آخر الاخبار

الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار أول دولة أوربية تعلن خوفها الحقيقي من الحرب العالمية الثالثة وتكشف عن خطوة واحدة لتفجير الوضع إسرائيل توقف عمل قناة الجزيرة والعمري يتوعد برد قانوني السعودية تكشف حجم العجز في ميزانيتها خلال الربع الأول هذا العام

قراءة في وجه صالح «المحترق».. أصدق الحالات إشراقة عن «صحة اليمن»

السبت 13 أغسطس-آب 2011 الساعة 09 مساءً / مأرب برس/ حمزة عليان/ نقلا عن جريدة القبس الكويتية
عدد القراءات 10551
 
 

وجه علي عبد الله صالح «المحترق» قد يكون مناسبا بالاختيار، لأنه يصلح في هذه الزاوية، فالصفة تتطابق مع الموصوف، وقراءة الوجه على وقع التطورات تعطي مظهراً لا تقبل التعامل بالنوايا الحسنة، بل بالتعابير والملامح التي لا تخطئ، فهذا «الوجه» أصدق الحالات إشراقة عن «صحة اليمن» بعدما طويت صفحته السياسية كرئيس شرعي لبلاده كما يترافع بذلك خبراء القانون.

الأخبار المطمئنة من الرياض تفيد أن صحته صارت جيدة، وبإمكانه السير على قدميه، لكن «الوجه» سيبقى معطوبا إلى حين. وان كانت المصادر الأميركية من هناك «تجزم» بعدم عودته نهائيا، ربما لخوفه من محاكمة يتعرض إليها شبيهة بمحاكمة حسني مبارك، أو خوفا من غضبه وانتقامه من خصومه وهم كثر.

اختفت التعابير عن وجهه، لكن العيون والنظرات بقيت شاخصة نحو المجهول، في إشارة إلى أن المستقبل غامض، فقد تغيرت ملامحه.. عينان غائرتان، جبهة وأنف محترقان، شعور بالضياع والتوهان، لا يدري إلى أين ستقوده الأهوال.

شفتاه لا تساعدانه على النطق، لا يتحرك بعد أن وجد صعوبة بالغة في الاستدارة نحو اليمين أو اليسار وهو على كرسيه المؤقت بعد أن توارى عن اللعب بالكرسي الحقيقي وهو يلوح بيديه غاضبا ومهددا الجماهير بسحق تمردهم على السلطة التي يمثلها.

استدعى نزار قباني ليقرأ عليه قصيدته المشهورة «قارئة الفنجان» ليقتل الضجر الذي يعيشه، وراح يسمعه بعض مقاطعها من دون أن يهتز بدنه من الخارج، بقي مصلوبا على كرسيه المؤقت وعبدالحليم حافظ يغرد بصوته «لكن سماءك ممطرة.. وطريقك مسدود.. مسدود.. والقصر كبير يا ولدي.. كلاب تحرسه وجنود».. منهيا القصيدة.. «بصّرتُ ونجمتُ كثيراً.. لكني لم أقرأ أبداً.. فنجاناً يشبه فنجانك.. لم أعرف أبداً يا ولدي.. أحزانا تشبه أحزانك».

لم يكتف «صاحب الوجه المحترق» بما جادت به قريحة نزار فتمنى أن يسمع المزيد، فما كان منه إلا أن وجه له «رسالة من تحت الماء» يخاطبه بها كصديق يرجوه أن يرحل عنه لكي يشفى من «المصيبة» التي سقطت عليه... «لو أني أعرف خاتمتي.. ما كنت بدأت.

إن كنت قوياً أخرجني.. من هذا اليم

فأنا لا أعرف فن العوم.. إني أغرق.. أغرق.. أغرق».

استبدل العمامة بالغترة فجاءت لتكمل دائرة الشكل الذي بات عليه بعد واقعة جامع النهدين في دار الرئاسة في صنعاء (شهر يونيو 2011) ويلبس الدشداشة لزوم المناسبة الحزينة لكي تساعده على التنقل من غرفة إلى أخرى بعدما نزع ثوب القادة العسكريين الكبار وهو يلوح بيديه للجنود والمصطفين في طابور العرض وكذلك مع الثوب اليمني الشعبي والجنبية على خصره جالسا قرب المدفأة في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن وهو ما كان مثار استهجان في حينه.

دارت به الأيام ليعود إلى ذاك اليوم الذي يقع في عام 1978، وكان لا يزال برتبة مقدم ليختاروه رئيسا لليمن الشمالي ويحل محل الرئيس المقتول أحمد الغشمي، ولكي يحفظ نظامه أدخل القبائل في جسم الدولة ومنحها امتيازات شكلت له دعما متواصلا في الحروب التي خاضها، وفي عام 1990 توج «ملكا» على اليمن بشماله وجنوبه بإعلان الوحدة، لكنه أطاح بقيادات الجنوب متهما إياهم بالتآمر، ويبقى في الحكم غير آبه بالمعارضة والمشككين بنهجه طوال 32 عاما.

وقف أمام المرآة ليرى «وجهه المحترق» عن قرب لأنه عاجز عن إمساكها بيديه الملفوفتين بالقماش والحديد، وسأل احد مرافقيه المقربين، كيف رأى شعبي صورتي بعد الحادث؟ تأخر بالرد قليلا ثم قال «سيدي الناس مصدومة، لكنهم يرددون كلام الشيخ صادق الأحمر؟»، انتفض الرئيس فجأة، وماذا قال الأحمر؟ تكلم! أجاب «أنا في منزلي، ولا أحد يستطيع أن يعتقلني، وصالح كذاب، وسيغادر اليمن حافي القدمين».

كثيرا ما وصفوه بذلك الحاكم الذي يرقص على رؤوس الثعابين، لشدة دهائه وتلونه، وقدرته على أن يحفظ كرسيه ونظامه، لكنه منذ الخميس 4 أغسطس 2011 بات رئيسا غير شرعي، بحسب الدستور الذي ينص على انه في حال غياب الرئيس عن البلاد لمدة ستين يوما متتالية، وتعذر ممارسة مهامه الدستورية، تضعه بحكم المستقيل.

أنصاره شدوا من أزره ونفوا إصابته بـ«عجز دائم» لأنه ما زال يمارس عمله أثناء وجوده في الخارج للعلاج، فهو يستقبل ويودع المسئولين، بمن فيهم مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، كما يصدر توجيهاته وتعليماته إلى الحكومة، والذين يرددون القول بانتهاء فترة الرئيس هم «جهلة لا يكلفون أنفسهم الاطلاع على الدستور»، كما صرح رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم طارق الشامي.

في لحظة تأمل، وهو على سرير المرض، راحت الأفكار تطارد بعضها، إلى أن اهتدى إلى الإمام الشافعي القائل:

دع الأمور تجرى في أعنتها

ولا تبيتن إلا خالي البال

ما بين غمضة عين وانتباهتها

يغيّر الله من حال إلى حال

ليصحو على نفسه وليظهر أمامه على شاشة التلفزيون بنقل حي ومباشر للجماهير الساخطة على حكمه وعهده في ساحة التغيير وهي تصرخ «ارحل.. ارحل».

يشبه رجلا صوماليا، أو احد أبناء منطقة الحديدة الذين يعرفون بالوجوه السمراء ووضع الغترة على الرأس، وهو بعكس الزي التقليدي اليمني، حيث «الجنبية» على الخصر، هكذا كانت ردود الفعل عند أبناء اليمن، والأوصاف التي أطلقوها عليه، فقد زادت شعبيته وتعاطف الناس معه بعد «حادثة النهدين» وظهوره على التلفزيون بالوجه المحترق، ولسان حال هؤلاء يقول: «نار علي عبدالله صالح ولا جنة اللقاء المشترك».

لم يعد أحد يناديه «بفخامة الأخ المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وقائد القوات المسلحة، حفظه الله»، بل نقشوا على وجهه مظاهر السواد بفعل القنابل التي وضعت في المسجد ليخرج من هناك متخفيا وينقل إلى السعودية للعلاج، ويومها قيل «خرج ولم يعد»، مع أن اليمنيين ما زالوا يتأملون عودته إلى دياره ليكمل مدته الدستورية، كما يقولون، فالرجل «ديموقراطي» يخاف على بلاده من الفراغ.

عام 2003، وأثناء مقابلة تلفزيونية أجريت معه بمناسبة مرور 25 عاما على توليه الرئاسة، أعلن انه «مستعد للتنازل عن الرئاسة، في حال الوحدة العربية أو الاتحاد العربي، للرئيس مبارك أو للأمير عبدالله بن عبدالعزيز من دون مزايدة»، ولم يكن يدري أن مبارك سبقه بالسقوط من الحكم، وانه سيحل ضيفا على الملك عبدالله.

قصته مع الثعابين والأفاعي رواها له الزميل غسان شربل في «الحياة»، عندما سأله عام 2008 عن الحكم في اليمن، فأجاب: «إنه يشبه الرقص على رؤوس الثعابين»، ثم أعاد عليه السؤال عام 2009 فقال «لا، باستثناء تحول الثعابين إلى أفاع»، وعندما استوضحه إن كان يخشى لدغها قال «نحن وشعبنا قادرون بإذن الله سبحانه وتعالى على التعامل معها وترويضها، نحن لا نخاف»!

«سيرتي» الذاتية

• اسمي علي عبدالله صالح.

• من مواليد 1942، في قرية بيت الأحمر مديرية سنحان، محافظة صنعاء.

• تلقيت دراستي الأولية في كتاب قريتي.

• التحقت بالقوات المسلحة عام 1958، وواصلت دراستي وتنمية معلوماتي العامة، وأنا في سلك الجندية.

• التحقت بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة عام 1960.

• في الأشهر الأولى للثورة رقيت إلى رتبة مساعد.

• في عام 1963 رقيت إلى رتبة ملازم ثان.

• التحقت بمدرسة المدرعات لأخذ فرقة تخصص «دروع».

• شغلت مناصب قيادية عسكرية كثيرة، منها:

- قائد فصيلة دروع.

- قائد سرية دروع.

- أركان حرب كتيبة دروع.

- مدير تسليح المدرعات.

- قائد للواء تعز، وقائد معسكر خالد بن الوليد «1975 - 1978».

- مثلت البلاد منفرداً ومشتركاً مع غيري في الكثير من المحادثات والزيارات الرسمية لكثير من البلدان الشقيقة والصديقة.

- شغلت منصب عضو مجلس الجمهورية المؤقت، ونائب القائد العام، ورئيس هيئة الأركان العامة في 24 يونيو 1978.

• انتخبت في 17 يوليو 1978 رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة من قبل مجلس الشعب التأسيسي.

• في 17 سبتمبر 1979 رقيت إلى رتبة عقيد.

• منحت من قبل مجلس الشعب التأسيسي وسام «الجمهورية» في 22 سبتمبر 1979.

• انتخبت أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام في 30 أغسطس 1982.

• أعيد انتخابي في 17 يوليو 1988 رئيساً للجمهورية وقائداً للقوات المسلحة من قبل مجلس الشورى المنتخب.

• في 21 مايو 1990 منحت رتبة «فريق»، بناء على قرار مجلس الشورى.

• في 22 مايو 1990 تشرفت برفع علم الجمهورية اليمنية في مدينة عدن، وإعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وإنهاء التشطير وإلى الأبد، وفي اليوم نفسه اخترت رئيساً لمجلس الرئاسة للجمهورية اليمنية.

• انتخبت رئيساً للجمهورية من قبل مجلس النواب، وذلك في تاريخ 1 أكتوبر 1994، بعد إجراء التعديلات الدستورية التي أقرها المجلس في تاريخ 1994/9/28.

• منحت رتبة المشير، بناء على قرار مجلس النواب.

• في 4 يوليو 1999 انتخبت من المؤتمر الشعبي العام السادس رئيساً للمؤتمر الشعبي العام. حيث فزت بنسبة %96.3 من الأصوات، وفي عام 2006 أعادوا منحي الثقة، وانتخبوني رئيساً للجمهورية لمدة سبع سنوات.

• تزوجت وأنجبت سبعة أبناء أكبرهم أحمد، انتمى إلى الطائفة الزيدية، التي يشكل أتباعها %30 من اليمنيين، خضت ست حروب مع المتمردين الزيديين، آخرها في فبراير 2010 .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن