شهد العديد من المدن والعواصم العربية والأوروبية والأميركية والأسيوية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، فعاليات احتجاجية نظمها أبناء الجاليات اليمنية، احتجاجا على جرائم العنف التي ترتكب بحق المتظاهرين والمعتصمين من قبل قوات الرئيس علي عبد الله صالح، ومحاولة جر البلاد إلى أتون حرب أهلية.

متشجن

ففي ولاية متشجن الأميركية شارك المئات من أبناء الجالية اليمنية، في تظاهرة صامته أمام مبنى حاكمية مدينة ديربورن، تنديدا بالمجازر البشعة التي ترتكب بحق أبناء الشعب اليمني والمعتصمين في ساحات التغيير من قبل سلطات الرئيس علي عبد الله صالح.

وحمل المتظاهرون لافتات طالبوا من خلالها مؤسسات العدالة الدولية بالقيام بواجباتها، تجاه جرائم نظام صالح بحق الشعب اليمني، وبسرعة تشكيل لجنة للتحقيق، وفقا لما أوصى به مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

كما طالب المتظاهرون الحكومة الأميركية بالنظر إلى جرائم نظام صالح، بنفس المعايير التي تنظر بها إلى جرائم النظام السوري، مؤكدين بأن استمرار تعاطي الإدارة الأميركية مع جرائم نظام صالح، بهذه السلبية أمر يتنافى مع المبادئ والمثل التي يعتنقها الشعب الأميركي.

عمان

وفي المملكة الأردنية الهاشمية نفذ عدد من ناشطي "يمانيو المهجر وشباب الثورة" وقفة احتجاجية أمام السفارة اليمنية في عمان، للمطالبة بوقف أعمال العنف ضد المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير.

ودعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية جميع المنظمات الحقوقية إلى اتخاذ مواقف وإجراءات صارمة ضد نظام صالح، جراء ما يمارسه من عنف ضد المحتجين السلميين.

وصلى المشاركون في الوقفة الاحتجاجية صلاة الغائب على الشهداء الذين سقطوا خلال الأيام الماضية على يد قوات الأمن اليمنية والبلاطجة التابعين لنظام صالح، ورفعوا صورا للشهداء، ورددوا هتافات منددة بالمجازر التي ترتكب بحق المعتصمين.

ديربورن

وتعليقا على الوقفة الاحتجاجية الصامتة التي شهدتها مدينة ديربورن بولاية متشجن الأميركية، أكد أمين عام الجمعية اليمنية الأميركية، محمد سعد عبد الله، بأن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات المتواصلة لدعم الثورة اليمنية في الداخل، وأكد بأن الجاليات اليمنية ستواصل تنظيم فعاليات داعمة للثورة حتى يتحقق لها النصر.

من جانبه أكد الإعلامي، منير الذرحاني بأن مثل هذه الفعاليات الاحتجاجية تعكس مدى دعم ومساندة المغتربين اليمنيين للثورة اليمنية، واستنكارها للمجازر والجرائم التي ترتكب بحق المعتصمين السلميين في الساحات.

ماليزيا

من جانبه أدان اتحاد طلاب اليمن في ماليزيا، عبر بيان له، تفجير الوضع العسكري من قبل نظام صالح، عقب عود صالح من السعودية، مؤكدا بأن الجرائم التي ارتكبت بحق المتظاهرين والمعتصمين لا تسقط بالتقادم، ولا بد أن ينال الجناة جزاءهم العادل.

كما دعا اتحاد طلاب اليمن في ماليزيا، المجلس الوطني وقيادة أنصار الثورة في القوات المسلحة إلى سرعة الحسم، وعدم الالتفات لعودة صالح، لكونها غير ذات معنى، وإنما فزاعة لإثارة الفوضى، وفقا لما جاء في البيان.

واستنكر البيان الصمت الدولي تجاه المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، واصفا البيانات التي صدرت عن بعض الدول بأنها لا ترتقي إلى مستوى ما يحدث من جرائم بحق المعتصمين.

القاهرة

وفي العاصمة المصرية القاهرة، نظم ناشطون يمنيون وقفة صامتة أمام مقر الجامعة العربية، للمطالبة بتجميد عضوية اليمن في الجامعة العربية، العمل على محاكمة الرئيس صالح كمجرم حرب.

واستنكر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم يرتكبها نظام صالح، ووضعوا لاصقات على أفواههم تعبيرا عن استنكارهم لعدم المبالاة من قبل المجتمع الدولي بما يجري في اليمن.

واشنطن

وفي العاصمة الأميركية واشنطن نفذ العشرات من الشباب اليمنيين في المهجر وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض، للتنديد بالجرائم التي ترتكب بحق المدنيين والشباب المعتصمين في الساحات.

واستنكر المشاركون في الوقفة الاحتجاجية الصمت الدولي والموقف الأميركي تجاه ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية من قبل نظام الرئيس صالح، مطالبين بموقف دولي حازم تجاه نظام صالح.

برلين

وفي العاصمة الألمانية برلين، نظم أبناء الجالية اليمنية وقفة احتجاجية، على جرائم نظام صالح، والتضامن مع الثورة اليمنية .

وشهد الاعتصام الذي نظمته المبادرة الشبابية من أجل يمن جديد حضورا كثيفا من أبناء الجاليات العربية والإسلامية ومنظمات المجتمع المدني الألمانية وجمعيات حقوق الإنسان والصحافة الألمانية والعربية والذين أبدوا تعاطفهم من أبناء الشعب اليمني الذين يعانون من ظلم عصابة النظام العائلي ومجازره .

  وفي الوقفة الاحتجاجية ألقى الدكتور أنيس الدعيس كلمة استنكر فيها جرائم عصابة النظام الذين لا همّ لهم إلا إحراق أبناء الشعب اليمني، كما ألقى الناشط السياسي عدنان صادق كلمة باسم الجالية السورية في ألمانيا دعا فيها الشعب اليمني إلى الصبر والثبات مؤكدا أن الشعبين السوري واليمني قد قطعا شوطا كبيرا في سبيل الحرية وأنهما لن يتراجعا إلى الوراء مهما كلفهما من تضحيات .

كما تم تنظيم معرض بانوراما الثورة عرضت فيه صور بعض الشهداء تأكيدا على الوفاء لدمائهم وبأنها لن تذهب هدرا.

لاهاي

وفي إطار هذا الحراك لأبناء الجاليات اليمنية في معظم دول العالم، قدم سياسيون ومحامون وحقوقيون، الخميس، رسالة إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، ولمكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، مرفقة بملف حول جرائم صالح، التي قالوا بأنها ترتقي إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، وفقا لاتفاقية روما.

حيث تم إحالة الملف إلى فريق من الخبراء ولجنة لجمع المعلومات والرصد والتوثيق، التي طلبت توثيق كل صغيرة وكبيرة إلى أن يتم قبول الملف بشكل نهائي، وفي هذه الحالة سيحال الملف وفقا للخطوات الإجرائية المتبعة في المحكمة الدولية.

تويتر

ولم تقتصر هذه الفعاليات الاحتجاجية لأبناء الجاليات اليمنية في المهجر، على الواقع الحقيقي، ولكنها تحولت إلى الواقع الافتراضي، على شبكة الإنترنت، حيث نظم ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حملة أطلق عليها اسم « SupportYeme » «ساندوا اليمن».

وتم فتح صفحة على الفيسبوك لتوثيق جميع الفعاليات التي نظمها أبناء الجاليات اليمنية وناشطون وإعلاميون غربية في كل من لندن وباريس وبرلين وبروكسل وأمستردام وكوالالمبور وأكثر من خمس ولايات أميركية والصين والهند والقاهرة والإسكندرية وعمان، للتنديد بجرائم نظام صالح ضد الشعب اليمني، والدعوة لمحاكمته.