وفاة أسطورة كرة القدم البرازيلي سقراط

الأحد 04 ديسمبر-كانون الأول 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 4516

أعلن اليوم الأحد عن وفاة منتخب البرازيل لكرة القدم السابق سقراطيس عن عمر 57 عاما بسبب إصابته بالتهاب معوي حاد أدخل على إثره إلى مستشفى ألبرت ايشنتاين في ساو باولو أمس السبت.

وكان سقراطيس ادخل ايضا الى قسم الطوارىء في 5 ايلول (سبتمبر) الماضي ايضا وادخل وحدة العناية الفائقة لعدة ايام، قبل ان يخرج منها.

وذكرت الصحافة البرازيلية انذاك ان سقراطيس في حالة هزال وسيتبع نظام حمية قاس جدا.

وكان سقراطيس اعترف بشكل علني بأنه يشرب الكحول بكثرة لكنه تعهد وقفها نهائيا، فيما اشارت زوجته كاتيا بانياريلي الى احتمال اجراء عملية زرع في كبده في حال ازدادت حالته سوءا.

 وشارك سقراطيس في 60 مباراة دولية سجل خلالها 22 هدفا وكان قائدا للمنتخب البرازيلي في كأس العالم 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك لكنه أخفق في قيادة الفريق للتتويج باللقب العالمي.

من هو سقراط؟

لم يتوج سقراط ، الذي وافته المنية اليوم الأحد عن 57 عاما، بلقب كأس العالم خلال المونديالين اللذين شارك بهما، لكنه يحتفظ بمكانة خاصة بين أساطير كرة القدم لمهاراته وتألقه على ملاعب إسبانيا والمكسيك عامي 1982 و1986 على الترتيب.

توفي سقراط تحديدا في اليوم الذي قد يتوج فيه كورينثيانز، أكثر الفرق التي تألق بقميصها، بلقب الدوري البرازيلي في الجولة الأخيرة من عمره، التي يتوقع ان تشهد العديد من أوجه التكريم للنجم الراحل.

ولطالما لفت اسم النجم البرازيلي النظر في عالم كرة القدم، لأن اسمه يذكر دوما بالفيلسوف اليوناني الشهير، لكن ذلك لم يكن الأمر الوحيد اللافت به، فهناك أيضا طوله الفارع الذي بلغ 191 سم وأناقته في اللعب، ولاسيما تمريراته الحاسمة.

لكن المهارة، لا تكون دائما مقترنة بالحظ، وذلك ما ينطبق على سقراطيس صاحب القميص رقم ثمانية، وعلى باقي كوكبة النجوم الذين دربهم المدير الفني تيليه سانتانا خلال مونديالي إسبانيا والمكسيك.

ففي وجود نجوم آخرين مثل زيكو وفالكاو وجونيور وتونينيو سيريزو وآخرين، كان سقراطيس شاهدا على واحد من أفضل أجيال السامبا منذ بيليه، لكن ذلك الفريق الذي كان مرشحا للقب في المرتين لم ينل أكثر من المركز الخامس.

وفي مونديال إسبانيا، سجل سقراطيس هدفين: أحدهما في المباراة الأولى التي فازت فيها البرازيل على الاتحاد السوفييتي 2-1 ، والثاني كان ذلك الحدث الحاسم والدرامي الذي خسر رغمه الفريق أمام إيطاليا البطلة بقيادة باولو روسي 2-3.

وفي مونديال 1986 بالمكسيك، أحرز هدفين آخرين، أولهما هدف الفوز على إسبانيا 1-0 من ضربة رأس، والأول في الفوز الكبير على بولندا 4-0 ، لكن الفريق ودع البطولة من دور الثمانية أمام فرنسا بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.

كان ذلك بمثابة وداع مع المنتخب، لكن ليس مع اللعبة التي كرس لها ثلاثة أعوام أخرى من حياته، قبل أن يركز على ممارسة الطب، المهنة التي درسها في بداياته مع بوتافوجو. ومن هنا رافقه طيلة حياته الرياضية لقب "الدكتور".

ولد سقراطيس في 19 شباط/فبراير عام 1954 بمدينة بيلين، عاصمة ولاية بارا الأمازونية، ولعب أيضا لأندية كورينثيانز وفلامنجو وسانتوس، فضلا عن فيورنتينا الإيطالي.

وفي كورينثيانز لم يدافع فقط عن كرة القدم، بل عن "الديمقراطية الكورينتيانية"، الحركة ذات الصبغة السياسية التي كانت تدافع عن مشاركة أكبر للاعبين في إدارة النادي.

وتألق شقيقه الأصغر راي في نفس مركزه مع أندية برازيلية وأجنبية، لكنه لم يبلغ قط نجاح شقيقه مع المنتخب.

وبكل أسف لم تحل خبرته الطبية، دون إقباله المفرط على معاقرة الكحوليات، مما أدى لاعتلال صحته كثيرا في الأعوام الأخيرة وانتهى بالتسبب في وفاته.

وقد نقل سقراطيس خلال العام الجاري إلى المستشفى ثلاث مرات بسبب التليف الكبدي، إلى أن خسر في النهاية معركته من أجل الحياة.