إلى قبل أشهر وصعده تعيش التباين بين أبناءها، ما بين مؤيد للسلطة ومعارض، ففي مفارقة عجيبة، وتحول كبير، رفع أبناء صعده مؤخراً صوتهم ووحدوه في صوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام"، فتوالت الاستقالات الجماعية والفردية من الحزب الحاكم، احتجاجاً منهم على قمع المظاهرات السلمية في مختلف المحافظات، والتضامن مع شباب الثورة، حتى وصف ذلك بانقلاب محافظة بأكملها.

فبعد أن أعلن بعض أعضاء مجلس النواب في صعدة عن استقالتهم من المؤتمر الشعبي العام، توالت الاستقالات لمختلف أعضاء المجالس المحلية، والقيادات المؤتمرية، والشخصيات الاجتماعية بذات المحافظة، ولذات الاحتجاج.

وخلال يوم الثلاثاء الماضي عقد المؤتمر الوطني للسلام لقاءً تشاورياً موسعاً لأعضاء المجالس المحلية والمشائخ والشخصيات الاجتماعية لأبناء صعده، لاتخاذ موقفاً إزاء ما يحصل من قمع للمتظاهرين في عموم محافظات الجمهورية، وإثناء ذلك أعلن العشرات تقديم استقالاتهم من الحزب الحاكم.

وفي منزل رجل الأعمال- فارس مناع بمديرية الطلح الذي قصفه الطيران خلال الحرب الأخير ة ودمر كل ما فيه –- نصبت الخيام في فناءه الواسع كمقر انعقاد اللقاء التشاوري الذي استمر على مدى ثلاثة أيام – يستقبل الاستقالات المتتالية من مختلف مديريات صعده- من الحزب الحاكم، وإعلانهم الانضمام الى ثورة التغيير السلمية.

وحسب رئيس المؤتمر الوطني للسلام – فارس مناع – الذي بادر بإعلان استقالته من الحزب الحاكم – قال: انه خلال الثلاثة الأيام الماضية وخلال انعقاد اللقاء التشاوري توالت الاستقالات من أغلب مديريات محافظة صعده، للمنتمين الى الحزب الحاكم، والإعلان عن انضمامهم للمحتجي ن، وذلك احتجاجاً منهم حسب قول مناع: على ما يحدث من قمع للمعتصمين السلميين بمختلف المحافظات، وكذا إرسال السلطة "بلاطجتها" ومن السجون للاعتداء على المعتصمين سلمياً".

مناع:90% نسبة المستقلين من الحزب الحاكم بصعده:

وأكد مناع " خلال اليوم الخميس ستكتمل بقية استقالات أعضاء المجالس المحلية لبقية المديريات، لتصبح 90%، نسبة المستقلين من الحزب الحاكم بصعده". مؤكداً تضامنهم وتحمسهم اللامحدود مع مختلف المعتصمين.

وقال: أبناء صعده من دفعوا الثمن، وقبل كثر من ضحى، ورفضنا النظام من قبل الاحتجاجات، ودفعنا الثمن دماء أبناء صعده، فمن باب أولى انهم يطالبون بالاعتصامات لإسقاط النظام، لأن النظام حسب قوله: أصبح يهدد النظام الجمهوري والوحدة، وهما ثوابت وطنية لايمكن المساس به. مضيفاً: ان النظام أصبح يتعامل مع أبناء صعده بالبطاقة".

ووصف مناع" اسلوب النظام بالديكتاتوري، مقابل المطالب القانونية للشعب، مؤكداً" رفضنا ان تسلب حقوقنا وحرياتنا".

واعتبر اللقاء التشاوري بدايةً لاعتصام مستم ر ومفتوح لأبناء صعده.معلناً عن ساحة اعتصام دائمة لإسقاط النظام سيعلن عنها لاحقاً".

وانتقد فارس مناع تحجيم وسائل الإعلام الرسمية لما وصفه بالحدث الكبير، قائلاُ: ان تقدم محافظة بأكملها استقالاتها من الحزب الحاكم فهو حدث كبير ومهم". مشيراً الى صدور ردود فعل من قبل السلطة بإصدار بيانات غير صحيحة وغير راغبة بما يحصل لكنه واقع ".

ناشطون:معاناة أبناء صعده من باب أولى لهم المطالبة بإسقاط النظام:

من جهته قال: ضيف الله الشامي – ناشط سياسي بحركة الحوثيين – ان صعده لازالت تشرك دماءها مع دماء إخوانها في سائر المحافظات، ولازلنا مستعدين لت قديم المزيد، لأننا اشد من عانينا، حيث دمرت منازلنا ورملت النساء ويتم الأطفال".

وأضاف" إننا أبناء صعده لانريد ان نرقى ان نكون على أكتاف أي نظام يتمادى بالإجرام، وما يقوم به من قمع واعتقال وقتل بداية السقوط المتخبط".

وفي حين قال: ان ساحة الاعتصام المنادية بالتغيير تكون جوار نظام، أكد انهم تحرروا من النظام الطاغية بالكامل، ولا يوجد كما قال:إلا المجمع الحكومي".

واعتبر منسق شباب التغيير بصعده – عبد الله محمد الفقوع – انسحاب اغلب أعضاء المجالس المحلية والقيادات والشخصيات الاجتماعية بصعده من الحزب الحاكم بادر ة كبيرة، واعتصاماً وتضامناً مع مختلف أبناء الوطن المطالبين بإسقاط النظام.

كما أشار: الى ان ذلك تضامناً مع أبناء الوطن والمحافظات الجنوبية والشمالية والو سطى وغيرها، ولم يمكن شخصي بعد ما تعرضت له صعده من قمع بالهوية".

ولفت الى ان الاستقالات والمطالبة بإسقاط النظام الحل الأمثل لهذا النظام الذي اثبت فشله".حسب قوله.

وفي اللقاء التشاوري قال المحامي يحي إسماعيل المختفي " ان صعده هي أول من اكتشفت فساد النظام، وهي أكثر من قتل أبناءها وشردوا".

وأَضاف" قمنا بتقديم الاستقالات لما نراه من أعمال البلطجة من اعتداء وقتل، وحفاظاً على الوحدة والجمهورية".

وقال المحامي المختفي" اذا استمر هذا الشخص في سدة النظام، فيقوم بتقسيم الوطن الى دويلات، كما انه ليس رجل مرحلة، لأنه يحمل عقلية الثمانينات القتل والاعتقال و غيرها".

وأدان اللقاء التشاوري لأبناء صعده ما وصفها بالمذبحة التي قامت بها السلطة بساحة التغيير بصنعاء قبل يومين، مؤكدين تضامن ابناء صعده مع إخوانهم المعتصمين بصنعاء وكافة المحافظات، والتمسك بالنضال السلمي المشروع حتى إسقاط النظام.

مهرجانات حاشدة للحوثيين لإسقاط النظام:

وبعد حضورنا اللقاء التشاوري بمدينة الطلح، ا نتقلنا الى مديرية ضحيان، وهناك كان المئات من أنصار الحوثي وكوادره يحتشدون في ساحة إحدى المدارس في مهرجان جماهير ي كانت هتافاتهم تردد "الشعب يريد إسقاط النظام"، كما هتفوا "يا علي يا سفاح..دم اليمني مش مباح"..

وفي المهرجان رفعت اللافتات بعضها باللغة بالانجليزية مطالبة برحيل النظام، كتب على أحدها بخط كبير (ارحل)، وبخط صغير بذات اللافتة (اعقلها وتوكل قبل ان تعتقل). كما قدمت عدد من القصائد الشعرية والوصلات الإنشادية والمشاهد المسرحية، أجمعت في مجمل ها على المطالبة بإسقاط النظام".

وفي مجمل كلمات كوادر الحوثيين في المهرجان أدانوا ما يحدث من قمع للاعتصامات السلمية بمختلف المحافظات، من قبل السلطة. معلنةً تضامنها الكامل معهم، وتوحيد مطالبهم "إسقاط النظام".

وعلى غرار ذات المهرجان تقام عدد من المهرجانات في مختلف مديريات محافظة صعده، يستقبل خلالها المعلنين عن استقالتهم من الحزب الحاكم".

ولاحظنا في الشارع الرئيس لمدينة الطلح لافتات مكتوب عليها " صناديق جمع التبرعات، للمعتصمين بصعده للمطالبة بإسقاط النظام".