علماء اليمن بين مؤيد ومعارض للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام

السبت 05 مارس - آذار 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس- شاهر الأحمد:
عدد القراءات 11396
 
 

يحتل علماء الدين في اليمن مكانة هامة ولهم تأثير كبير على الجماهير في مجتمع يوصف بالمحافظ، ولعل ذلك ما دفع الرئيس علي عبد الله صالح للجوء إليهم بهدف إقناعهم بتهدئة الشارع مقابل وعود بإصلاحات سياسية.

غير أن مواقف العلماء إزاء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام يمكن تصنيفها إلى موقفين رئيسيين: الأول يقف مع الاحتجاجات ويتبنى مطالبها، والآخر يرى حرمتها ويعتبرها بمثابة الخروج على ولي الأمر.

مؤيدو الاحتجاجات

ويشكل مجلس علماء اليمن الذي يشمل مئات العلماء من المذهبين الشافعي والزيدي -وهما المذهبان الرئيسيان في البلاد- من مختلف المدن اليمنية، القطاع الديني الرئيسي في تأييد الحركة الاحتجاجية الشعبية، ويعد الشيخ عبد المجيد الزنداني من أبرز الشخصيات الممثلة للمجلس.

وكان للمجلس موقف مؤيد للاحتجاجات التي شهدها اليمن داعيا إلى استمرارها حتى تحقيق المطالب، غير أن المجلس أكد دوما على سلمية الاحتجاجات وعدم اللجوء إلى القوة.

ومع تأكيده على شرعية الاحتجاج وحرية التعبير السلمي، أكد المجلس أيضا على حرمة الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو العامة أو على موظفي الدولة والأمن، كما أكد على عدم جواز اعتداء رجال الأمن على المتظاهرين.

وطرح المجلس في مطلع مارس/آذار 2011 انتقالا سلميا للسلطة مع نهاية العام، بحيث يشمل العرض عدة نقاط أبرزها إلغاء التعديلات الدستورية المثيرة للجدل، وإلغاء الدعوة إلى الانتخابات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ومحاسبة المفسدين مقابل الانسحاب من الشارع.

وتتضمن الشروط عدم التمديد أو التوريث للرئيس الحالي في الانتخابات القادمة، ووضع برنامج زمني لتنفيذ الخطوات الضرورية بما لا يتعدى نهاية العام الجاري، إضافة إلى التواصل مع جميع القوى السياسية في الداخل والخارج بدون استثناء لاستكمال النقاش.

معارضو الاحتجاجات

أما العلماء الذين يرفضون أسلوب الاحتجاج فيمكن تحديدهم بمن يطلق عليهم وصف "علماء السلطة"، ويقترب من موقفهم كذلك ما ذهب إليه علماء السلفية.

ومن يوصفون بعلماء السلطة هم معظم العلماء المنتسبين في وزارتي الأوقاف والعدل، ومن أبرزهم وزير الأوقاف والإرشاد حمود عبد الحميد الهتار.

وحث الهتار وغيره من علماء الأوقاف على نبذ الاحتجاجات وكافة أشكال العنف والفوضى، وطالبوا بالحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة، مشيرين إلى أن الدين يحث على اتباع أسلوب النصح والدعوة إلى الإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة.

كما دعا وزير الأوقاف الخطباء إلى الابتعاد عن التحريض على أعمال العنف والإرهاب والاعتداء على الأشخاص والهيئات والأموال العامة أو الخاصة، أو استخدام المساجد للدعاية والتحريض، أو التحريض على العصيان المدني والخروج على الدستور والقانون.

أما موقف علماء السلفية في اليمن فأبرزه الشيخ عبد العزيز بن يحيى البرعي الذي اعتبر أن ما تشهده البلاد من احتجاجات ومظاهرات واعتصامات وإضرابات محرّم ومن قبيل البدعة والضلالة الواجب الابتعاد عنها، مضيفا أن المسلمين مأمورون بالصبر على الحاكم وإن جار أو ظلم.

وبرر البرعي فتواه بأن من شأن الاحتجاجات أن تتسبب في ترويع للآمنين وتخويف للطريق، كما قد ينتج عنه نهب للأموال وسرقة للممتلكات وتعطيل للمصالح العامة وسفك للدماء.

*عن "الجزيرة نت".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن