القعطبي شخصية توافقية في عدن.. هل ينجح في إعادة الهدوء؟

الجمعة 04 مارس - آذار 2011 الساعة 10 مساءً / مأرب برس- عبدالرحمن أنيس:
عدد القراءات 15757
 
 

حسمت القيادة السياسية الصراع بين محافظ عدن السابق ومدير أمنها لصالح الأخير بعد أن قدم الدكتور عدنان الجفري استقالته مطالباً بإقالة مدير أمن عدن العميد عبدالله قيران.

تقديم المحافظ الجفري لاستقالته, جاءت كما أفادت مصادر مقربة منه, احتجاجاً على عدم التزام الأمن بتوجيهاته فيما يخص التعامل مع المتظاهرين والاستخدام المفرط للرصاص الحي في تعامل الأمن مع المحتجين وهو الذي أدى إلى سقوط ما يزيد عن 20 قتيلاً وعشرات الجرحى منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام في 16 فبراير 2011.

الدكتور عدنان الجفري محافظ عدن السابق والذي دخل مؤخراً إحدى مستشفيات العاصمة صنعاء لتلقي العلاج بعد تعرضه لوعكة صحية نقل على إثرها بطائرة رئاسية إلى العاصمة صنعاء, الاثنين الماضي، كان قد اعتكف في منزله في الأيام الأخيرة قبل إقالته وتغيب عن اجتماعات اللجنة الأمنية التي كان يرأسها نائب رئيس الجمهورية؛ احتجاجاً على استمرار بقاء العميد عبدالله قيران في منصبه كمدير للأمن بعد سقوط قتلى وجرحى برصاص قوات الأمن في عدن، كما أنه رفض إخراج مسيرة مؤيدة للنظام في عدن واعتبر ذلك استفزازاً لمشاعر أسر الضحايا.

غير أن إقالة الجفري جاءت هذه المرة بشخصية توافقية إلى كرسي قيادة محافظة عدن كانت العديد من الشخصيات الاجتماعية في عدن تتوقع ترشيحها لهذا المنصب أثناء انتخابات المحافظين في مايو 2008م وهو أحمد محمد القعطبي الذي سبق له أن تولى عدة مناصب قيادية وزارية في الشطر الجنوبي قبل الوحدة وسبق له أن شغل عضوية مجلس النواب عن دائرة الشيخ عثمان ورأس نادي الوحدة الرياضي, أحد أشهر أندية المحافظة.

يرى أحمد سعيد وهو أحد مواطني الشيخ عثمان أحمد القعطبي شخصية تحظى باحترام واسع ويقول إنه قدم الكثير من الخدمات لأبناء دائرته عندما كان عضواً في مجلس النواب, لكنه يستبعد أن ينجح القعطبي في إعادة الهدوء للمحافظة التي بدأت تخرج عن سيطرة الدولة تدريجياً.

أما علي لقمان, فيرى أن الإيجابية في القعطبي "أنه أحد أبناء محافظة عدن وممن تربى وولد فيها والأقدر على إدارتها, خاصة وأنه يحظى بسمعة طيبة في المحافظة ويعرف الناس والشارع". أما أحمد الكثيري, وهو من ساكني الشيخ عثمان, فيرى أن السلطة تحاول أن تجمل وجهها القبيح بتعيين القعطبي في هذه اللحظات الحرجة.

ولا شك أن محافظ عدن الجديد هو المحافظ الأسوأ حظاً من ناحية تعيينه في ظل ظروف عصيبة تشهدها عدن في ظل انفلات أمني واضح تشهده عددا من مدن المحافظة, وشلل في بعض المرافق الحكومية والخدمية, في حين أن بعض المديريات لا تدخلها حتى خدمة المواصلات بعد قطع طرقها إثر سقوط عدد من القتلى والجرحى فيها.

كما أن هناك عدة تساؤلات تبرز لدى مواطني المحافظة عن إمكانية انسجام المحافظ القعطبي مع مدير أمن المحافظة فيما يتعلق بالتعامل مع المظاهرات المطالبة برحيل النظام، وعما إذا كان قادراً على فتح طرقات المحافظة التي قطعها المواطنون احتجاجاً وغضباً، وهل سينصدم مع نائبه عبدالكريم شائف الذي خلفه في رئاسة حزب المؤتمر بعدن بعد أن جمد القعطبي نشاطه فيه، وعما إذا كان المحافظ الجديد قادرا بشكل عام على إعادة الهدوء الذي تفتقده عدن هذه الأيام.

ملفات كثيرة بانتظار محافظ عدن الجديد بدءاً من ملفات الأراضي ومشاكلها, وفساد المرافق الخدمية والحكومية وميناء عدن ومطارها.. لكن الأمن يبقى الملف الأول أمام القعطبي الذي يخشى من عرفوه أن يفقد شعبيته التي اكتسبها طوال السنين الماضية إذا أخفق في التعامل مع مشاكل المحافظة وأبنائها.

من هو أحمد القعطبي؟

ولد أحمد محمد القعطبي في 27 أبريل 1942 بمديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن, ودرس المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في (كلية عدن) بعدن. شغل منصب سكرتير أول بوزارة الخارجية ومدير مكتب الوزير عام 1968 ثم مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون (1970 ـ 1971) ثم وكيلاً لوزارة التربية والتعليم (1971 ـ 1972) ثم مديراً عاماً للمؤسسة العامة للنقل البري (1976 ـ 1980).

في العام 1980 عين أحمد القعطبي وزيراً للإسكان فيما كان يعرف بالشطر الجنوبي إلى العام 1984 ثم عين وزير الدولة لشؤون الرياضة (1985 ـ 1986) ثم مستشاراً لنائب رئيس الوزراء، وزير النفط والثروات المعدنية (1987 ـ 1990) ثم مستشاراً بوزارة النفط والثروات المعدنية (1991).

ترشح لانتخابات 1993 البرلمانية عن إحدى دوائر مديرية الشيخ عثمان وفاز بعضوية مجلس النواب, ورأس لجنة القوى العاملة والشؤون الاجتماعية بالمجلس حتى العام 1997م.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن