تقرير لإذاعة هولندا يصف الناشطة كرمان بالمرأة الحديدية والملكة بلقيس التي تقود اليمن إلى التغيير

الخميس 24 مارس - آذار 2011 الساعة 10 مساءً / مأرب برس – متابعة خاصة:
عدد القراءات 11885

وصف تقرير نشره موقع إذاعة هولندا العالمية، الناشطة الحقوقية والقيادية في حزب الإصلاح المعارض توكل كرمان بالمرأة الحديدية، وببلقيس ملكة اليمن الشهيرة، بسبب مساعيها القيادية نحو التغيير في اليمن من خلال تحركها بحيوية بين الجميع كالشعلة، وإنطلاقها كالنحلة في مساعيها لتحقيق ذلك. في حين قال أن الحراك الجنوبي كان أنموذجا رائعا في استخدام حق الاحتجاج للدفاع عن حقوقهم التي قال أنها اليوم قد بدأت الانتشار في جميع المحافظات.

وقال التقرير - الذي أعده عمر الكدي- أن توكل تحب أن يطلق عليها الناس اسمها الشخصي فقط، بعد أن قال أنها :"أصبحت تقض مضجع الرئيس علي عبد الله صالح"، وفي حين نقل عنها تأكيدها لـ"إذاعة هولوندا" أن اسمها على رأس قائمة المطلوب اغتيالهم، وأنها إذا ما عاشت بعد سقوط نظام صالح، لا ترغب في لعب أي دور سياسي، وإنما ستتفرغ لنشر الحب والسلام والطمأنينة بين أبناء وبنات الشعب اليمني" والذي قالت أن الحاكم الذي وصفته بـ"غير الشرعي" :قد صورناعلى أننا إرهابيين، وجعل بلدنا من أسوأ البلدان اقتصاديا، وأمنيا، وأصبح اليمني لا يفتخر لا بوطنه ولا بنفسه حتى كانسان".

وقال معد التقرير :"قابلت توكل عبد السلام كرمان لأول مرة عندما زارت مقر إذاعة هولندا العالمية بهيلفرسوم العام الماضي، ضمن وفد من الصحافيين والإعلاميين والمدونين العرب، جاءوا في زيارة إلى هولندا رتبتها وزارة الخارجية الهولندية، للتعريف بهم وأيضا من أجل حمايتهم من الأنظمة الحاكمة. كانت امرأة عادية في مطلع الثلاثينات من عمرها، ترتدي ملابس محتشمة بما في ذلك غطاء الرأس، ولكنها كانت شعلة من الحيوية. تتحرك بين الجميع مثل نحلة، وتوزع بطاقات التعريف بها على الجميع".

وأضاف:" في ذلك الوقت لم تكن معروفة خارج اليمن، لكنها اليوم يلقبها الشعب اليمني بالمرأة الحديدية، وببلقيس على اسم ملكة اليمن الشهيرة التي عاصرت الملك سليمان".

وتحدثت كرمان حول مطلب إسقاط النظام المرفوع اليوم من قبل شباب الثورة أن لديها" قناعة بأن النظام قد سقط، ولم يبق إلا الإعلان عن ذلك،، مؤكدة أنه – أي الرئيس- إذا لم يرحل فسوف يشاهد الجموع وهي تزحف على القصر الرئاسي لتجبره على الرحيل". وفي حين أوضحت أنهم اطلقوا على يوم غد "جمعة الرحيل"، وإنهم بالمناسبة يحاولون إقناع الجماهير بعدم الزحف يوم غد على القصر الرئاسي".

وأشار تقرير إذاعة هولندا إلى أن كرمان أسست في بداية مشوارها، منظمة صحفيات بلا حدود، وعندما سرقها النظام أسست منظمة صحفيات بلا قيود، وفي حين أكد قال أنها "لا تذكر عدد الاعتصامات والمظاهرات التي نظمتها وقادتها"، غير أنها قالت "إنها بدأت منذ مايو عام 2007 بتنظيم اعتصام كل يوم ثلاثاء، في ساحة مواجهة لمجلس الوزراء أطلقوا عليها اسم ساحة الحرية، حيث كانوا ينادوا بحرية التعبير والصحافة، ومناهضة كافة أشكال الانتهاكات، وخاصة الانتهاكات التي تطال السجناء، بالإضافة إلى التعذيب والقتل خارج إطار القانون، وقضايا مكافحة الفساد، والحريات وحقوق الإنسان، حيث كانت السلطات لا تهتم بهذه المظاهرات".

وتساءل التقرير - الذي نشر على الموقع الإلكتروني للإذاعة- فماذا ستفعل امرأة في بلد يحكمه الرجال مثل اليمن" في إشارة إلى عدم أهمية أو خطورة ماتفعله، غير أن الرئيس صالح مع الوقت- ووفقا للتقرير- شعر "بخطورة هذه المرأة، ووصل به الأمر أن اتصل هاتفيا بشقيقها الشاعر طارق كرمان، وطلب منه أن يضغط على شقيقته وإلا فمصيرها سيكون القتل".

وتابع التقرير:"عندما استمرت في نشاطاتها اعتقلتها السلطات لعدة ساعات، وفي المرة الثانية خطفت من أمام بيتها في منتصف الليل، بينما كانت في طريق عودتها مع زوجها، ولكنهم أفرجوا عليها في الصباح".

ونقل التقرير عن كرمان قوله أنها و"منذ يوم 16 يناير بدأت الاعتصامات في ساحة التغيير بجامعة صنعاء، وحضر فقط 20 شخصا في الاعتصام الأول، الذي كان المطلب الوحيد فيه هو إسقاط النظام، خاصة بعد نجاح ثورة تونس وتبنيها خيار إسقاط النظام.

وقالت كرمان "منذ ذلك اليوم لم نقتل شرطيا واحدا، بل لم نجرح شرطيا واحدا، والآن بدأ يظهر للعالم من هم اليمنيون على حقيقتهم". مؤكدة "أن الشعب اليمني يحترم المرأة، وتعتبر ثقافة إخضاع المرأة ثقافة وافدة وليست أصيلة في اليمن".

واوضح التقرير أن كرمان ومنذ بداية عملها في الحقل العام رحبت بها كافة الشرائح، من الطلاب والنخب، إلى القبائل وحتى رجال الأمن، وفي حين قال أنها تشعر "أن اليمنيين عادوا إلى خصالهم التاريخية المعروفة، وتطهروا في أيام قليلة من كل الأردان التي لحقت بهم في ظل هذا النظام".ووفقا للتقرير فقد أكدت كرمان أن للتنشئة الاجتماعية دور كبير في ما تقوم به الآن، وأن لوالدها الوزير السابق، وعضو مجلس الشورى الحالي تأثير كبير عليها، حيث تقول: "والدي في الحقيقة ربانا جميعا وخاصة أنا بحكم أنه رأى اهتمامي بالعمل السياسي والعمل العام مبكرا، ورباني على كثير من المبادئ والقيم، كما تعلمت منه الكثير في الحقل السياسي والعام، وهو خبير دستوري كبير، ورجل نزيه من الطراز الأول".

ويضيف التقرير :"لم تجد كرمان وهي السيدة المتزوجة وأم لثلاثة أطفال أي عائق من أسرتها الصغيرة والكبيرة، بل وجدت دوما كل التشجيع من زوجها ووالدها وأخوتها، حيث تضيف "كان أهلي ولا زالوا يتعرضون لضغوط كبيرة من أجل أن أتوقف عن مشاركتي في الحقل العام، وأيضا كتاباتي عن عن الفساد، وفيما بعد في الاعتصامات وأخيرا مشاركتي في هذه الثورة"، غير أنها استدركت قائلة:" في البداية حاولوا إقناعي بالتراجع عن هذا الخيار، وأخيرا هم أكثر قناعة بصوابية ما اخترته".

وأكد التقرير أن كرمان ومنذ أن بدأت تطالب وتمارس الحق في الاعتصام والتظاهر شعر النظام بخطورتها، غير ان الوقت حينها كان قد فات، وذلك لأن حركة الاحتجاجات قد بدأت في الانتشار في جميع المحافظات، خاصة بعد أن قدمت قوى الحراك الجنوني "نموذجا رائعا في استخدام هذا الحق، للدفاع عن حقوقهم، الأمر الذي قال التقرير :"أنه ومنذ ذلك اللحظة شعر النظام بأن ناقوس الخطر يدق بشدة، لأن الناس عرفوا كيف يطالبوا بحقوقهم، عبر آلية جديدة ومهمة وهو حق دستوري وإنساني".

وأكد التقرير أن كرمان تشعر بالفخر لأنها ورفيقاتها ورفاقها ، أول من دشن ممارسة هذا الحق المتمثل في الاحتجاجات المطلبية، التي قال التقرير أنه "الآن يستخدمه كل صاحب حق"، مضيفا "عندما بدأوا اعتصامهم الأول في جامعة صنعاء، رفعوا شعار "ارحلوا قبل أن ترحلوا"، والذي قال أنه و وفقا لكرمان قد" استهجنه الكثيرون، قائلين أنهم يريدون الحوار والإصلاح، لكن كرمان والطلبة صمموا على مطلبهم ، ليتسع مع الأيام عدد المؤيدين للشعار، حتى أكتسح اليمن من أدناها إلى أقصاها، ويتفق عليه الجميع، من الشمال إلى الجنوب، ومن الأحزاب إلى القبائل، ومن الحوثي إلى الحراك السلمي، ومن النقابات إلى الجيش".

وينقل التقرير عن كرمان قولها:" إنها تعلمت هذه التكتيكات من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومن زياراتها لكثير من الدول، ومن الألم الذي تحمله بسبب تعاسة أبناء شعبها، ومن كل كلمة يقولها ".

وتؤكد كرمان - في حديثها لمعد التقرير- إنضمام جنود الحرس الجمهوري والرئاسي إليهم، بعد انضمام الجيش ، وفي حين قالت ان الرئيس صالح سيبقى مع قادة هذه الأجهزة فقط، التي لاتخلو هي الأخرى- حسبها- من حركة تمرد واسعة الآن بداخل هذه المكونات، وخاصة في الحديدة وحضرموت.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الثورات الشعبية