شباب الثورة في ألمانيا يحولون ميدان براندنبورغ في برلين إلى ساحة للتغيبر، وشقراوات أوروبا ينصتن باهتمام لبث حي للثورة اليمنية

الأربعاء 19 أكتوبر-تشرين الأول 2011 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس/ برلين/ عمار عبد الكريم
عدد القراءات 17170
 
 

أي زائر للعاصمة الألمانية برلين، لا بد أن تأخذه قدماه إلى الساحة العامة في المدينة، أمام بوابة براندنبورغ الشهيرة، وهناك لا بد أن يشاهد العلم اليمني مرفوعا، حيث يعتصم شباب الثورة اليمنية في برلين، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

 فهناك في هذه الساحة، ينتصب العلم اليمني بشموخ يبعث على الفخر، وبجواره شباب وشابات يرددون هتافات تكاد تسمعها كل أرجاء المدينة الأكبر في ألمانيا.

لو كنت أحد زوار هذه الساحة، ستتناسى كل الشقراوات اللواتي يقفن إلى جوارك، وينصتن باهتمام بالغ، ويتمعن في الصور واللافتات التي يحملها شباب الثورة اليمنية في برلين.

في تلك اللحظات ستفقد إحساسك بعظمة مدينة برلين وستشعر أنك انتقلت فجأة إلى ساحة تغيير حقيقة كتلك التي تشاهدها في صنعاء أو تعز أو عدن.

منذ البدايات الأولى للثورة الشبابية السلمية في اليمن في شهر فبراير الماضي كانت الجالية اليمنية في ألمانيا عموما والطلاب الدارسون فيها خصوصا من السباقين في الانضمام للثورة، رغم بُعد المسافة بينهم وبين ساحات الاعتصام في العاصمة اليمنية صنعاء ومدن اليمن الأخرى.

تلك المسافة التي ربما يعتبرها البعض في الدول الأخرى عائقا للمشاركة الفعالة في الثورة، لم ير شباب وشابات اليمن في ألمانيا فيها عائقا بل اعتبروها ميزة، وقرروا من خلالها إيصال الثورة اليمنية عبر بث حي بالصوت والصورة إلى المجتمع والحكومات الأوربية، فاتخذوا من ساحات برلين ساحات تغيير وحرية، وأقاموا وما يزالون يقيمون فيها العشرات من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية الأسبوعية نهاية كل أسبوع منذ بداية الثورة إلى الآن، إلى جانب الاعتصامات الطارئة، كتلك التي أقاموها في جمعة الكرامة أو في أحداث 18 سبتمبر.

وبالإضافة إلى ذلك هناك العديد من الوقفات الاعتصامات في مدن ألمانية أخرى كـهامبروغ وبون وفرانكفورت وغيرها، ولعل أبرز تلك الاعتصامات الطارئة هي تلك الوقفة الاحتجاجية التي قاموا بها أمام الفندق الذي أقامت فيه السفارة السعودية احتفالا بمناسبة عيدها الوطني ودعت إليه كبار المسئولين الألمان وسفراء دول العالم، فكان لوقفتهم بالغ الأثر في إحراج النظام السعودي أمام الرأي العام الألماني والعالمي جراء ما يقدمه من دعم لنظام صالح وجرائمه.

كما لم يقتصر عمل هؤلاء الشباب الذين تجمعوا تحت شعار «من أجل يمن جديد» في دعمهم للثورة على إقامة الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية بل قاموا بإرسال العديد من الرسائل إلى العديد من الجهات الألمانية والأوربية والأمريكية.

وتمكنوا في مارس الماضي من انتزاع اعتراف سفير اليمن في ألمانيا بالثورة الشبابية، وإعلان انضمامه إليها إلا أنه تراجع عن هذا الانضمام فيما بعد، كما فعل الكثير من السفراء الذين تراجعوا عن انضمامهم للثورة بعد أن عادت الروح تدب في النظام من جديد.

وما يجدر ذكره، في هذا السياق، أن السفارة اليمنية في برلين حاولت مرارا أن تنظم وقفات ومسيرات لدعم نظام صالح إلا أنها لم تنجح في حشد مؤيدين، رغم كل المغالطات التي كانت تبثها بين الطلاب بأنها تنظم هذه الاعتصامات من أجل اليمن لا من أجل النظام وأن شعاراتها لن تحمل أي دعم لصالح أو لنظامه بل ستكون دعما لحقن الدماء وإنهاء العنف والعودة للحوار لحل الأزمة، ورغم كل الإغراءات المادية من تحمل أجور المواصلات وخلافه إلا أنها لم تستطع أن تحشد أكثر من 15 طالبا في أكبر تلك الاعتصامات.

«نسأل الله عز وجل أن يكون لقاءنا القادم لقاء فرح واحتفال بالنجاح الكبير للثورة والسقوط النهائي لبقايا النظام»، هذه هي الجملة التي يرددها شباب مبادرة من أجل يمن جديد في ألمانيا، في نهاية كل وقفة أو مسيرة احتجاجية.

 
 
إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة يمنيون في المهجر