آخر الاخبار

اليمنيون يعزفون عن شراء الأضاحي لارتفاع أسعارها، و15 جمعية خيرية ستعمل على إطعام الفقراء خلال أيام العيد

السبت 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس/ شينخوا
عدد القراءات 7780
 
  

على غير عادة اليمنيين ، يأتي استعدادهم هذا العام لاستقبال عيد الأضحى بفتور وحماس أقل ، مع تفاقم الأزمة السياسية التي يعيشها بلدهم منذ شهور وألقت بظلالها على مناحي الحياة كافة وارتفاع الأسعار بما في ذلك أسعار الأضاحي .

ويضحي اليمنيون سنويا كتقليد ديني بذبح الماشية إلا أن الأزمة القائمة في البلاد ، خففت من نسبة الاستيراد ورفعت الأسعار هذا الموسم وبشكل جنوني .

وارتفع سعر الأضحية (رأس غنم) لهذا العام إلى ما يقرب من 150 دولارا (الدولار يساوي 240 ريالا تقريبا) مقارنة بالأعوام السابقة والتي لم تتجاور 70 دولارا .

ويشتكى عدد من المواطنين من ضيق المعيشة وعدم استعدادهم لذبح الأضاحي في العيد الذي يحل بعد أيام في ظل ما يمرون به من ظروف صعبة .

تقول بشرى العبسى (27 سنة ، موظفة) من محافظة تعز جنوب اليمن " في كل عيد أضحى نشترى الأضحية وبسعر لا يتجاوز 60 دولارا ، وتكفي جميع أفراد أسرتنا .. لكن هذا العام أحسب انه مختلف تماما ".

ومضت العبسي " أسعار الأضاحي ارتفعت بشكل جنوني بسبب الأوضاع السيئة التي نعيشها ، لذلك سنكتفي بشراء الشيء اليسير فقط من المسلخ قد يتمثل بـ 2 إلى 3 كيلوجرامات ".

من جهتها ، تقول أم احمد (32 سنة) من سكان العاصمة صنعاء " حالتنا المادية صعبة ، فنحن لا نستطيع شراء المستلزمات الأساسية .. أما عن الأضحية فمن المستحيل شراؤها بسب ارتفاع أسعارها وانعدامها أصلا من الأسواق".

وبرزت فكرة التكافل لدى عدد من الجمعيات الخيرية ومن ميسوري الحال لتخفيف معاناة بعض الأسر المعوزة وتوزيع الأضاحي لهذا العام.

وقالت إحصائية لوزارة الشئون الاجتماعية والعمل اليمنية ، ان ما يقرب من 15 جمعية خيرية ستعمل هذا العام على برنامج توزيع الأضاحي في ظل تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين وفي عموم محافظات الجمهورية.

وفي السياق يقول على المطري (52 سنة ، تاجر) " سوف أضحى في هذا العام بأكثر من أضحية وأقوم بتوزيع الأضاحي على جميع أفراد الحي الذي أسكن فيه، خاصة في ظل تزايد الحاجة وعدم مقدرة عدد من الأسر شراء أضاحي بسبب تدهور حالتهم المادية ".

وتراجعت نسبة الاستيراد للماشية (الأضاحي) لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة مع عزوف عدد من التجار عن مزاولة النشاط بسبب الأحداث.

واستورد اليمن العام الماضي من الماشية أكثر من أربعة ملايين رأس .

وأفادت احصائية النشاط الملاحى لميناء عدن بداية نوفمبر الحالي ، أن رؤوس الماشية التي وصلت إلى اليمن من الموانئ الصومالية تقدر ب 456 ألف رأس فقط وذلك تلبية لاحتياجات المواطنين من اللحوم بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك .

ويقول صالح مطهر صاحب محل لبيع اللحوم بصنعاء ان نسبة الحجز للأضاحي من قبل المواطنين لهذا العام شبه منعدمة.

وتابع " نتمنى أن يزداد الطلب خلال أيام العيد ، وهو ما لا نتوقعه ".

ويرى خبراء اقتصاد ان ارتفاع الأسعار للأضاحي بسبب الأحداث المضطربة تقف وراء عزوف اليمنيين على ذبح الأضاحي لهذا الموسم .

ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور طه الفسيل " هناك إشكالية كبيرة هذا العام ، تتمثل في أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية صعبة جدا على اليمنيين وهناك ارتفاع في الكلفة من 25 % إلى 50% عن العام الماضي ".

وتابع الفسيل " هناك شيء يمكن ان يخفف من معاناة الفقراء وهو وجود جمعيات خيرية تتكفل بإطعام بعض الفقراء في مواسم الأعياد ووجود الدعم الخارجي من قبل دول الخليج".

وتحدث العشرات من المواطنين في اليمن عن بدائل يفكروا بها هذا العيد بدلا عن الأضاحي .

وقال عدد منهم ان "السمك" و "الدجاج" هما البديل الوحيد عن الأضاحي على الرغم من انه لا يجزي عن تضحية ، لكنهم مضطرون ، حسب قولهم .