احتشد مئات الآلاف في ساحة الحرية بتعز لأداء صلاة جمعة الرحيل, وهم يحتجون على تأخير الزحف إلى الجمعة القادمة, مشيرين إلى أنهم يريدون حسم الأمور بالطرق السلمية التي تحفظ دماء اليمنيين والسلم الأهلي الاجتماعي, كما شددوا على محاكمة السفاح بحسب الشعارات التي هتفوا بها بصوت واحد عقب صلا الجمعة: "الشعب يريد محاكمة السفاح".

الشيخ ضياء الحق الأهدل خطب خطبة جمعة الرحيل, مبينا عواقب الظلم والطغيان على صاحبه, ونهاية كل ظالم, مستعرضا أمثلة كثيرة على مر التاريخ للظالمين ونهاياتهم.

وشدد الأهدل على أهمية قيام دولة مدنية حديثة تقوم على أساس العدالة والمساواة والشورى والحفاظ على حقوق الناس التي حفظتها كل الشرائع, داعيا الثوار المعتصمين إلى التسامح والمحبة والإخاء والتعاون وعدم الإصغاء للمفتنين والدجالين والمحرضين بين الناس, وعدم الإصغاء لدعوات المنافقين والانتهازين والمرجفين بين الناس والمثبطين والمنتفعين الذين يريدون شق الصفوف بالشائعات والأراجيف.

وحذر من التنازع والاختلاف أثناء النصر وبعده؛ لأن ذالك سيؤدي إلى فشل ثورتهم وإلى ضياع جهودهم في محاربة الفساد والظلم, داعيا إياهم إلى الالتزام بسلمية ثورتهم حتى وإن قصفوا بالرشاشات وعدم الانجرار إلى العنف مهما كانت التضحيات, منوها إلى أن الدماء التي أزهقت هي سبب النصر وسبب هزيمة الطغاة والظالمين.

ودعا الأهدل الحاكم إلى "سرعة الرحيل وتجنيب الوطن كل خراب والحفاظ على ما تبقى من وطن وعدم جره إلى الحرب الأهلية التي يهدد اليمنيين بها والتي لن تحدث مهما كان حجم الاعتداء من زبانيته ومهما كان عدد الشهداء", مضيفا "هي رسالة واضحة نوجهها لهذا الحاكم, فلا يحلم بهذه الأمنية التي يتمناها كما أنها لن تحدث بوجود الجيش والتي أصبح ضمانة كبيرة لحفظ الوطن ووحدته وآمنه واستقراره".

ووجه شكره للجيش وقادته الذين انحازوا للشهب والثورة وأصبحوا الضمانة الوحيدة لتحقيق أهداف هذه الثورة, حد تعبيره.

وبعد الانتهاء من صلاة الجمعة, هتف الجميع, رجالاً ونساءً وأطفالاً, بصوت واحد: "الشعب يريد محاكمة الرئيس", و"الشعب يريد رحيل الرئيس".

واختلطت أعلام فلسطين وليبيا واليمن والسعودية مشكلة لوحة جميلة ناشدت بالوحدة العربية.