قال القيادي السلفي في جمعية الحكمة اليمانية الخيرية الشيخ الخضر بن عبد الملك الشيباني : " أن بلادنا قد وصلت إلى واقع مؤلم في شتى المناحي ، اتسع فيه الخرق على الراقع ، وبلغ السيل الزبى وغدا الصراخ من المعارضة والوعود الكاذبة من السلطة والمواعظ والخطب والبيانات من العلماء والدعاة ، لا تكفي اليوم ،و من حق الأمة أفراداً وجماعات أن تمارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجميع الوسائل المشروعة ، ومن ذلك التحالف والتناصر لإنكار المنكر بشروطه ودرجاته المعروفة ؛ مالم يؤدي ذلك إلى منكر وفساد أكبر منه أو مثله، كوننا نتعامل اليوم مع قلوب قاسية قد طغى عليها حب الدنيا ، والاستئثار بالثروات والخيرات ، وطال عليها الأمد في الظلم والفساد، فقست قلوبها وغطاها الركون إلى ما تملكه من القوة والنفوذ ، والأتباع للمغرر بهم، أو المنافقين وبطانة السوء"- حسب تعبيره.

وأشار الشيباني - رئيس مركز الكلمة الطيبة للدراسات والبحوث بصنعاء، في حوار صحفي ينشره مارب برس إلى أن كل هذه الآفات تحتاج إلى برامج ذات معاول قوية وآلات حفر صلبة ، حتى تزيل طبقة الفساد والعمى الذي غطى على عيون أصحابها وقلوبهم ، فأصبحوا لا يميزون الخبيث من الطيب والناصح من الكاذب"- كماقال . مطالبا القوى السياسية باشراك السلفيون بورقة في الحوار الوطني المزمع إقامته.

وبينما دعا الشيباني إلى الانطلاق من أصل الكلمة الطيبة إلى برامج عملية وآليات محددة ومنضبطة يتوافق عليها العقلاء وأهل الشورى والرأي في البلاد ؛ أكد على بث روح الكلمة الطيبة التي هي كلمة التوحيد الخالص وهي مبنية على التبشير بنصر الحق على الباطل ، ودحر الفساد والمفسدين بجميع أصنافهم ، ابتداءً بالشرك والخرافة والإلحاد ومروراً بالفساد والإجرام الأخلاقي وانتهاءً بالفساد السياسي والاقتصادي ؛ موضحاً أن مثل هذه العبارات اللينة والطيبة مع ضرورتها وتوافقها مع المنهج النبوي في الدعوة والتغيير لا تكفي لوحدها لمعالجة الواقع المؤلم الذي وصلت إليها بلادنا في شتى المناحي.

واعتبر الشيباني في تفاصيل الحوار الذي ينشره مارب برس بالاتفاق مع صحيفة ايلاف اليمنية" أن السلفيين جزء من هذا الوطن، يكتوون بما يكتوي به غيرهم ، بل ربما وجدوا عنتاً زائداً من البعض بسبب الصورة المشوهة التي قال أن جهات كثيرة تحاول تقديمها عنهم ، داعيا بالمناسبة إلى مبادرة و تقديم برنامج عملي لإصلاح البلاد ، يكون عبارة عن خطوات محددة واضحة وعملية تجاه الوضع القائم، مشددا على ضرورة اشراك السلفيون بورقة في الحوار الوطني المزمع إقامته لاصلاح الوضع القائم باليمن ، من خلال تقديم برنامج عملي أومبادرة للاصلاح الشامل بالبلاد ، وأن لا يظل السلفيون كمن يسقط عليهم قول الشاعر :

 (ويقضى الأمر حين تغيب تيمٌ ** ولا يستشهدون وهم شهود)، معتبرا أن هذا وضع مرفوض ، ولا أحسب أن الجيل الجديد من المنتمين للدعوة السلفية في اليمن يقبلون به ليكون عنوان لطرحهم في الوضع الحالي أو المستقبل. داعيا من وصفهم بـ"القيادات السلفية" إلى استدراك الأمر بخطوات أكثر سرعة ، ووضع النقاط على الحروف ، وتحرير المسائل المختلف فيها بين الاتجاهات العاملة في الساحة ، وأوجه الالتقاء والاشتراك ؛ حتى لا نظل في إهدارٍ للطاقات والعقول ، كون الأمر لا يستحق المزيد من التأخير – حسب قوله..

وأرجع الشيباني- رئيس مركز الكلمة الطيبة للدراسات والبحوث بصنعاء - في تشخيصه للأوضاع الحالية التي تمر بها بلادنا وأصل الأزمة اليمنية - إلى غياب الوازع الديني وتعظيم الشريعة والتحاكم إلى الكتاب والسنة في جميع الأمور ، و الابتعاد عن أصحاب الكفاءة والمتخصصين في تولية المناصب بجميع مراتبها ، معتبرا بالمناسبة ان أخبار مجلس النواب والشورى ومؤهلات الوزراء ، غيض من فيض على غياب الاهلية والكفاءة ، وعلامة على ما دونه، إضافة إلى تفرق العقلاء وأهل الحل والعقد والشورى ووقوعهم في أمراض الحزبية والعصبية وبمن فيهم العلماء والمفكرين ومشايخ القبائل والقيادات العسكرية ورجال الأعمال إلا ما رحم ربك، وكذلك غياب العدل في القضاء ومن يقوم عليه.

وخاطب الشيخ الخضر الشيباني في رسالة له إلى شباب اليمن وعقلاءها قائلاً لستم بأقل غيرةً وحرصاً على بلادكم من إخوانكم في تونس ومصر ، متنميا أن يكون النموذج اليمني في التغيير أكثر فقه وحكمة والتزاماً بالمنهج الشرعي في الخطاب والممارسة ، نظراً لما يحيط بهذا البلد من الأعداء من الخارج والمتربصين في الداخل ، مؤكدا أنه ومهما تطلب الأمر من تضحيات لابد أن يكون النصر حليف الصادقين، مستشهدا بقول المولى عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ).

*لقراءة نص الحوار, انقر هنـــــــــا.