسقط رأس القذفي الذي حكم ليبيا طوال 42 عاماً بــأيدي الثوار . حيث ألقي القبض على القذافي حيا وتم قتله في ظروف ما زال يكتنفها الغموض .

في 23 من شهر أكتوبر/تشرين الأول، أعلن المجلس الوطني الإنتقالي تحرير ليبيا بعد 8 أشهر من المعارك العنيفة التي اسفرت عن وقوع 30 الف قتيل .

رئيس المجلس الإنتقالي مصطفي عبد الجليل، دعا اللليبين الى المصالحة، موضحاً صورة ليبيا الجديدة، معلناً أن الشريعة ستكون المصدر الأساسي للقانون، ونهاية القانون الذي يمنع تعدد الزوجات، مؤكدا على انتخابات المجلس التأسيسي خلال 8 أشهر.

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة