حميد الأحمر: نستغرب حديث رئيس الجمهورية عن عدم التوريث فيما الورثة يتربعون على مؤسسات الجيش والأمن

السبت 05 فبراير-شباط 2011 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 8358
 
 

عقد مساء أمس الجمعة اجتماعاً تنسيقاً مع منظمات المجتمع المدني رأسه أمين عام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر، وقف أمام المستجدات الوطنية الراهنة وتقييم الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية الذي ألقاه أمام مجلسي النواب والشورى.

وفي اللقاء الذي ضم فئات (الشباب والمرأة وقادة الرأي والأكاديميين والمناضلين) في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني استمع الحاضرون لوجهة نظر منظمات المجتمع المدني حول ما يجري في الساحة اليمنية ودورها إزاء ذلك ورؤيتها خلال المرحلة المقبلة.

وأكد الشيخ حميد الأحمر على أهمية الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في مختلف المجالات، ودورها الفاعل في إثراء الحياة السياسية والتعبير عن أبناء الشعب والدفاع عن حقوقهم وتطلعاتهم وإشراكهم في صناعة التحولات الوطنية.

وقال الأحمر في اللقاء الذي عقد بمقر اللجنة التحضيرية للحوار أنه ورغم محاولات السلطة خلال السنوات الماضية إضعاف المجتمع المدني وتهميشه إلا أن الشعب اليمني تمكن من إيجاد منظمات مجتمع مدني ، بل محافظات مدنية في إشارة منه إلى عدد من المحافظات الجنوبية.

وعرض أمين عام تحضيرية الحوار الوطني استعداد اللجنة التحضيرية تقديم كافة العون والمساعدة لمنظمات المجتمع المدني في عمل الهيكلة الهرمية كي توصل إلى مختلف محافظات اليمن، وكذا تقديم المساعدة الإعلامية واللوجستية في الميدان والتنسيق بين كل مكونات المجتمع إلى جانب التواصل مع رجال الأعمال لتقديم الدعم المالي لبرامج المنظمات.

وفيما يتعلق بخطاب رئيس الجمهورية أمام مجلسي النواب والشورى قال الأحمر أن على الحضور الوقوف أمام ما جاء في الخطاب وتقييمه والتعامل معه بحكمة بعد تثبيت ما أعلنه الرئيس وان كان ناقصا.

وأضاف: رئيس الجمهورية تناقض في خطابه حيث قال أن حق التعبير مكفول ثم عاد ليهدد بعدم الخروج للتظاهر في الشارع، وأكد أن حديث رئيس الجمهورية بعدم التوريث يتناقض مع وجود الورثة بمناصب قيادية في مؤسسات الجيش والأمن وطالب بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وإسناد رئاستها لشخصيات جنوبية، حتى يتحقق مبدأ الشراكة الوطنية.

وأشار إلى أن رئيس الجمهورية لم يقدم أي تنازلات كما ذكر في خطابه حيث أن ما تراجع أو تنازل عنه هي أخطاء ارتكبها وعدل عنها وليست تنازلات تستدعي الوقوف أمامها. ولفت إلى أن هناك من المواطنين العاديين وبعض القوى من يقول أن السلطة قدمت كل التنازلات التي تريد المعارضة دون تذكر للوعود الكثيرة والطويلة التي قطعت في السابق ولم تتحقق.

وقال: نحن على استعداد لأخذ الخطاب كمبادرة وسنخاطب الواقع ولكن بحذر شديد، ويمكن السير في الحوار مع تسديد النواقص التي لم ترد في خطاب الرئيس كالقضية الجنوبية ولجنة الانتخابات التي شكلها الحاكم بصورة انفرادية، ونسير في الحوار بالتزامن مع إبقاء حق الشارع في التظاهر للوصول إلى التغيير الذي وان كان متدرج إلا انه يجب أن يبدأ فورا.

وفي نقاشات مطولة استمرت حتى التاسعة من مساء الجمعة تحدث عدد من الأكاديميين وممثلي المجتمع المدني عن المستجدات السياسية الراهنة والتحولات الخطيرة في المنطقة العربية وتأثير ذلك على الأحداث في اليمن. وخلصت مختلف المداخلات والنقاشات إلى أن الرئيس قدم مبادرته تحت ضغط الشارع المطالب بالتغيير والمسنود دوليا، وشككوا بمدى الجدية في تنفيذ ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية، وتساءلوا عما إذا كانت مبادرة الرئيس جاءت بقناعة للتنفيذ والإصلاح أم لامتصاص غضب الشارع اليمني حتى تمر العاصفة ومن ثم التنكر لكل شيء.

واتفق الجميع على أن المبادرة فيها الكثير من الغموض وتتخللها فجوات ونواقص عدة، فضلا عن أنها لم توضح الآليات العملية لتنفيذ ما جاء فيها .

وتطرقت عدد من الكلمات ومداخلات الحضور إلى الكيفية لعودة الحوار مع السلطة وهل تكون مع اللجنة الرباعية كما جاء في خطاب رئيس الجمهورية أم مع لجنة المائتين كاملة، ودعا البعض إلى استئناف الحوار من ما خلصت إليه اللجنة الرباعية قبل أن يتوقف الحوار وليس العودة من الصفر، فيما طالب آخرون بعدم شرعية أي قرارات تخرج بها اللجنة الرباعية في حال تم استئناف الحوار ما لم يتم عرض هذه القرارات على لجنة المائتين للمصادقة عليها. كما شددوا على ضرورة تزمين كل مواعيد الحوار وتحديد كل النقاط اللازم التحاور حولها وان يكون الحوار مع السلطة تحت ضغط الشارع.

كما طالب الشباب بتمكينهم من التعبير عن أرائهم في التغيير مؤكدين أن الاستمرار في النزول للشارع سيحقق عدد من الفوائد أهمها التعود على النزول للشارع دون خوف وكذا تعويد الشارع على أن النزول سلمي ولا يخوف كما حصل الخميس الماضي بعد أن أوهم النظام أصحاب المحلات ورؤؤس الأموال أن نزول المشترك للشارع سيعمل على التخريب والنهب، كما شددوا على أهمية التواصل مع الشباب عبر التقنيات الحديثة في شبكة الانترنت كالفيسبوك، والتويتر، واليوتيوب.

وخرج الاجتماع بتشكيل لجنة صياغة تقوم بجمع كل الآراء وبلورتها وصياغتها وتقديمها كنقاط إلى اللجنة المصغرة للحوار الوطني تتضمن موقف وأراء المجتمع المدني والفئات في الحوار ويتم نشر هذه الرسالة عبر موقع الحوار الوطني ليطلع عليها الجميع.

كم تم تشكيل لجنة تنسيق من الفئات الخمس لوضع خطة عمل موحدة تتضمن إبقاء نبض الشارع حي وناطق باسم المجتمع المدني وتفعيل منظمات المجتمع المدني في المحافظات الرئيسية ليكون المنطلق لتفعيل المجتمع المدني في مختلف محافظات اليمن . وشكلت لجنة شبابية تقوم بعمل دراسة أو تصور لكيفية التواصل مع شريحة الشباب في مختلف إنحاء اليمن عبر الوسائل التكنولوجيا الحديثة بشبكة الانترنت.

وحدد الجميع الثلاثاء القادم موعدا لعقد الاجتماع الثاني للاطلاع على تم اتخاذه وتنفيذه ممن قرارات.

ومن المقرر أن تجتمع لجان الفئات بالمحافظات خلال اليومين المقبلين للاستماع إلى آرائهم حول المستجدات الوطنية الراهنة وخطاب رئيس الجمهورية لاتخاذ المواقف اللازمة حيال ذلك.

عن المركز الإعلامي للحوار الوطني 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن