سقوط لحج.. سيناريو رديء لنظام متهالك

الثلاثاء 21 يونيو-حزيران 2011 الساعة 07 مساءً / مأرب برس- خالد الشودري:
عدد القراءات 7238
 
 

يبدو أن بقايا النظام ما زالت تعبث بما بقى من الوطن دون ذرة مسؤولية أو شعور بالذنب. نرى ذلك جلياً هذه الأيام في محافظة لحج وعاصمتها الحوطة, فبعد أن أعلنت وسائل إعلام النظام سقوط محافظة أبين أواخر الشهر الماضي تحت سيطرة المسلحين (القاعدة المفترضة) جاء هذا الإعلان بعد حديث لشهود عيان ومراقبين للوضع المحلي بأبين، قالوا بأن زنجبار عاصمة المحافظة قد سلمت رسمياً ودون أي مقاومة للمسلحين وأشارت, بعض المصادر إلى أوامر عليا صدرت للمعسكرات وقوات الأمن بالانسحاب منها وترك المدينة، ليروج الإعلام الرسمي بعد ذلك لسقوط زنجبار بأيدي مسلحين يتبعون القاعدة افتراضاً, وهم لا يملكون سوى الأسلحة الخفيفة ويعلنون طرد القوات الحكومية بعدتها وعتادها في مشهد يثير السخرية والاستغراب معاً.

لتبدأ معاناة الأهالي من أبناء المحافظة للنزوح عنها طلباً للأمن والأمان المفقودين وترك بيوتهم تحت هاجس الخوف وفي ظل غياب تام للدولة والخدمات الأساسية وتهديد إضافي من انتشار الأوبئة والأمراض فلم يجدوا أمامهم إلا الهرب باتجاه عدن حيث أشارت التقارير إلى نزوح أكثر من 30 ألف نازح توزعوا بين مدارس محافظة عدن وبعض بيوت الأقارب.

السيناريو التالي

لم تنته المأساة إلى هنا وحسب, حتى طالعتنا وسائل الإعلام عن هجوم لمسلحين استهدف مبنى أمن محافظة لحج في مدينة الحوطة ومعسكر الأمن المركزي وفرع البنك المركزي بالمحافظة مساء الجمعة الماضي لندخل فصلاً جديداً من المسلسل الذي لا تكاد تنتهي فصوله من اللعب بالنار وأرواح وأرزاق الناس.

ومثلما صار في محافظة أبين تكرر في لحج من انسحاب لمسئولي السلطة المحلية والأمن حسب أوامر عليا أيضاً - على ما يبدو - وهذا ما أكده محافظ لحج بأن وزارة الداخلية استدعت مدير الأمن بالمحافظة إلى صنعاء قبل الهجوم المسلح بيوم، وكذا الانتشار الأمني الموجود على مداخل المدينة ومنافذها ومع ذلك استطاع المسلحون الدخول، الأمر الذي أثار الاستغراب والريبة بالإضافة إلى مشاهدة بعض السكان المحليين لبعض المسلحين وهم يرتادون منزل القيادي في الحزب الحاكم ياسر اليماني.

المشهد الإنساني لم يغب عن واقع الحال فقد بدأت عشرات الأسر بالنزوح إلى عدن تاركة منازلها لتزداد فظاعة ومأساة عند هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم ضحايا لسلطة عابثة ومسلحين بلا هوية، لتضيف معاناة النازحين على حمل المنظمات والجمعيات الخيرية حملاً ثقيلاً رغم الجهود المبذولة من خلال حملة الإغاثة العاجلة, لكن الإمكانيات الشحيحة تصعب من الجهد الإغاثي. يحدث هذا كله وبقايا النظام ما زالت تمعن في معاقبة شعب اختار العيش بكرامة وحرية, ولا ندري ما تخبئه لنا الأيام القادمة من مفاجآت وسيناريوهات جديدة لفلم أصبح مفضوحاً ومكشوفاً أمام القاصي والداني.

عدن.. ثمة مشاهد مريبة

وفي محافظة عدن تعالت الدعوات والتحذيرات من تكرار سيناريو (لحج, أبين) وبنفس الطريقة بعد أن ظهرت عدة مؤشرات تدل على تكرار لنفس المشهد.

مطلع الأسبوع الماضي تم تفجير عبوة ناسفة في سيارة تابعة لعقيد في الجيش يدعى مطيع السياني ويعمل مديراً للإمداد باللواء 31 مدرع و يعتقد بأن التفجير تم عن بعد، بعدها بأيام شوهدت مجاميع مسلحة تجوب بعض شوارع المدينة في عدن، تلا ذلك إعلان للأمن بعدن عن اعتقال عدة أشخاص يعتقد بأنهم على صلة بمسلحي أبين, بالإضافة إلى قيام مسلحين مجهولين بإطلاق نار كثيف على مبنى خفر السواحل و مبنى الأمن بالمديرية.

ويبدو المشهد مفتوحاً على كل السيناريوهات المحتملة التي يمكن إفشالها بتكاتف الجميع.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة