الحراك الجنوبي .. هل فشل إعلامياً أم هُمش عمداً؟

السبت 17 ديسمبر-كانون الأول 2011 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - ياسر اليافعي
عدد القراءات 15586
 
 

لا شك ان الاعلام أصبح سلاح العصر، ومن يمتلك الإعلام هو من يصنع الرأي ويوجه الجماهير، وخصوصا مع انتشار القنوات الفضائية التي وصلت إلى كل بيت وتخاطب جميع الطبقات وكافة الأعمار والشرائح، وللأسف إعلام الحراك ضعيف جداً ومقتصر على قناة "عدن لايف" وبعض المواقع الإخبارية ومنتديات الانترنت، وحتى قيادات الحراك في الداخل لا يوجد عندها اهتمام بالإعلام والإعلاميين ومعظم التغطيات في المظاهرات ومهرجانات الحراك كانت جهودا فردية وشخصية .

إعلام الحراك الجنوبي بدأ عشوائياً في منتديات ومواقع الانترنت وكان بعض رواد المنتديات المغتربين وبحماس كبير، هم من يصنع وينقل الأخبار التي لم تكن في مجملها صحيحة ومبالغ فيها، ولا يملكون خبره في مواجهة الآخرين ومحاولة التأثير عليهم حيث كانت معظم منتدياتهم لا تقبل الآخر وخطابهم موجه لهم فقط ولا يخاطبون الآخر، ثم ظهرت مجموعة من المواقع الإخبارية التي تهتم بالحراك الجنوبي لكن للأسف كانت كلها تنقل من المنتديات أو من مراسلين مبتدئين يعتمدون على المبالغة في تضخيم الأحداث، ولم يجيدوا مخاطبة الآخرين سوء في داخل اليمن أو خارجها وأصبح زوارها من أبناء الجنوب المغتربين فقط وهي بذلك لم تقدم أي شي للحراك الجنوبي غير ألمساهمه في زيادة الخلافات بين هيئاته ومكوناته، وفي الإجمال معظم المواقع الإخبارية الجنوبية عبارة عن نسخ ولصف من منتديات ومواقع أخرى. ولم ترتقي إلى المواقع الإخبارية المستقلة والتي تصنع الأخبار بنفسها .

عدن لايف

 قناة "عدن لايف"في بداية ظهورها كانت لها شعبييه كبيره جداً ولها تأثيرا كبيراً على أنصار الحراك وخصوصا نقل الأخبار والمستجدات وتحميس الناس في الأرياف لكن كُثرت مشاكلها التقنية والفنية والمادية وتوقفها أكثر من مره ، وعدم مواكبتها التطور، وأسلوب تناولها للقضايا الذي لا يختلف عن أسلوب منتديات الانترنت افقدها شعبيتها بل أصبح البعض لا يبالي سوء كانت موجودة أو غير موجودة، وبرامجها عبارة عن فيديوهات مسجله لمظاهرات ومسيرات قديمه وغير واضحة الصورة والمعالم وأغاني حماسية مع صور ثابتة ، ولم تسعى لتطوير رسالتها الإعلامية، وفي كل مره يتم إرجاع السبب إلى المادة وشح الإمكانيات، وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة حول القناة ومن تتبع ومن يملكها ولماذا لا يتدخل بعض القيادات الجنوبية في الخارج لدعمها ‍‍!! إن كانت تحتاج الدعم فعلاً .

لم يتملك الحراك الجنوبي ومنذُ انطلاقته في عام 2007م مركزا اعلامياً وطاقما إعلاميا متخصص كي يوصل رسالة شعب الجنوب إلى الداخل والخارج، ولم يمتلك ايضاً ناطقا إعلاميا فصيح يجيد التحدث مع وسائل الأعلام رغم عدالة قضيته وأهميتها.

تجاهل

في الجانب الآخر وعلى الرغم إن الحراك الجنوبي لديه القدرة على الحشد وهو أول حراك ظهر في المنطقة العربية إلا إن هذه الاحتجاجات والمسيرات والعصيان لم تعرها وسائل الإعلام أي اهتمام، حتى إن الكثير من قيادات الحراك اتهموا القنوات الإخبارية العربية والعالمية بتهميشهم بشكل سافر ومتعمد ولاسيما قناة الجزيرة والعربية .

وجهة النظر هذه أيدها علي اليافعي حيث قال " للأسف الإعلام العربي فقد مصداقيته، لم يغطي مهرجان 14 أكتوبر في ردفان ولا عدن ولا مهرجان 30 نوفمبر في عدن على الرغم إن الحشود كانت كبيره ، وقناة الجزيرة فقدت مصداقيتها ، حيث كانت قناة الجزيرة تغطي مهرجان اللقاء المشترك في كريتر ولم تغطي مهرجان الحراك في المنصورة " ، عكس ذلك تماماً يقول محمد ثابت طالب جامعي " الحراك يتحمل المسؤولية الكاملة فهو فشل فشل ذريع إعلاميا، ولم يستطيع أن يوصل رسالتنا وقضيتنا للعالم، بسبب خلافاتهم وعدم وجود قيادات واعية تدرك ماذا يعني الإعلام في الوقت المعاصر ".

تلاشى وراء الربيع العربي

الناشط الاعلامي ياسر حسن قال : " لا أحد ينكر أن الإعلام أسهم بدور كبير في إظهار الحراك والقضية الجنوبية لأنها قضية عادلة وتستحق أن تثار إعلامياً وبشكل كبير , إلا إن ما جعل وسائل الإعلام اليوم لا تغطي كثيراً من فعاليات وأنشطة الحراك الجنوبي هو أن تلك الوسائل لديها مادة إعلامية دسمة لها رواج أكبر وهي ثورات الربيع العربي , كما إن خلافات قيادات الحراك وتفرقهم وكثرت مكوناتهم وعدم وجود رؤية واضحة للمستقبل كل تلك العوامل أضعفت الحراك وقللت مؤيديه , الأمر الذي لم يساعد الحراك على إقامة فعاليات قوية وأما بخصوص تهميش الإعلام للحراك فكلام مبالغ فيه إذ لم تهمش فعاليات الحراك إلا في وسائل إعلامية

محددة ومعروفة كونها لها أجندة وسياسات خاصة تجعلها لا تغطي أي فعالية تنادي بالانفصال أو فك الارتباط كما إن من أخطاء قيادات الحراك أنهم اعتمدوا على إعلاميين غير منتمين، للحراك في تغطية فعالياتهم خلال السنوات الماضية , ولم يؤسسوا مراكز إعلامية تعمل على تغطية فعاليتهم وتنشرها في وسائل الاعلام المختلفة.

تهميش متعمد  

أديب السيد ناشط سياسي وإعلامي يرى إن الحراك هُمش عمداً حيث قال " أعتقد أن الحراك الجنوبي لم يفشل اعلامياً بقدر ما تعرض للتهميش الإعلامي المتعمد وهذا ما جعل سمعته تتشوه بسبب الفعل الاعلامي المسلط على الحراك من قوى بعينها سيعيق الحراك وصولها الى احلامها .

والحراك الجنوبي اليوم يتعرض لتهميش كبير في الوقت الحالي من قنوات فضائية عملاقة لكني اظن ان تلك القنوات لديها مشاريع خاصة تريد ان تنهي مشاريعها والحراك الجنوبي يدخل في خط تلك المشاريع بقضيته العادلة في الجنوب الذي كان دولة ولذلك تتهرب تلك القنوات من نقل اوضاع الجنوب بسبب عدالة قضيتها التي بدأت ملامح نصرها تقترب.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة سوبر نيوز