نظم أبناء الجالية اليمنية، ومناصري الثورة اليمنية من النشطاء العرب والأجانب في الولايات المتحدة مسيرة حاشدة، انطلقت عقب صلاة الجمعة أمس من أمام مسجد الفاروق في مدينة نيويورك الأميركية للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح.

شـــــــاهد الفيديو ( 1 ),,,

وأطلق على المسيرة اسم مسيرة «العدالة» التي مرت بجسر بروكلين الشهير بنيويورك، الذي يربط بروكلين بمانهاتن، وجابت شوارع مدينة نيويورك وصولا إلى مكتب عمدة نيويورك والمجلس المحلي للمدينة.

وردد المتظاهرون هتافات باللغتين العربية والإنجليزية رافعين العلمين اليمني والأميركي، كما رددت في المسيرة العديد من الزوامل الشعبية اليمنية، كان من بينها زامل شعبي للشاعر يحيى بن يحيى جاء فيه:

عاشت جيوش الشعب حرة عالية ذي زعزعت عفاش والحقته ببوش

قال المثل دق الحجر بالثانية  ولا تدق الحيش (الحذاء) إلا بالحيوش

وخلال المسيرة ألقى رامي الحذاء على الرئيس صالح، الناشط أمين العمروط، كلمة حماسية دعا فيها إلى توحيد الصفوف لمواجهة محاولات بقايا النظام الهادفة إلى زرع الشقاق والفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان إلى الشعب الأمريكي وإلى الشباب في ساحات الحرية والكرامة في بلادنا..

يتابع العالم بإعجاب وتقدير الثورة الشبابية السلمية العظيمة التي هبت على جبال وسهول اليمن منذ ما يقرب من عام. والتي سارت على نهج الثورة السلمية الرائدة التي بدأها الحراك السلمي الجنوبي منذ أكثر من أربع سنوات.

لقد كانت هذه الثورة الشبابية بمثابة الزلزال الذي صدع أركان النظام الفاسد وأدى إلى خروج رأس النظام، الدكتاتور علي عبد الله صالح، إلى خارج البلاد. والمؤلم في الأمر أن يخرج هذا الديكتاتور الذي عاث في الأرض فساداً لأكثر من 33 عام إلى الولايات المتحدة الأمريكية حاضرة الديمقراطية والحامية لحقوق الإنسان.

إننا نهيب بالإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي بأن لا يقدموا الحماية لهذا الحاكم المستبد، وأن ترفع عنه الحصانة الدبلوماسية ويتم تسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية لمقاضاته عن الجرائم التي اقترفها تجاه الشعب اليمني شمالا وجنوبا. كما نهيب بإدارة أوباما تجميد أمواله وأرصدته وإعادتها إلى الشعب الذي هو في أمس الحاجة إليها.

إن بلادنا اليوم تمر بظروف صعبة ودقيقة، لكننا واثقون كل الثقة بحتمية نهاية وأفول ذلك النظام المتخلف الذي أداره الدكتاتور صالح لأكثر من ثلاثة عقود عمد فيها إلى تجهيل شعبه وإفقاره.

 لقد سعى هذا النظام البغيض إلى زرع الفتن بين إفراد المجتمع الواحد وأعاد إحياء الخلافات والثارات وأوصل هذا الشعب العظيم إلى حالة من التمزق والاقتتال والفوضى الشاملة.

 وانتهز هذه الفرصة لدعوة إخواننا في الحراك الجنوبي بمختلف فصائله إلى ضرورة جمع الصفوف، وتوحيد الرؤى وان يفوتوا على بقايا النظام فرصة زرع الشقاق فيما بينهم.

كما إنني أدعو أهلنا في الحراك والأحزاب السياسية والشعب كافه إلى تحكيم العقل وإيجاد الحل العادل للقضية الجنوبية وباقي القضايا. وعلى الجميع أن يبتعدوا عن التصريحات النارية والخطب العدائية والتكفيرية والحفاظ على سلامة شبابنا.

لقد كان لي عظيم الشرف بأن أقذف حذائي في اتجاه الطاغية وذلك للتعبير عن آلام وأوجاع أهلنا في الوطن، وانتصاراً لأرواح الشهداء الذين سقطوا في ساحات الحرية والكرامة في طول البلاد وعرضها منذ بدء الحراك السلمي و حتى يومنا هذا.

وبهذه المناسبة نترحم على أرواح شهداء الحراك السلمي الجنوبي وعلى شهداء الثورة السلمية وجميع شهداء الواجب الذين ضحوا بدمائهم من أجل فجر جديد و وطن جديد تسوده الحرية والعدالة والديمقراطية والحياة الكريمة.

إننا نعاهد شعبنا وشهداءنا بأن نستمر في نضالنا السلمي ضد كل الطغاة والفاسدين، حتى يتم اجتثاث كل النظام بمؤسساته وشخوصه وعقليته المتخلف.

إننا على ثقة أن الشعب الأمريكي سيقف إلى جانب ثورتنا ولن يساند الحكام المستبدين ولن يسمح بان تكون الأرض الأمريكية، أرض لنكولن و جيفرسون وروزفلت، حامية لمثل هؤلاء الحكام.

عاش الحراك السلمي الجنوبي..

عاشت ثورة الشباب السلمية العظيمة في ساحات الحرية والتغيير في عموم اليمن..