وجهها في أي زمان ومكان .. مع الاحترام للجميع

الخميس 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس
عدد القراءات 4155

  هذه القصيدة من احد اصدقائه.ويتصور الشاعر في هذه القصيدة، الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وهو جالس في زنزانته، يكتب فيها هذه الابيات الى القادة العرب، ناقلا مشاعره وأحاسيسه، محذرا في الوقت نفسه من نهاية شبيهة بنهايته. وتحمل القصيدة توقيع الشاعر يعرب بن عربي، الذي تصور كيف يفكر باسم صدام حسين في عزلته ووحدته خلف القضبان عن الواقع العربي، طالبا في النهاية من الجميع التوبة الى ايهود اولمرت.

وفي ما يلي نص القصيدة :

حَدَت الحداةُ ودارتِ الأكوابُ

 وتناقلت أخبارنا الأعرابُ

من بعدِ قوتنا تخاذل عِزُّنا

 وتحكمت برقابنا الأغرابُ

يا قمة الزعماء إني شاعرٌ

 والشعر حرٌ ما عليه حسابُ

أتذكرتموني أم نسيتم قائداً

 كانت تسابق اسمه الألقابُ

فأنا الزعيم أنا المُقَدمْ بينكمْ

 ويحيطني الإجلالُ والإطنابُ

اسمي أنا صدامُ أطلقُ لحيتي

 حيناً ووجه البدرِ ليسَ يُعابُ

في حُفرةٍ ضاقت كلحدٍ مظلمٍ

 سكنت هنالكَ مُهجةٌ وجَوابٌ

فعلامَ يجذبني العُلُوجُ بلحيتي

 أتخيفها الأضراسُ والأنيابُ

وأنا المَهيبُ ولو أكون مُقيََّداً

 فاللَّيثُ في قفصِ الحديدِ يُهابُ

هَلاَّ ذكرتمْ كيفَ كنتُ مُعظَّماً

 والنَّهر بينَ أناملي يَنسابُ

عشرونَ طائرةً ترافقُ موكبي

 والطيَّرُ يُحشَرُ حولها أسرابُ

والقادةُ العُظماءُ حوليَ والورىَ

 يتزلّفونَ وبعضُهم حُجَّابُ

قمم مضت عندي وعندَ دياركم

 قمم التحدي والحضور غيابٌ

سيجيب طبع الزور تحت جلودكم

 صدام في جبروته عرَّابُ

كنت الذي تقفونَ خوفاً خلفَهُ

 تتقاربُ الجَبَهاتُ والأشنابُ

في الواحةِ الخضراءِ حولي دائماً

 يتزاحمُ الزُّعماءُ والأحزابُ

ولنيل مرضاتي وكسبِ صداقتي

 يتسابق الوزراءُ والنوابُ

كلٌ يحاول أن يكونَ مُقَرَّباً

 عندي وكمْ تَتَزلَّفُ الأذنابُ

تهتزُّ تحتي الأرضُ خوفاً كُلَّما

 هاجت بصدري ثورةٌ وعِتَابُ

ماذا صنعتم يا رفاقُ وما عَسىَ

 أن تصنعوا وزنُ العميلِ ذبابُ

مثلي فأكثركمْ على إخوانهِ

 متآمر ومخادعٌ كذابُ

أوَلم تكونوا قاهرينَ شعوبَكمْ

 أم ليس مثلي بينكمْ قَصَّابُ

فإذا نهبتُ منَ العراقِ وشعبهِ

 ثرواتهِ هلْ وحديَ النَّهَّابُ

وإذا فَجَرْتُ بسبِّكمْ وعدائكمْ

 فالجُلُّ منكم فاسقٌ سَبَّابُ

للغرب صلَّينا ولم نكفرْ بهِ

 وأنا الإمامُ وقصريَ المحرابُ

أفتكتمونَ على َ الشُّعوبِ سجودكمْ

 للغربِ ربًّا دونهُ الأربابُ

القتل والتعذيب شرعٌ محكَمٌ

 جاءت به الأحنابُ والأعرابُ

فقتلتُ مليونين من فرسانكمْ

 والقتل شرعٌ محكمٌ وكتابُ

وفتحتُ فارسَ من جديدٍ تطوُّعاً

 والفتحُ يا شعبَ الكويتِ خرابُ

يا قمَّةً تروي الهوانَ حكايةً

 والمنجزاتِ ضيافةٌ وخطابُ

أمَّا البيانُ هوَ البيانُ وإنَّما

 تُستبدلُ الأقلامُ والكُتَّابُ

لا تجزعوا من أيِّ لفظٍ واضحٍ

 فاللَّفظُ لغوٌ ما عليهِ عِقابُ

تدري وكالاتُ الغزاةِ بأنَّكمْ

 لوجودها الأزلامُ والأنسابُ

تدري بأنَّ الغربَ شعبٌ واحد

 لا فرقَ إلاَّ الثوبُ والجلبابُ

والمسلمُ العربيُّ شخصٌ مجرمٌ

 أفكارهُ الإجرامُ والإرهابُ

أنا والعراقُ نكونُ بنداً واحداً

 فعلامَ تُغلَقُ دونيَ الأبوابُ

وأنا العراقيُّ الذي في سجنهِ

 نُسجتْ على منواله الأثوابُ

إنيِّ شربتُ الكأسَ سُمًّاً ناقعاً

 لتُدارَ عندَ شفاهكمْ أكوابُ

أنتم أسارىَ عاجلاً أمْ آجلاًً

 مثلي وقد تتشابهُ الأسبابُ

والفاتحونَ الحمرُ بينَ جيوشكمْ

 لقصوركمْ يومَ الدخولِ كلابُ

وعن الدجيل إذا أُحاكم من ترىَ

 خصمي منْ المتآمرُ المرتابُ

توبوا إلى أولمرتَ قبل رحيلكمْ

 واسترحموه لعلَّهُ توَّابُ

عفواً إذا غدت العروبةُ نعجةً

 وحُماةُ أهليها الكرام ذئابُ

*****

مشاعر: يعرب بن عربي- إيلاف