آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

الحوثيون يدمرون أنفسهم..

السبت 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 الساعة 07 مساءً / مأرب برس- ياسين هادي: صحيفة الأهالي
عدد القراءات 17888
 
 

تفيد الأنباء الواردة من محافظة حجة والجوف حول التحركات الحوثية أن مشروع هذه الحركة معرض للانقراض على الرغم من إعلانها الانضواء تحت لواء الثورة الشعبية السلمية، فمكونات الثورة في الساحات تعمل جاهدة على إسقاط نظام صالح مستخدمة كل طاقتها وقوتها فيما يكتفي الحوثيين بتمثيل رمزي في الساحات مقابل سحب كوادره للعمل في المديريات والقرى وخاصة في حجة والجوف لاستكمال السيطرة على هاتين المحافظتين في طريق السعي نحو فرض سياسية الأمر الواقع والمطالبة بحصته من السلطة والثروة على غرار مشروع المحاصصة.

وحتى لو تشكلت وفود من صفوف الثورة لزيارة الحوثي عبدالملك وهو ما تم بالفعل لطرح هذه المستجدات فإنه سيبدي تفهمه لكن ذلك لن يغير شيئا في الواقع فالمشروع يستكمل حلقاته وفق المخطط المرسوم والذي يقتضي إرسال مسلحين من صعدة إلى هذه المناطق تحت ستار التبشير بالفكر الحوثي الذي ينقلب إلى مواجهات مسلحة مع أبناء القرى والأرياف كما حدث في منطقة "عاهم" بمديرية كشر في محافظة حجة ومنطقة "أفصر" في كحلان الشرف ويبدو أن سيناريو المواجهات سيعمم على معظم مناطق محافظة حجة.

وعلى مسافة شهرين من الآن كانت محافظة الجوف على موعد مواجهات دامية راح ضحيتها المئات من الحوثيين وأبناء القبائل الذين رفضوا تكرار تجربة صعدة في الجوف من سيطرة الحوثي وتكوين ما يشبه الحكم الذاتي، فالقبائل التي استولت على معسكر الجوف رفضت تقاسم الأسلحة مع الحوثي على اعتبار أن تلك الأسلحة ملك عام وستسلم للدولة القادمة لكن الحوثي أصر على أخذ نصيبه فتسبب ذلك في نشوب حرب استمرت أربعة أشهر حصدت أرواح مئات اليمنيين من الجانبين وانتهت بهدنة لحقن الدماء.

وفي حجة يستقبل الحوثيين الوافدين من صعدة عبر قلة من أنباء القرى والأرياف فيدخلون تلك المناطق بالمظاهر المسلحة التي تستفز الناس وبالتالي تنعكس سلبا على شكل رفض للحوثي كما أن العنف اللفظي المتمثل في الاستماتة في إطلاق "الصرخة" كيفما كانت النتائج تحصر المجتمعات المحلية ضد مشروع الحوثي فيتحول إلى جماعة منبوذة أو غير مقبولة، فإما أن يغادر أو يضطر أحيانا لاستخدام العنف لإخضاع السكان بالقوة وهو ما يعني فشل مشروع الحوثي على المدى المتوسط والبعيد فلو قبل السكان به تحت ضغط القوة فإنهم سيتحينون الفرصة المناسبة للانقلاب عليه.

إن مسألة التبشير بالفكر تتقاطع تماما مع التمنطق المسلح أو استخدام القوة ولو أراد الحوثي اختراق المجتمعات المحلية في محافظة حجة فلذلك طرق ووسائل معروفة لكن الصورة الواضحة أن الحوثي وأتباعه لديهم مشروع بسط نفوذ وسيطرة على مديريات ومحافظات ولذا آخر ما يفكر به هو غزو القلوب ولقد سمعنا أن أتباع الحوثي شكلوا وفود في عدة مديريات وطلبوا من مدراء المديريات تسليمهم الإدارات وقد كان الرد متفاوتا فالبعض قال لهم أمهلونا حتى يغادر علي صالح والبعض الآخر وعدهم بما يريدون.

إذن فمشروع السيطرة بالقوة هو ما يخطط له الحوثي وهذا يتقاطع كليا مع أهداف الثورة الشعبية السلمية التي قامت ضد نظام علي صالح لذات الأسباب، وهذا يعني أن الحوثي يتجهز للدخول في مواجهات مع الدولة المدنية الحديثة التي هي مطلب الجميع بعد نجاح الثورة أو أن يسلم لهذه الدولة ويضع سلاحه ويتحول إلى مواطن مسالم يمارس حريته ويدعو لفكره سلميا وهذا لا يتطلب كل هذه التحركات في حجة والجوف وغيرها من المحافظات القريبة من مربع صعدة.

ولعل المتابع عن كثب للتحركات الحوثية يستنتج أن هذه الحركة تستعجل تدمير مشروعها من حيث تعتقد أنها تتوسع، فهي من خلال محاولة بسط السيطرة والنفوذ ترتكب أخطاء قاتلة إذ تقضي على مربع القبول الشعبي بها من خلال تأكيد ما طرحته وسائل الإعلام الرسمية خلال سنوات المواجهة مع الحكومة على أن مشروع الحوثي طائفي، كما أن الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام لتصرفات الحوثي في صعدة تؤكد تلك المخاوف الموجودة في أذهان الناس بعد الاحتكاك المباشر فمعظم المجتمعات المحلية في محافظة حجة ترى في الحوثي محتل أكثر منه داعية خير وصاحب مشروع فكري.

إضافة إلى ذلك فإن المشائخ والقوى الاجتماعية ومراكز القوى داخل حجة تسمع وتتابع وتدرك أن أغلب مشائخ صعدة نازحين في صنعاء وغيرها وبالتالي فإن مواجهة الحوثي في مناطقهم يتحول إلى دفاع عن النفس ضد هذه القوة الدخيلة التي تحاول سحب البساط من تحت القوى التقليدية لمصلحة تيار جديد ووجوه جديدة بعضها على خصام مع المشائخ.

فمثلا يتحالف الحوثي في منطقة معينة مع شباب من نفس المنطقة لديهم خصومات مع المجتمع أو مع مراكز القوى وبالتالي يتحول الصراع من صراع فكري إلى صراع مصلحي تتنازع فيه هذه المراكز القوة والنفوذ وينذر بكارثة تقضي على الاستقرار وتحول هذه المربعات إلى مناطق أشباح.

فالحوثي الذي لا يعرف سوى لغة القوة يهمل كل الوسائل الأخرى في فتح الأبواب والدخول للناس ولذا يخسر مربعات اجتماعية وشعبية هي في صفه أصلا، كما أن الأخبار الواردة عن المواجهات بين الحوثي والقبائل من المناطق والمديريات المجاورة لبعضها البعض تعزز تلك المخاوف والهواجس من أن مشروع السيطرة وبسط النفوذ هو الأصل لدى الحوثي وأن كل الوسائل الأخرى عبارة عن مساندة.

ويسود لدى الناس إحساس بأن الحوثي إذا دخل منطقة من المناطق فإنه يحاول افتعال أزمة مع المجتمع المحلي لتكون مبرر للاستعانة بمسلحين من خارج المنطقة تحت ذريعة الدفاع عن النفس على غرار ما حدث في مناطق مختلفة من حجة حيث يتم افتعال أزمة من خلال إطلاق نار وغيره للسيطرة على مواقع مرتفعة واستراتيجية أو السيطرة على مدارس ومقار حكومية وهذا السلوك بقدر ما يعتبره الحوثي فرض أمر واقع وفتح مناطق مغلقة في وجهه فإنه يجذر قناعات بأن الحوثي يشكل خطرا حقيقيا يهدد مصالح الناس وحياتهم. فتعطيل المدارس والمراكز الصحية لا يشكل مصلحة للحوثي بقدر ما ينعكس سلبيا على حركتهم واختراقهم لأي مجتمع توجد فيه مثل هذه الممارسة.

وفيما كان الحوثي يعتقد -أو هكذا خيل له- بأن المربعات الشاغرة من قبل المؤتمر الشعبي العام ستتحول بقدرة قادر في ليلة وضحاها إلى مربعات حوثية فقد حدث العكس لسبب ذكرناه آنفا وهو أن مراكز القوى هذه تعتقد أن الشباب المعتنق للفكر الحوثي سيحل محلها وبالتالي فهي تتصارع معه من أجل نفوذها وبقاءها، فما حدث في مديرية كحلان الشرف من صراع بين المؤتمر الشعبي العام والحوثيين يجسد هذه الصورة.

ولعل مثل هذه التصرفات جعلت الحوثيين يحصرون أنفسهم في مربعات ضيقة فتجدهم في مدرسة أو مقر بعيدين عن الاختلاط بالمجتمعات المحلية بسبب رفض تلك المجتمعات لهم، كما أن بعض رموز الحوثي يسيئون لهذه الحركة من خلال الترويج لأفكار مذهبية غير مقبولة أو تتقاطع مع الأفكار التي يؤمن بها الكثير من الناس، بالإضافة إلى أن تواجد الحوثيين وممارساتهم وقربهم من المجتمعات مهد السبيل لانتشار الكثير من الشائعات حولهم سواء فيما يتعلق بالفكر أو الممارسة وسهل أيضا تقبل المجتمع لمثل هذه الشائعات. ثم إن ضحالة أتباع الحوثي فكريا شكلت رافعة لترسيخ قناعات حول الحركة فأغلب الذين يأتون من صعدة صغار السن ولا يمتلكون خلفية فكرية ومعرفية ولا يجيدون أساليب النقاش سوى حمل السلاح وبعضهم لديه إصابات متفرقة في جسمه وهذا المشهد يزرع الخوف من هذا القادم الغريب الذي لا يجيد سوى لغة البندقية.

وتشكل الممارسات الحوثية رسائل قوية وواضحة قبل الاحتكاك بالناس فهم يتجولون في الأسواق بالأسلحة ويقولون أنهم مجاهدون، وحين يسألهم الناس مجاهدون ضد من؟ يقولون ضد أمريكا وإسرائيل. فيرد عليهم الناس إن أمريكا وإسرائيل ليست عندنا، فيجيبون بأن قومنا يمنعوننا من الوصول إلى أمريكا وإسرائيل، حينها يسكت الناس وبداخلهم تساؤل كبير وهل ستقتلوننا قبل الوصول إلى أمريكا وإسرائيل؟

إن الصرخة في وجه أمريكا وإسرائيل تستغل لبسط النفوذ فالمنطقة التي تعلو فيها هذه الصرخة تعتبر ضمن السيطرة الحوثية وكما يعلق البعض فالصرخة "حق يراد به باطل".

ويمتلك الحوثي المال فلديه المقدرة على استئجار المقرات وتمويل أعضائه في المناطق النائية كما أنه يسلح كل من ينتمي إليه ويعتبر السلاح جزء رئيسا من شخصيته وهويته، كل هذه جعلت من هذه الحركة الوليدة قبلة لمعظم أصحاب الخصومات مع مجتمعهم أو أسرهم أو الدولة.

كل هذه الممارسات ستقضي بالتأكيد على مشروع هذه الحركة الناشئة التي تحمل بذور فنائها بداخلها فما لم تتحول إلى مشروع سياسي سلمي ذات أهداف وطنية غير عنصرية ولا طائفية فإنه سيظل مشروع صغير محصور في رقعة جغرافية ضيقة غير قادر على التوسع والتمدد، فإذا كان اليوم يرفض في المربع المحسوب عليه فكيف سينتشر إلى أصقاع اليمن المختلفة فكريا معه.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة سوبر نيوز